قال الناطق باسم قوات التحالف السعودي العميد الركن أحمد عسيري إن "التحالف غير معني بالهدنة الانسانية في اليمن التي أعلنت الأمم المتحدة سريانها بدءاً من منتصف الليلة الماضية". وأضاف في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن "الأمم المتحدة لم تنسق مع التحالف، ولم تقدم آلية لمراقبة تنفيذ هذه الهدنة"، مشيراً إلى أن "عدم تقديم ضمانات على التزام جميع الأطراف الهدنة، يعني أنها لن تكون من طرف واحد، لأنها لن تكون في مصلحة المواطن اليمني"، على حد تعبيره.

وكان مراسل الميادين أفاد بأن طائرات التحالف السعودي شنت سلسلة غارات على المحافظات اليمنية، بعد ساعات على بدء سريان الهدنة المفترضة. وأكد مراسلنا أن طائرات التحالف، قصفت شرق العاصمة صنعاء، كما استهدفت عدن جنوبي البلاد وحرض في حجة غرباً، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين الجيش والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي شمال عدن.

وكان الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دوجاريك أعرب عن أمله في أن تطبق الهدنة الانسانية في اليمن، مؤكداً أن "المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد تلقى تطمينات من كافة الأحزاب اليمنية ومن الرئيس عبدربه منصور هادي بأن الهدنة ستطبق".

من جهته، زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي قال في وقت سابق، إن نجاح الهدنة مرهون بالتزام السعودية بها، وأضاف في خطاب له أن "السعودية تحاول تضليل شعوب المنطقة من خلال ادعاء مواجهة النفوذ الايراني، وإطلاق صفة ايراني على كل من يواجه اسرائيل"، على حدّ تعبيره. 

وأكد الحوثي أنه "إذا استمرت الحرب السعودية، فإن اليمنيين سيقدمون على خطوات استراتيجية كبيرة لمواجهتها"، مشيراً إلى أنه "على كل اليمنيين التعبئة الشاملة وفي كل المجالات لتحقيق هذه الخطوات الاستراتيجية".

لم تكد تمضي نصف ساعة على سريان الهدنة الإنسانية التي أقرتها الأمم المتحدة حتى خرقتها طائرات التحالف السعودي، منفذة عدة غارات جوية، في وقت أعلن الناطق الرسمي باسم قوات التحالف السعودي العميد أحمد العسيري أن التحالف غير معني بهذه الهدنة. غارات التحالف السعودي استهدفت مديرية حرض الحدودية مع السعودية في محافظة حجة، كما استهدف مبنى القوات الخاصة شمال مدينة تعز وسط البلاد، وأحد المنازل في محيط جبل جرة وفندق هاي كلاس وسط المدينة. مقاتلات التحالف السعودي أغارت أيضاً على العاصمة صنعاء بعد دخول هدنة الأمم المتحدة الإنسانية ساعة كاملة، مستهدفة دائرة الأشغال العسكرية بمنطقة سعوان أسفل جبل نقم شرق العاصمة، مما دفع سكان الأحياء المجاورة إلى النزوح. خرق التحالف السعودي للهدنة تزامن مع اتهامات بين الأطراف المتنازعة في اليمن بعد مواجهات ميدانية، حيث اتهم الحراك الجنوبي الجيش واللجان الشعبية بقصف الأحياء السكنية في البساتين بمدينة عدن. في وقت شهد موقع لكمة صلاح والقبة في الشريط الحدودي بسناح في الضالع جنوب اليمن اشباكات عنيفة بين الجيش واللجان من جهة وأنصار الرئيس هادي من جهة أخرى.