شهيد "الواقع كما هو" إلى مثواه الأخير
قناة الميادين تنعى الزميل المصور عمر عبد القادر والذي استشهد خلال تغطيته المعارك في دير الزور بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة، وتتقدم من أهله بأحر التعازي.
شيع الأحد جثمان الزميل في قناة الميادين الشهيد عمر عبد القادر في مسقط رأسه دير الزور. وكان الزميل عبد القادر استشهد السبت اثناء تغطيته المواجهاتِ الميدانية بين الجيش السوري والمسلحين بديرالزور بعد إصابته في رقبته خلال تغطيته المواجهات في جبل الثردة، نقل بعدها الى المستشفى حيث أسلم الروح.
هذا وعلمت الميادين أن والد الشهيد تعرض لذبحة قلبية نتيجة حزنه على ولده ونقل الى المستشفى.
الزميل عبد القادر استشهد في يوم ميلاده. كان عمر كما كل يوم مذ بدأ العمل مصوراً للقناة في دير الزور يحمل كاميرته لتشهد على حرب لا هو أرادها ولا كل حريص على سوريا، فاستشهد بإصابة أثناء معارك دير الزور، نقل بعد الإصابة إلى المستشفى فأسلم الروح.
هي ضريبة المهنة لا شك، لكنها ضريبة مؤلمة لنا جميعاً نحن الذين عرفنا عمر الشاب الجميل كعمر الورود الذي هو عمره، زاخراً بالحياة، ضاجاً بالحيوية، هادئاً بين الجبهات الملتهبة، حريصاً على نقل الواقع كما هو.
استشهد عمر عبد القادر، وهو يلتقط آخر الصور في المعركة الشرسة فصار صورة على شاشتنا نضمها الى شهداء الوطن والمهنة.
رئيس مجلس إدارة قناة الميادين الزميل غسان بن جدو قال تعليقاً على الخبر "بألم وحرقة قلب ننعى زميلنا وأخانا العزيز عمر عبد القادر الذي استشهد خلال قيامه برسالته المهنية والوطنية، وكان يصور مع عدد من مصوري القنوات التلفزيونية، حيث أصيب الزميل عبد القادر بإطلاق نار في رقبته، وفارق الحياة".
وأضاف بن جدو "نحن على ثقة أن عمر في جنات الخلد إلى جانب المجاهدين والوطنيين وكل من يقوم بتأديه رسالته بحق في هذه الدنيا.. عمر هو ابن دير الزور وابن سوريا الشامخة والبطلة... كنا نتمنى أن يستشهد عمر وهو يصور عملية تحرير فلسطين المحتلة، لا أن يستشهد في أرض عربية يقتل فيها الأخ أخاه، خصوصاً أن هذا البلد يواجه حملة تكفيرية ظالمة من مجرمين..
وتابع "نقولها بكل وضوح: نحن في هذا الأمر منحازون إلى عملنا الصحفي المهني الوطني بلا تحفظ، ونؤكد لمن يتلذذ بالتمييز المذهبي والطائفي فشهيدنا اسمه عمر..".
القائد العسكري في دير الزور العميد عصام زهر الدين أكد خبر استشهاد الزميل عمر عبد القادر في منطقة جبل ثريد في دير الزور خلال تغطيته مع زملاء آخرين لسيطرة الجيش السوري على تلك المنطقة مضيفاً أنه تعرض لرصاص قنص من مسافة بعيدة ما أدى الى استشهاده على الفور.
شقيقة الزميل عبد القادر قالت "إن شقيقها كان حريصاً على أن يكون في الصفوف الأمامية من أجل إيصال حقيقة ما يجري في سوريا" مضيفة "أن العائلة التي كانت تتحضر للاحتفال بعيد ميلاد ابنها الوحيد بين ثلاث شقيقات ستحتفل اليوم بشهادته".
بدوره قال رئيس اتحاد الصحفيين السوريين الياس مراد "إن الشهيد عمر عبد القادر قدم نفسه فداء لأهله وزملاء المهنة".
عائلة الميادين التي فقدت أحد أبنائها الشرفاء، تتقدم من أهل الفقيد وكل رفاقه ومحبيه بأحرّ التعازي، سائلين الله أن يتغمده بالرحمة ويسكنه فسيح جنانه.
حزب الله اللبناني وجّه التعازي باستشهاد الزميل عمر عبد القادر. ووصف الحزب في بيان الزميل عمر بالصحافي الذي آلى على نفسه نقل الواقع كما هو.
واعتبره شاهداً ناقلاً للحقيقة في زمن الزيف الإعلامي الذي تعيشه الأمّة.
وتمنّى الحزب أن يكون استشهاد عمر، المأساةَ الأخيرةَ التي يتعرَّض لها الإعلام الصادق في سعيه الدؤوب للوقوف إلى جانب الحقّ والحقيقة.