شارك الآلاف من سكان جنوب لبنان اليوم السبت في تظاهرة احتجاج على الفيلم الأميركي المسيء للنبي محمد في مدينة بنت جبيل تلبية لدعوة من حزب الله، من دون تسجيل أي حادث. وحملت التظاهرة إسم "مسيرة الولاء للرسول محمد"، رافعين صور أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى أعلام لبنانية وسورية. ولوحظ غياب دوريات قوة الأمم المتحدة الموقتة المنتشرة في جنوب لبنان "اليونيفيل" على الطرق المؤدية إلى مكان المسيرة.

وألقى النائب عن حزب الله نواف الموسوي كلمة أمام الحشد اعتبر فيها أن "الفيلم المسيء للنبي ليس مجرد عملية تافهة قامت بها مجموعة، ولكن هناك سياسة أميركية يراد تعميمها على العالم الغربي". وتساءل "هل سنسمح لأميركا بأن تسيء لنا وهي تراهن على فتنة طائفية مذهبية؟".

وكان عشرات الآلاف قد تظاهروا اليوم في شوارع كانو، ثاني أكبر مدن نيجيريا، للإحتجاج على الفيلم المسيء للمسلمين الذي أنتج في الولايات المتحدة. وسار المتظاهرون عدة كيلومترات داخل المدينة هاتفين "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، الموت لأعداء الإسلام". ونظمت التظاهرة الحركة الإسلامية "الشيعية" في نيجيريا، التي أنشئت في البلاد منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي. وقال العضو في الحركة وأحد منظمي التظاهرة محمد توري "نزلنا اليوم للشوارع للتعبير عن غضبنا ورفضنا لهذا الفيلم" مضيفاً "ترمي هذه التظاهرة أيضاً لمطالبة الحكومة الأميركية بوقف مثل هذه الأعمال المشهرة بالإسلام".

وكان عشرات المصريين تظاهروا أمس الجمعة قرب السفارة الفرنسية بمدينة الجيزة إحتجاجاً على الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص)، ورفع متظاهران لافتة عليها صورة لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل وصورة لزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري، وكذلك رفع آخران لافتة تعيب على أحزاب وحركات إسلامية نأيها بنفسها عن الإحتجاج .وطالب المتظاهرون بإقالة شيخ الأزهر أحمد الطيب والمفتي على جمعة، وأيضاً بطرد السفير الفرنسي. 

وفي العراق، تظاهر آلاف الأشخاص للأمر نفسه في مدينة البصرة جنوب البلاد حيث أحرقت أعلام اميركية وإسرائيلية، وفي مدينة الصدر ببغداد، دعا ممثل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الشيخ مثال الحسناوي "رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء والنواب والمسؤولين إلى أن يقفوا موقفاً واحداً ضد الأميركيين والفرنسيين".

وفي مدينة النجف استنكر خطيب صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية صدر الدين القبانجي الفيلم المسيء للاسلام قائلاً إنه مخطط له لاستهداف المسلمين، وإن "العدوان على الرسول هو عدوان على المسلمين كافة"مضيفاً أن "اميركا وإسرائيل وفرنسا يقفون وراء ذلك المخطط".

وشهدت مدن لبنانية تظاهرات واعتصامات مماثلة، وهتف المتظاهرون في بعلبك شرق البلاد "أمريكا أمريكا أنت الشيطان الأكبر"، و"إسرائيل إسرائيل عدوة المسلمين". وفي صيدا ناشد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود المملكة العربية السعودية وجامع الأزهر "إصدار فتوى بهدر دم كل من شارك في الفيلم" المسيء إلى المسلمين، وحمل حمود على الدول الغربية قائلاً إن "كل حجتهم حرية التعبير. لماذا يمنع في أوروبا الحديث عن الصهيونية بسوء أو المحرقة اليهودية؟"، آسفاً لتحول الاستنكارات في العالم العربي إلى "قتل السفير الاميركي في ليبيا واحراق السفارات وليس الاستنكار على الفيلم الاميركي".

وفي العاصمة بيروت أحرق متظاهرون قرب مسجد ذي النورين في رأس النبع العلمين الأميركي والإسرائيلي.

وكانت إدارات المدارس الفرنسية في لبنان أبلغت تلامذتها بالتزام منازلهم اليوم بسبب الإقفال، فيما شوهدت بحسب مراسلو وكالة "فرانس برس" في طرابلس وصيدا وبيروت تعزيزات عسكرية بالآليات والجنود وعناصر قوى الامن في محيط المراكز الثقافية وغيرها من المؤسسات الفرنسية.

أما في أندونيسيا فتظاهر العشرات أمام مقار شركات أميركية وبعثيتن قنصليتين فرنسية واميركية إحتجاجاً على الفيلم والرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام تخللها إحراق للعلمين الأميركي والفرنسي، ودعوات لفرنسا وأميركا للكف على الإساءة للرسول الأكرم (ص).

من جهتها أفادت مصادر طبية باكستانية أن المواجهات العنيفة التي حصلت بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن سقوط 13 قتيلاً على الاقل في عدد من المدن الباكستانية الكبرى.

وقال قائد شرطة بيشاور أشرف الطاف أن تحقيقاً فتح في أعمال الشغب هذه وقد يمثل شرطيون أمام القضاء، مضيفاً "لم نطلب من أحد فتح النار على المتظاهرين لكن الشرطة تعرضت أيضاً لاطلاق النار. كل شرطي اطلق النار على المتظاهرين سيمثل امام القضاء".

وأضرم متظاهرون النار أمس الجمعة في اثنتين من دور السينما في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان، وقال قائد الشرطة علي جوهر إن محتجاً أصيب بجروح عندما أطلق حارس إحدى دور السينما النار على المتظاهرين الذين هاجموا إحدى الدارين وقاموا بتخريبها وأضرموا النار في قطع الأثاث فيها.

وشددت التدابير الأمنية الجمعة في كبرى مدن باكستان في "يوم عشاق الرسول" الذي أعلنته الحكومة رداً على بث فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام.

وأغلقت كل البعثات الدبلوماسية الأميركية والفرنسية في أندونيسيا وحوالى عشرين بلداً إسلامياً الجمعة في إجراء وقائي.