مفاجأة الـ "غولدن غلوب":"مانديس" و"تارانتينو" الأفضل
فجأة لم يعد للفيلمين الرائعين "جوكر" لـ "تود فيليبس"، و"الإيرلندي" لـ "مارتن سكورسيزي" أي وجود على لائحة الفائزين في مسابقات الـ "غولدن غلوب" التي أعلنت ليل السادس من كانون الثاني/يناير الجاري، وإحتل الصدارة مكانهما "1917" للإنكليزي "سام مانديس" كأفضل فيلم درامي، و"حدث ذات مرة في هوليوود" لـ "كوينتن تارانتينو" كأفضل شريط كوميدي أو موسيقي.
هذا يعني أن ترشيحات الأوسكار في التاسع من الجاري ستحمل مفاجآت أهم كونها الصدى الإيجابي لرأي النقاد الأجانب في لوس أنجلوس.فهي خالفت معظم التوقعات، كأنما النقاد الـ 92 غير معنيين بما كتب عن الأفلام كلها، وهم إتخذوا قرارهم بمعزل عن أي ضغوطات تتعلق بالحملات الدعائية ورأي بعض نقاد الصحف، وغرّدوا خارج السرب تماماً، خصوصاً وأن شريط"1917" لـ "سام مانديس" لم يجر تناوله إعلامياً، فهو يحكي قصة جنديين إنكليزيين خلال الحرب العالمية الأولى، ومع ممثلين غير معروفين (دان شارلز شابمان، وجورج ماكاي)، وخص "مانديس" بجائزة أفضل مخرج، ورغم الإنتقادات التي رافقت شريط "تارانتينو" (حدث ذات مرة في هوليوود) إلا أن المهرجان ميّزه بجائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، وأفضل سيناريو أصلي، إضافة لجائزة أفضل ممثل درامي دور ثاني لـ "براد بيت"، وفي مواجهته "لورا ديرن" تجسد شخصية محامية طلاق في "قصة زواج".
"جوكر" كرّم بطله "جواكين فينيكس" بجائزة أفضل ممثل درامي، كما منح جائزة أفضل موسيقى لـ "هيلدر غونادووتر"، ولم يجر الإلتفات إلى نصه وإخراجه (تود فيليبس)، ومنح الشريط الكرتوني "missing link" جائزة أولى لمخرجه وكاتبه "كريس باتلر" (مع أصوات: هيو جاكمان، وديفيد ويليامس) والجائزة الأهم للفيلم الكوري الجنوبي "parasite" إخراج ونص "بونغ جو هو" كأفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، وسنضيء على الفيلم لاحقاً في مقالة مستقلة لأهميته وهو الفائز بسعفة كان الذهبية في الدورة الأخيرة للمهرجان. وإستحقت "رينيه زيلويغر" جائزة أفضل ممثلة درامية عن تجسيدها الفترة الأخيرة من حياة الممثلة والمغنية "جودي غارلاند" في شريط بعنوان "judy" . أما أفضل ممثليين في فيلم كوميدي أو موسيقي فكانا : "تارون إيغرتون" الذي جسد "إلتون جون" في "rocketman"، وآوكوافينا" في "the farewell".
وتم تكريم "إلتون جون" من خلال جائزة ثانية لفيلمه وإختيرت الأغنية التي صاغها خصيصاً للشريط "I am gonna love me again" كأفضل أغنية، متعاوناً مع "بيرني توبان". وبذلك يكون النقاد الأجانب أضاؤا الدرب أمام لجنة الأوسكار، التي إلتزم أعضاؤها غالباً بوجهة نظرهم، وأخذوا بها في تحديد أبرز الترشيحات، تمهيداً للتتويج بالأوسكارات.