تخضع التجربة الإنتقالية في تونس لتأثيرات الأوضاع غير المستقرة في ليبيا، والتجادبات السياسية التي تشهدها دول المغرب العربي، و من دون شك فإن السياسة الخارجية ستكون في صلب البرامج الانتخابية في ظل التغيرات والمستجدات التي يشهدها العالم والمنطقة. فماذا في علاقة تونس بدول الجوار بعد الثورة؟؟
الكاتب: حسن حجازي
المصدر: الميادين
6 تشرين اول 2014
الوضع الليبي زاد من نسبة التنسيق مع الجزائر
تخطّى عبق ثورة الياسمين
حدود تونس سريعاً، ومن هذه الحدود تطل أخطار يخشى التونسيون أن تستوردها بلادهم، حال
الفوضى عند الجار الليبيّ إستنفرت أجهزة الحكومة التونسية لمنع استيرادها إلى الداخل،
وبلغت المعارك الأخيرة في طرابلس أوج الحرب الأهلية ما إضطر تونس لإقفال حدودها، ودخل
مطار طرابلس دائرة الدمار فغاب الطيران التونسي عن سماء ليبيا.
بنظر المسؤولين التونسيين،
يهدد غياب الدولة في ليبيا الإستقرار في بلادهم، الخشية دائمة هنا من تسلل مسلحين.
كثرت التقارير عن وجود أنفاق وتكررت عمليات القبض على متسللين يخططون لتنفيذ عمليات
إرهابية داخل تونس، كل ذلك في كفة وفي كفة أخرى إحتضان ليبيا قادة تنظيم أنصار الشريعة
ومعسكرات تدريب جهاديين تونسيين.
خطورة الوضع الليبي
دفعت تونس للتنسيق أكثر مع دول الجوار عبر حضور وتنظيم مؤتمرات لبحث الوصول إلى حل
سلمي للأزمة الليبية. في طليعة هؤلاء يحضر الجزائر الجار الغربي، الحدود المشتركة مع
ليبيا تحولت سبباً رئيساً في تطوير العلاقات وتدعيمها مع تونس، فالعلاقة مع الجزائر
طالما كانت أكثر تعقيداً من غيرها. بعين الريبة راقبت الجزائر عملية التغيير في تونس
ووصول حركة النهضة الإسلامية إلى الحكم في ظل تجربة دموية سابقة مع الاسلاميين.
إزداد حضور الجزائر
بكافة الوسائل لتهدئة الوضع في تونس من أجل تأمين مصالحها، قدّمت معلومات إستخبارية
من أجل تأمين الحدود مع ليبيا ومواجهة المسلحين في جبل الشعانبي قرب حدودها. سارعت
الجزائر أيضاً إلى إحتواء الخلاف السياسي في تونس بعد إغتيال المعارض شكري بلعيد وإستقبلت
أبرز الأطراف وضغطت من أجل إجتماعهم على طاولة حوار، كذلك بلغ حجم المساعدات المالية
الجزائرية المقدمة الى تونس نحو مئتي مليون دولار.
هكذا إذاً تعيش تجربة
التغيير الفتية في تونس بين تأثير الفوضى الليبية المباشر على واقعها الأمني والاجتماعي،
والعلاقة المركبة والمعقدة مع الجزائرعلى أنّ استقرار تونس قد لا يكون مرتبطاً فقط
بهدوء الجوار القريب، بل قد يحتاج إستقرار منطقة شمال أفريقيا ذات البعد الإسترايجي
على نحو كامل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية