هوليوود تسخر من "بروس لي": مجرد ظاهرة صوتية !!
"لولا الرصاص لحكمت العالم بقبضتي". هذا الكلام منسوب إلى أسطورة الكونغ فو "بروس لي" الذي إحتفلت عائلته ومحبوه في العشرين من تموز/يوليوالماضي بمرور 46 عاماً على مصرعه بالرصاص في واقعة ما زالت محط شُبهة جريمة قضت عليه. وأظهرت هوليوود كراهيتها لهذه الظاهرة من خلال أبرز مخرجيها المعاصرين "كوينتن تارانتينو" وفيلمه التاسع "حدث ذات مرة في هوليوود".
لكن هل يتعلق الأمر بمضاعفات الأزمة الأميركية الصينية المتفاقمة إقتصادياً، أم أن المسألة تندرج في خانة الإيغال في القتل لشخصية هزّت العالم عندما ظهر صاحبها لأول مرة فخطف الأنفاس والأبصار، أم هو العبث فقط لمجرد التهريج وتقديم "بروس لي" مجرد ظاهرة صوتية لا فاعلية ميدانية لها بدليل أن بديلاً يدعى "كليف بوث" (براد بيت) لنجم هوليوودي في أواخر الستينات إسمه "ريك دالتون" (ليوناردو دو كابريو) تحداه في باحة الأستوديو ساخراً من رقص "لي" (مايك موه) وصرخاته الجوفاء ودافعاً إياه عدة أمتار بعيداً عنه وصادماً إياه بسيارة بدت عليها التضاريس من قوة الضربات على جانبيها، مع تقديم الأسطورة مجرد شاب عادي يتباهى بأمور ليست فيه، ويُكثر من الكلام الفارغ من دون فائدة. "شانون" إبنة "بروس" أعلنت (في حديث مع لوس أنجلوس تايمز) "أن نص الفيلم صوّر والدي مغروراً". أما أرملته "ليندا" فإعتبرت "أن شخصيته في الفيلم كاريكاتورية وأظهرته غبياً وسخيفاً ولا تشبه شخصيته الحقيقية".
"تارانتينو" لم يسكت ورد واصفاً "بروس" بأنه "كان متعجرفاً" أضاف "هو لم يدّع قدرته على هزيمة الملاكم محمد علي كلاي بل فعل وكذلك فعلت زوجته ليندا". كل هذا لم يكن سوى غيض من فيض في الفيلم التاسع وما قبل الأخير له، بعنوان "once upon a time in hollywood" (حدث ذات مرة في هوليوود) الذي يقدم نجماً وبديله ساعيين للحضور والفاعلية في المشاريع السينمائية في عاصمة السينما العالمية، وعبرهما نواكب تداعيات صورة المدينة الأشهر ما بين العنف والمخدرات والمؤامرات التي تحاك في مهنة تحت الأضواء الكاشفة على مدار الساعة، والحق أن إدارة الكاستنغ (فيكتوريا توماس) التي نصحت بـ "بيت" و"دوكابريو" للدورين الرئيسيين كانت موفقة بإمتياز، لكن هذا لا يمنع من الإشادة بـ "بيت" بشكل مستقل لأن عنده كاريسما مضاعفة عدة مرات عن معظم النجوم في الفيلم وإن يكن بينهم (دو كابريو، وآل باتشينو).
الشريط الذي صوّر في "لوس أنجلوس" تكلف إنتاجه 90 مليون دولار (المخرج تقاسم المبلغ مع ديفيد هايمان، وشانون ماكنتوش) وزعته كولومبيا وإسترد من صالات العالم ما يفوق ميزانيته بين 26 تموز/يوليو المنصرم، و11 آب/أغسطس الجاري ( أكثر بقليل من 108 ملايين دولار)، والأهم من كل ذلك أن 161 دقيقة تمر أمامنا بسرعة فائقة، مع حضورجيد للممثلة الأوسترالية "مارغوت روبي" (في دورشارون تايت)، وقاد فريقي المؤثرات الخاصة والمشهدية كل من (جيريمي هايس، وكيفن سولز)، وإستعان "تارانتينو" بهندي مسلم (محمد يونس إسماعيل – 31 عاماً) كمساعد مخرج من بين خمسة قاموا بهذه المهمة إلى جانبه.