شارع المتنبي.. ملتقى المثقفين وأحد أبرز معالم العاصمة العراقية
من وسط بغداد اتخذ مكانه، لذا بات من الصعب ذكر بغداد دون ذكر اسمه، شارع المتنبي.. وجولة صغيرة في هذا الملتقى الثقافي كافية لفهم تمسك العراقيين بالقراءة والكتب.
بين أحضان شارع الرشيد ومياه دجلة يستريح شارع المتنبي، زيارة واحدة إلى هذا الشارع كفيلة بتغيير صورة الموت المخيم على بغداد جراء التفجيرات الدامية.. آلاف العراقيين والوافدين من مختلف المناطق يقصدون هذا الشارع، مكان تاريخي متفرد بطقوسه، تفترش أرضه شتى أنواع الكتب... بين أوراقها والرواد علاقة خاصة، يرتمون في أقرب زاوية ويبدأون بالقراءة.. ملتقى ثقافي وأحد أبرز معالم العاصمة.
مروان النعيمي أستاذ في الجامعة العراقية يقول "كان قديماً يسمى شارع الوراقين، والوراقون هم كل من يبيع الكتب ويقتنيها.. وهي مهنة قديمة منذ العصور العباسية، وهذه ميزة يحمد عليها هذا الشارع، فهو يجمع العراقيين بكل طوائفهم وفرقهم".
من جهته صباح المندلاوي نقيب الفنانين العراقيين يقول "في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها البلد لا يزال لهذا الشارع نكهته الخاصة وجاذبيته، وهو محط اعتزاز وتقدير المثقفين".
صور المرشحين المعلقة في كل شوارع بغداد لم تستثن المتنبي، بعض المرشحين لم تمنعهم السياسة من ارتياد هذا الشارع بشكل دائم.
خيال محمد مهدي الجواهري وهي مرشحة للانتخابات وخبيرة علم المكتبات تقول "هو أقدم شارع للمكتبات والكتب والثقافة وملتقى الأدباء والمثقفين وملتقى الكادحين كذلك".
أيضاً المرشحة سناء التميمي تقول "الترشح للإنتخابات لا يعني البعد عن الثقافة.. أنا أعتبر شارع المتنبي محراب للثقافة".
مئات السنين عمره، وفيه مطبعة تعود إلى القرن التاسع عشر.. شارع الثقافة العراقية كما يحب أهل المدينة تسميته، لم يسلم من التفجيرات، وعلى الرغم من ذلك لا يمكن أن ترى المقاهي فيه فارغة.
ذاكرة ثقافية في شارع لا يعرف الخوف ولا يعترف بأي هاجس أمني.