إسرائيل: ضربة إفتتاحية لحرب لم تقرر بعد
تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن ما يجري في قطاع غزة من تصعيد هو ضربة افتتاحية من المحتمل أن ترتقي إلى حرب استنزاف متبادلة، في حين ترى "إسرائيل هيوم" أنه لا قرار بالحرب بعد. أما بالنسبة لـ"معاريف" فإن نتنياهو الذي يخشى المغامرة العسكرية قد ينجر إليها.
-
المصدر: صحف إسرائيلية
- 8 تموز 2014
أضرار غارة إسرائيلية على قطاع غزة (أ ف ب)
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "التصعيد في الجنوب ارتقى
درجة إضافية". وأشارت الصحيفة إلى أنه "عملياً، انتقلت إسرائيل و"حماس"
إلى حرب استنزاف متبادلة محدودة، لكن مرشحة لأن تتطور إلى مواجهة شاملة تطلق فيها حماس
صواريخ ثقيلة على وسط إسرائيل، بينما قد يلجأ الجيش إلى عملية برية واسعة في القطاع
لتدمير ترسانة الصواريخ الثقيلة".
ورأت الصحيفة أن "المواجهة لا تزال محدودة، غير أن حماس تريد إظهار
القوة لتحقيق ردع طويل الأمد، وتريد إسرائيل انتهاز الفرصة لمنع إطلاق صواريخ ثقيلة
عليها وإيجاد توازن ردع أفضل".
وتعتبر "يديعوت أحرونوت" أنه "لا يمكن استمرار حرب الاستنزاف
الراهنة لفترة طويلة من دون أن تتسع"، مشيرة إلى أنه "حتى الآن ثمة فرصة
لوقف القتال، وأن توافق حماس على وساطة مصرية تخفض بموجبها سقف مطالبها المبالغ فيها"،
لافتة أنهم "في إسرائيل يستعدون، وعن حق لمواجهة كاملة ستكون على ما يبدو شبيهة
بالرصاص المصهور ومختلفة عن عمود السحاب، أي مع عملية برية".
وفي السياق نفسه، رأت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنه "لا قرار بالحرب بعد"، وأشارت إلى أن "إسرائيل
وحماس دخلتا في دوامة التصعيد المعروفة التي بدت حتمية أمس".
وقالت الصحيفة "صحيح أن المصريين بذلوا جهوداً ملموسة في محاولة
منهم لتهدئة الطرفين، لكن الأفعال على الأرض أظهرت العكس: إرتفاع حاد في عدد إطلاق
الصواريخ من القطاع، وفي المقابل توسيع في نطاق الهجمات الجوية الإسرائيلية".
ورأت الصحيفة أن "على الرغم من الغضب الشعبي والسياسي والطلب الواسع
بالرد، لا تتوافر حتى اللحظة نيّة في إسرائيل للخروج في حملة واسعة ضد غزة"، مشيرة إلى
أنه "بالدليل على ذلك استمرار الاتصالات غير المباشرة
بوساطة مصرية والرامية إلى محاولة تحقيق تهدئة رغم كل ما يحصل".
وبالنسبة لـ "إسرائيل هيوم" فإن "فرص نجاح هذه المحاولة تبدو معدومة الآن،
والجهد الرئيس ينصب على منع توسع دائرة القتال إلى ما بعد خط الأربعين كيلومتراً".
أما صحيفة "معاريف" فرأت أن "نتنياهو يخشى مغامرة عسكرية
في غزة لكنه قد ينجر إليها". وقالت الصحيفة إن "إسرائيل لم تخرج بعد في حملة
عسكرية واسعة النطاق ضد غزة، والقرار يتعلق بزيادة وتيرة النشاط الجوي والحصول على
ثمن أكبر من حماس والرهان على انكسار الحركة أولاً".
وأشارت الصحيفة إلى أن "المشكلة هي أن الحركة لا تنكسر أولاً"،
لافتة إلى أنه "رغم أن إسرائيل لم تقرر بعد الدخول إلى غزة، وتحويل العطلة الصيفية
إلى كابوس دام، دخلنا في تدهور شامل يمكن أن يجرنا إلى غزة"، معتبرة أن
"نتنياهو يتمزق بين خيارين، فهو يخشى الدخول في مغامرة عسكرية، فيما ثمة حرب ضروس
على زعامة اليمين".
وقالت "معاريف" إن نفتالي بينت يضربه من اليمين، وأمس بدأ ليبرمان
يضرب الاثنين من اليمين المتطرف"، مشيرة إلى أنه "بناء عليه قرر نتنياهو
زيادة الوتيرة قليلاً". لكن الصحيفة رأت أن "المشكلة هي عندما تزيد الوتيرة
قليلاً، يجاريك الطرف الثاني، وفي النهاية نحصل على زيادة كاملة"، معتبرة أنه
"هكذا تقع الحروب في الشرق الأوسط، نتنياهو لا يريد الوصول إلى هناك لكن من المحتمل
جداً أن ينجر اليها".