"دبي" تغرق وأميركا تنقذها في آخر لحظة
أفكار هوليوود لا تنضب، وآخرها إبتكار أميركا لنظام بالغ الدقة يتحكم بالمناخ على كامل الكرة الأرضية فيمنع العواصف العاتية، والكوارث التي تحصل من وقت لآخر، في عملية تتماشى مع الرغبة المعروفة في إخضاع العالم سياسياً، لكن خطأ ما يحصل وتنفلت الأمور من السيطرة فتتعرض الهند واليابان لإضطرابات مناخية مدمرة وتجتاح مياه الخليج إمارة دبي فتُغرقها، لكن بطلاً أميركياً ينقذ الموقف فتنجو الدول المهددة في الوقت القاتل.
هذه الأحداث جزء من ملامح الفيلم الضخم والجديد " geostorme" الذي شاهدناه في عرض خاص ليل الثلاثاء في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري في إحدى صالات مجمّع vox وفق نظام الـ imax الذي أشعرنا بأن الأرض تميد من تحتنا، بينما عملت النظارات الخاصة بهذه التقنية على جعل كامل الأحداث تدور قريباً جداً منا، إلى حد حاولنا عشرات المرات تفادي الضربات التي تزخر بها المشاهد منعاً لإصابتنا بأي مكروه، بما يعني إلتصاق العلاقة بيننا وبين المصنّف السينمائي مع هذه التقنية الثورية في الصوت والصورة، مما جعل حالات التسونامي العملاقة وتهاوي عشرات ناطحات السحاب وسحق مئات السيارات في شوارع بومباي وطوكيو، وظهور إمارة دبي كأنها جزء من مملكة ديزني تغمر مياه البحر كامل مساحتها، وفي لحظة ما قبل لفظ الأنفاس يجيء الإنقاذ من أميركا.
الفيلم الذي تعرضه الصالات الأميركية بدءاً من 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، توزعه شركة "وارنر" في نسخة مدتها 109 دقائق، أخرجها الأميركي "دان ديفلن"(55 دقيقة) عن نص صاغه مع بول غويات، يستند إلى فكرة تصب في خانة الفكر الأميركي المهيمن على كل مقدرات العالم من خلال مفهوم العملاق الأوحد الفاهم لمتطلبات أمم الأرض كلها، وهذه المرة من خلال المناخ وهو جانب عرضناه للمخرج الصيني "أي واي واي" في فيلمه" human flow"، الذي يقول إن الحرب العالمية المقبلة أساسها وسببها المناخ، لذا تضع أميركا نظام أمان كوني يقضي بضبط الإيقاع وتأمين السيطرة على كل الأخطار المناخية على سكان الأرض من خلال غرفة عمليات دقيقة في الفضاء البعيد، تمنع أي إنتكاسة قد تصيب أي مكان على سطح الأرض.
ولأن أي مشروع أميركي يوضع يكون في عمقه دور لبطل أميركي واحد وليس لمجموعة، فقد أُسندت مهام الإشراف على حالات الطوارئ الكونية إلى "جاك"( الأسكوتلندي جيرارد باتلر- 48 عاماً)، الذي إستطاع إفتداء العالم في اللحظة المناسبة، فقد بقي لوحده ( ثم ظهرت سارة ويلسون وتلعب دورها الأوسترالية أبي كورنيش – 35 عاماً) في المكوك العملاق الذي ينظُم مواجهة الكوارث لمعالجة عطل طارئ يهدد بالقضاء على النظام بأكمله وعودة العالم مرة أخرى ليكون تحت رحمة الدمار والخراب من الزوابع والأعاصير وعموماً من غضب الطبيعة، ونجح في مهمته وأنقذ أمم الأرض، وإنحسرت المياه التي أغرقت دبي، وإسترجع العالم هناءه وطمأنينته، وعاد "جاك" سالماً إلى الأرض وإستقبله الرئيس الأميركي أندرو بالما(أندي غارسيا) بعدما أنقذه من مؤامرة حاكها مساعده ليونارد ديكوم)، وشارك في الفيلم الممثل المصري "عمرو واكد" في دور "دوسات" وفي مشهدين فقط.