"حملة أنا عربي فلسطيني": تركيز على حق العودة وتحييد المخيمات

استشعارا منها لخطر الانقسام بين المخيمات الفلسطينية والبيئة اللبنانية الحاضنة لقضية فلسطين، ركزت "مسيرة العودة إلى فلسطين” في "حملة أنا عربي فلسطيني" لسنة ٢٠١٤، برنامجها على توطيد العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.

ورشة إطلاق "حملة أنا عربي فلسطيني”

وقد أطلقت لجنة المسيرة، الثلاثاء 25شباط 2014، حملتها في المركز العربي الفلسطيني في مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في ورشة استمرت زهاء ساعتين، بدأت بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والمقاومة.

 وبعد أن تليت كلمات ومقترحات للمشاركين، عرض أبو عبد الله - الناشط في المسيرة - الأنشطة المقترحة للحملة، ومنها عقد لقاء حواري بين المنظمات الشبابية الفلسطينية واللبنانية، وعرض افلام من الزمن الجميل للمقاومة، وأعمال غرافيكس داخل المخيمات تبرز عنوان: "فلسطين قضيتي"، وعقد لقاءات موسعة، وسهرات فنية لفرق فلسطينية ولبنانية، ولافتات تحمل عناوين سياسية وأحاديث دينية وكلمات لقادة حول فلسطين، وفيديو كليب "فلسطين قضيتي" و "أنا عربي فلسطيني"، وبوستر  حملة "أنا عربي فلسطيني"، وتتويج ذلك بورشة عمل إعلامية في يوم الأرض.

هدف الحملة خلق رأي عام واع للاستهداف الذي يتعرض له الفلسطينيون

وفي لقاء لـ "الميادين نت" مع أمين سر "مسيرة العودة" عبد الملك سكرية، عرّف بالحملة وأهدافها بأنها "حملة شعبية لتأكيد عدم تدخل الفلسطينيين في أي شأن لا يتعلق مباشرة بنضالهم من أجل قضيتهم. وهي موقف ورسالة توقع عليها قوى وشخصيات ومؤسسات وفعاليات سياسية وثقافية وشعبية فلسطينية ولبنانية تؤكد الحياد الإيجابي للفلسطينيين حول ما يجري في لبنان والدول العربية والإسلامية، وأنهم ملتزمون فقط قضيتهم وحقوقهم”.

 وتحدث سكرية عن ظروف الانقسامات والصراعات حيث "تحاول جهات باتت معروفة للجميع تأجيج نار الفرقة والخلاف بين الفلسطينيين وإخوانهم اللبنانيين، والاستفادة من الأوضاع الخاصة والدقيقة للمخيمات الفلسطينية لتوريط الفلسطينيين، وحرفهم عن قضيتهم المقدسة، واستغلال حالة الفقر والحرمان في مخيمات اللجوء لخلق واقع سيرتد حتما على الفلسطينيين أنفسهم، ثم على جوارهم اللبناني لتمتد إلى عموم لبنان...وحرصا على إبقاء صورة اللاجيء الفلسطيني واضحة وصافية في أذهاننا جميعا، يجب عدم تحميل الشعب الفلسطيني مسؤولية فعل أو افعال قام بها فرد، أو افراد، للشعب الفلسطيني كله”.

 وإذ لفت إلى استشعار لجنة العودة في لبنان الأخطار المحدقة، قال إن "هدف الحملة خلق رأي عام واع للاستهداف الذي يتعرض له الفلسطينيون والقضية الفلسطينية".

أمين سر "مسيرة العودة" عبد الملك سكرية

لتحييد المخيمات..

مسؤول الجبهة الشعبية - القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز

مسؤول الجبهة الشعبية - القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز، أوضح في حديث لـ "الميادين نت" نظرة المقاومة الفلسطينية لمعالجة الإشكالات بين المخيمات والجوار اللبناني، وقال إن "المخيمات ليست قواعد معادية، وإن كنت أقر أن هناك من يحاول أخذ المخيمات إلى غير وجهتها الحقيقية بعنوانها المقدس: القضية الوطنية الفلسطينية”.

  وأوضح ما حصل في مخيم نهر البارد في العام 2007، وقال أنه "لم تكن المشكلة أو الاشتباك بين المخيم والجيش اللبناني، بل بين الجيش ومن اختطف المخيم من تنظيم ما يسمى بـ "فتح الإسلام”. وعندما وقع الاعتداء على الجيش اللبناني، الشعب الفلسطيني وقواه وقفا بحزم إلى جانب الجيش، وعندما طلب من شعبنا مغادرة المخيم غادره مباشرة تاركاً وراءه كل جنى العمر، وحتى الآن لم يعد إلى المخيم سوى ما نسبته في أحسن الأحوال 30%".  

 "هذا لا يعني أن لا مسؤولية تتحملها الفصائل لتقاعسها عن حماية المخيم ومواجهة هذا التنظيم الوافد أو الطارئ على المخيم من خارج نسيجه الاجتماعي والوطني"، أضاف رامز. وعما يدور في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا الجنوبية، قال رامز: "في مخيم عين الحلوة نعم هناك بؤر إسلامية صغيرة قد تكون مرتبطة بتنظيم القاعدة أو متعاونة مع أحد مسمياته، وهذه البؤر، وعلى خطورة تواجدها، إلاّ أنها لا تستطيع الاستحواذ على المخيم في ظل حضور الفصائل الفلسطينية، والقوى الإسلامية، والتي تمثل من بينها عصبة الأنصار والحركة المجاهدة وأنصار الله حضورا مميزا وفاعلا، وهي على علاقة وطيدة بالفصائل وتشكل معها أطر عمل "اللجنة الأمنية –  لجنة المتابعة العليا”، وهي كذلك جزء من الإطار القيادي للفصائل في لبنان الذي يضم فصائل التحالف ومنظمة التحرير وهذه القوى”.

أعمال فردية لا تشكل تبريرا للانخراط في أعمال إرهابية

رامز لفت إلى تجاوز قطوع أحداث منطقة عبرا العام الماضي (معارك الجيش اللبناني مع أنصار الشيخ أحمد الأسير في صيدا) بالتعاون بين مختلف الأطراف المعنية، وقال إن "ما نشاهده اليوم من تورط لعدد من الفلسطينيين يبقى في إطار العمل الفردي لا الطابع التنظيمي..وهذا يجب ألاّ يشكل تبريراً أو مبرراً لأي فلسطيني في الجنوح نحو الانخراط في أعمال إجرامية أو إرهابية تمس لبنان بكل مكوناته ومؤسساته، وفي مقدمتها الجيش والشعب والمقاومة...نحن حققنا توحيدا للموقف السياسي للفصائل الوطنية والإسلامية ما انعكس وحدة موقف على المستوى الاجتماعي والعشائري في المخيمات. ولكن ما نخشاه هو جنوح بعض وسائل الإعلام نحو حملة شيطنة منظمة ضد الفلسطينيين ومخيماتهم ما يخلق حالة تعبئة مقابلة”.  

وطالب رامز بـ "تعزيز الأداة الأمنية في المخيمات "القوة الأمنية "، ورفدها ودعمها بكل الوسائل المتاحة لضبط المخيمات، ولابد من تأمين الغطاء القانوني، والقضائي لعناصر وضباط القوة الأمنية في المخيمات". كذلك طالب الدولة اللبنانية بـ "المساهمة الجادة في رفع الظلم والمعاناة عن شعبنا وتصحيح الخطأ الواقع على الفلسطينيين منذ 65عاماً ولا يزال".

الحضور خلال ورشة إطلاق "حملة أنا عربي فلسطيني”

مبادىء الحملة

فلسطين هي حق للفلسطينيين وللعرب والمسلمين

وطرحت من قبل المتحدثين في الورشة جملة مبادىء للعمل عليها في إطار الحملة، وجرى تبني النقاط التالية:                   

١- فلسطين هي حق للفلسطينيين وللعرب والمسلمين، وتحريرها واجب على الجميع: عربا ومسلمين وكل أحرار العالم.

٢- الفلسطينيون في المخيمات وفي كافة أماكن إقامتهم في الشتات ملتزمون بعدم التدخل بكل أشكاله بما يجري من أحداث، وعليهم مسؤولية الحفاظ على هويتهم الوطنية والتماسك والنضال من أجل حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها العودة إلى فلسطين".

٣- رفع الغطاء عن أي فرد أو مجموعة أو موقف أو فعل خارج إطار البوصلة الصحيحة باتجاه فلسطين.

٤- تبنى العلاقة والمحاسبة والتقييم بناء على معادلة أن أي أحد في العالم العربي والإسلامي مكانه الطبيعي أن يكون مع فلسطين، ولا أحد من الفلسطينيين له مكان أو دور أو شأن بما يجري من أحداث داخلية في العالمين العربي والإسلامي.

٥- التجارب العديدة التي مر الفلسطينيون بها، وخاصة في لبنان، تؤكد أهمية تجنب التورط في الشؤون الداخلية والأحداث التي تبعدنا جميعا عن فلسطين.

٦- العمل على إظهار الصورة الحقيقية للفلسطينيين كأصحاب قضية عادلة ومعاناة متفاقمة تحتاج إلى جهود ودعم الجميع، وعدم تشويه صورتهم في الإعلام، والأعمال الخطيرة والمنحرفة.

٧- لا شأن للفلسطينيين بالمسميات والمصطلحات والعناوين المستجدة حيث أن لا عنوان لهم سوى فلسطين.

 

اخترنا لك