أوباما في وضع لا يحسد عليه... هولاند أيضاً
أوباما في وضع لا يحسد عليه، هذا باختصار جوهر معظمِ التعليقات في الإعلامِ الغربي. وحليفه الفرنسي فرانسوا هولاند يواجه معارضة حزبية وإعلامية لافتة، قد تدفعه عاجلاً ام آجلاً للتراجع.
لو بدأنا بفرنسا فإن الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند في وضع لا يحسد عليه أيضاً.. كل المعارضة اليمينية ضده وجزء من اليسار أيضاً في مقدمه وزير الدفاع الفرنسي السابق جان بيار شوفنمان الذي قاد سابقاً حملة الإعتراض على اجتياح العراق.
معارضو هولاند يطالبونه بتصويت في البرلمان للمشاركة في العدوان على سورية، ولو حصل التصويت فهو على الأرجح لن يعطيه الإذن ولذلك فإن هولاند سيعتمد على تقرير للإستخبارات الخارجية الفرنسية ينشر بعد أيام قليلة يراد له أن يؤكد استخدام أسلحة كيمائية في سورية.
ومع ذلك فإن الرأي العام الفرنسي بشكل عام ضد العدوان، وثمة من يسأل هولاند "كيف تقبل اليوم ما عارضته أنت نفسك عام 2003 حين غزت أميركا وبريطانيا العراق بذرائع مماثلة.
لم يبق في أوروبا إلى جانب أوباما سوى هولاند، ومع تراجع الأخير يصبح وضع الرئيس الأميركي فعلاً في أسوأ مراحله.
وجه أوباما صفعة لكل حلفاء أميركا من إسرائيل إلى تركيا فالدول العربية الراغبة بالعدوان، ذريعته بأنه يريد إذناً من الكونغرس لم تبدُ سوى تعبير عن تراجع وقلق وخوف. فالدستور الأميركي يجيز له العدوان دون العودة إلى الكونغرس. لماذا يطلب رأيه إذاً؟
المعلومات تؤكد أن أوباما شعر فعلاً بخطر ما يقدم عليه، التهديدات الإيرانية كانت واضحة. صمت حزب الله كان أوضح. استعداد الجيش السوري للرد وربما بأسحلة استراتيجية روسية وغير روسية أثار القلق.
وفي المعلومات أيضا أن رسائل وجهت إلى دول غربية بأن كل مصالحها سوف تتعرض للتهديد.
أما وقد تراجع، فهل يلغي العدوان أم يرجئه لظروف أفضل؟ أوباما تورط، صار تراجعه هزيمة لكل المحور الذي يقوده، وتقدمه مغامرة خطيرة. فهو أقر مبدأ العدوان ولكنه ما عاد يربطه بتاريخ، وفي هذا التاريخ قد يتفق مع الروس ويتراجع نهائياً أو قد يضطر للعدوان ويتحمل ثمن المخاطر. ففي هكذا أحوال يصبح الإستعداد للعدوان والإستعداد للصفقات سائرين في خطين متوازيين تماماً.