مشروع "الإتحاد الخليجي" لم يتبلور بعد
وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية يقررّون الإستمرار بدراسة فكرة تأسيس إتحاد يجمع دولهم، بعد تعثّر إقرارها في اجتماعهم يوم أمس الأحد.
قال وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عقب اجتماعهم في جدة أمس الأحد، إن مشروع تحقيق وحدة بين الدول الستّ الذي اقترحته السعودية العام الماضي يحتاج لمزيد من المناقشات.
وكان الملك السعودي عبد الله بن عبدالعزبز قد حثّ مجلس التعاون الخليجي على المضيّ قدماً نحو مرحلة الوحدة، وذلك في نهاية خطاب ألقاه في ديسمبر-كانون الاول.
وشكلت دول مجلس التعاون الخليجي الست وهي السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وعمان في يناير-كانون الثاني الماضي لجنة لدراسة الفكرة وقدّمت اللجنة مقترحاتها لوزراء الخارجية قبل اجتماع يوم الأحد.
وأصدر مجلس التعاون الخليجي بياناً بعد إنتهاء الإجتماع قال فيه "نظراً للحاجة إلى مزيد من الوقت والتشاور قررّ المجلس تكليف الأمانة العامة باستكمال مرئيات الدول الأعضاء، وعرض ذلك على المجلس الوزاري في دورته القادمة لدراسته والتوصية بشأنه للمجلس الأعلى."
ولم يكشف البيان عن شكل الوحدة التي سيتبناها المجلس أو وجهات نظر الأعضاء المختلفة.
وقبل قمة مجلس التعاون الخليجي في أيار/ مايو الماضي إنتشرت تكهنّات واسعة في دول الخليج بشأن الإعلان عن شكل وثيق من الوحدة لكن بعد مناقشة الفكرة قال زعماء الدول الأعضاء إنهم بحاجة لمزيد من الوقت لدراسة الفكرة. في موازاة ذلك، قالت مصادر خليجية حينها إن فكرة الوحدة لم تحظ بتأييد كل الدول.
سبق ذلك دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مجلس التعاون الخليجي إلى توحيد سياستهم الخارجية والأمنية.
وركّز مجلس التعاون الخليجي في الماضي على تحقيق الوحدة الإقتصادية بين دول المجلس.
ووافقت الدول الست على إتحاد جمركي لكنها ما زالت مختلفة بشأن كيفية تقاسم العائدات وناقشت فكرة العملة الموحدة ومنقسمة أيضاً بشأن مكان البنك المركزي. وتفكر دول مجلس التعاون الخليجي في طرح ضريبة للقيمة المضافة بنسبة موحدة.
وكانت قمة مجلس التعاون الخليجي التشاورية، التي انعقدت في الرياض في 10 مايو-أيار من العام الماضي، وافقت على مشروع إنضمام كل من الأردن والمغرب للمجلس. وقد رحبت الدول الخليجية بفكرة التفاوض مع المملكتين للإنضمام لمجلس التعاون الخليجي. غير أن ذلك لم يتحقق حتى الآن، وقد أثارت الدعوة التي وجههها المجلس للدولتين تساؤلات كثيرة نظراً لعدم وجود الدولتين على الخليج، وعدم الترابط الجغرافي بين المغرب ودول الخليج.