مصدر أمني إسرائيلي يؤكد الغارة على قافلة سلاح لحزب الله
مجلة "تايم" الأميركية تنقل عن مصدر أمني إسرائيلي تأكيده الغارة الإسرائيلية على قافلة كانت تقل صواريخ من سوريا إلى لبنان. الغارة الإسرائيلية جاءت في ظل تكاثر الحديث عن هجوم سيتم تنفيذه من الحدود الأردنية بإشراف أجهزة مخابرات عربية وغربية وربما إسرائيلية.
أكد مصدر أمني إسرائيلي لمجلة "تايم" الأميركية أنّ طائرات حربية إسرائيلية أغارت على قافلة كانت تقلّ صواريخ أرض أرض من سوريا إلى لبنان.
وسائل الإعلام الإسرائيلية أبرزت ما نقلته "التايم"، فركّزت الإذاعة الإسرائيلية على ما رجحه المصدر الإسرائيلي للصحيفة بأن "تكون هذه الصواريخ قد زوّدت برؤوس حربية ثقيلة نسبياً وخطرة أكثر من آلاف الصواريخ التي يوجهها حزب الله باتجاه الأراضي الإسرائيلية".
أما صحيفة "معاريف" فقد ركّزت على "أن الأمر يتعلّق عملياً بأول تأكيد رسمي إسرائيلي للغارة الجوية". ولفتت إلى "أنّ الغارةَ الإسرائيلية تعبّر عن سياسة إسرائيل بعدم السماح بأن يتحوّل النزاع السوري إلى فرصة لحزب الله لتحسين ترسانته الصاروخية الموجّهة نحو إسرائيل".
أما "هآرتس" فقد أفادت بأن "تقديرات المؤسسة الأمنية في إسرائيل تفيد أن حزب الله سيردّ على الغارة الجوية عبر استهداف مسؤولين إسرائيليين كبار".
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو كان قد رفض تأكيد الهجمات أو نفيها، لكنه قال "إن الحكومةَ ستفعل ما يلزم للدفاع عن مواطنيها".
هل هي مقدمة لفتح الجبهة الجنوبية مع سوريا؟
طائرات إسرائيلية فوق جبهة القلمون المشتعلة. الغارة على"جنتا" أتت غداة تصريح لرئيس أركان الجيش الاسرائيلي بيني غانتس بأن اسرائيل ستمنع وصول أسلحة لحزب الله كاسرة للتوازن. لكن الغارة في موقعها وأهدافها تدخل خريطة المعارك في القلمون السوري. ومع اندراجها في سياق الحرب الاسرائيلية على لبنان وحزب الله، إلا أنها تبتعد عن الهدف المعلن مسبقاً، بضربها قافلة إمداد لحزب الله في جبهة القلمون.
الغارة رسالة سياسية أكثر منها عملية عسكرية، للإيحاء بالقدرة على التدخل لوقف تمدد الحزب في مداه الحيوي بين البقاع والقلمون، وفي منطقة يؤذن انتصاره فيها، بثتبيت عمقه الاستراتيجي على جانبي السلسة الشرقية اللبنانية المنيعة. تل أبيب قلقة من تعاظم دور حزب الله في سوريا، وخائفة من أن تزيد معركة يبرود من الإخلال في موازين القوى بعد "القصير".
لكنها ليست المرة الأولى التي تزج بنفسها في المعارك السورية. فقبل عام ونصف أغارت على مستودعات في جمرايا. وفي تشرين الماضي شوشت محطاتها في جبل الشيخ، اتصالات وحدات الجيش السوري، في واحدة من أكبر المعارك التي شنتها المعارضة انطلاقاً من الاردن، على الغوطة الشرقية.
سياسياً أيضاً، تدخل طائرات إسرائيل على خط أزمة المعارضة السورية المزدوجة: شلل الائتلاف السوري، بعد الفشل في جنيف 2، وتشرذم المعارضة المسلحة السورية وحلفائها. إذ يتقاتل هؤلاء فيما بينهم أولاً. و يقاتلون من موقع دفاعي على جميع الجبهات، ويتراجعون منذ أشهر.
وتأتي الغارة في خضم فوضى التسريبات عن إمكانية القيام بعملية عسكرية واسعة من الجبهة الجنوبية والقرار الأميركي السعودي بفتحها بحسب تقارير صحفية وحشد أربعة آلاف مقاتل مع هيئة أركان الجيش الحر الجديدة بقيادة عبد الإله البشير ونقل أسلحة متطورة تم شراؤها من أوكرانيا، وأخرى قد تأتي من باكستان.