ظروف سورية لم تنضج لحل: ندوة ناقشت مهمة الأخضر الابراهيمي في سورية

ناقشت ندوة دعا إليها مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي وحاضر فيها الدكتور يزيد الصايغ والصحفي أمين قمورية اللذين لم يجدا الظروف قريبة النضوج لحل

من ندوة مركز فارس

أجمع كل من عضو مؤسسة "كارنيغي" الدكتور يزيد الصايغ، والكاتب الصحفي أمين قمورية على أن مهمة المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الابراهيمي لن تثمر حلا قريب المنال للأزمة السورية، لأن الحل لم تنضج ظروفه، فالسلطة لا تزال برأيهما قوية بسبب تماسك قواها المسلحة، كما أن للمعارضة السورية المسلحة القدرة على الاستمرار في الصراع المسلح.

ولاحظا أن التسوية لم تنضج حتى الآن، في ظل تمسك الطرفين بمواقفهما لأن النظام "لم يقتنع بعد بأنه في وضع يقبل بتقاسم السلطة، ولا المعارضة تقبل".

وأعلن المحاضران عن مواقفهما في ندوة عقدها مركز "عصام فارس للشؤون اللبنانية" بعنوان "سورية على شفير الهاوية: فرص نجاح مهمة الأخضر الابراهيمي". وفي تقديمه، وصف مدير المركز السفير عبد الله بو حبيب المبعوث الابراهيمي كمحور للنقاش، بأنه "يفهم السوريين جيدا من خلال مفاوضته لهم في الملف اللبناني عام ١٩٨٩"، ولفت إلى أن "الابراهيمي لم يسبق أن فشل في أي من الملفات الدولية العديدة التي كلفته بها الأسرة الدولية".

أما لماذا كان الابراهيم هو خيار الندوة، فقد أوضحتها الدعوة التي جاء فيها أن "انتداب الأخضر الإبراهيمي موفدا خاصا دوليا وعربيا إلى سورية، يأتي وسط أوضاع دولية لا تزال تتسم بالكباش بين الغرب وتركيا من جهة، وروسيا والصين وإيران من جهة ثانية، ووضع عربي منقسم بين دول تأخذ طرفا في الصراع السوري وخصوصا دول الخليج، وأخرى عاجزة عن التأثير في مسار الأمور”.

يذكر أن الإبراهيمي يخلف في مهمته الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان الذي أتى إلى سورية أيضا كمبعوث دولي لحل النزاع، واستقال بعد ستة أشهر من تكليفه، دون أن يتمكن من التوصل إلى حل سوري لعدم نضوج الظروف.

يزيد

استهل يزيد كلامه لافتا إلى أن سورية ليست في لحظة انهيار النظام، ولا المعارضة أيضا، والواقع أن الانتظار، برايه، هو سيد الموقف ريثما تم انتقال حالة التوازن إلى معادلة جديدة تقتنع المعارضة معها بأنها ليست في وضع يسمح لها بفرض شروطها، خصوصا منها رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد، لاحظا ان المخرج يفترض أن يكون في شكل من أشكال التقاسم الذي لم يحن الوقت له.

وعرض يزيد لمحطات حاولت وضع صيغ للخروج من المأزق، لكن الوضع بنظره لا يزال مشابها لبقية المحطات التي لم تثمر حلا، كما أن محاولات الضغط من الخارج لإحداث انشقاقات رفضها المؤيدون للنظام، فلم يتم أي انشقاق من شأنه تغيير المعادلة. لكنه لحظ مخاطر إفلاس اقتصادي حيث لم يعد في موازنة الدولة سوى ٣ مليارات دولار، بالإضافة إلى خمسة مليارات أخرى في بنوك موسكو، ويترافق ذلك مع تحديات قساوة الشتاء السوري.

وخلص إلى أن سورية أمام معركة طاحنة نظرا لقدرة طرفي النزاع على الاستمرار لفترة طويلة.

قمورية

قمورية قال في بداية كلامه أنه في خضم البحث عن حل يخشى أن نفتش عن سورية فلا نجدها، فما يحدث خطير، والابراهيمي أمام مهمة شاقة، ومستحيلة، رغم أنه ليس رجلا عاديا.

وقال أن حرب سورية ليست سورية بل حرب فيها وعليها، ولذلك يفترض أخذ العوامل الخارجية بعين الاعتبار، والحل هو سياسي حصرا مع استحالة التدخل العسكري الخارجي.

عن صيغة الحل، رآها قمورية تعددية ومحاصصة على الطريقة اللبنانية نظرا لنظام الحكم الشمولي الذي حكمها وهو يتطلب ثورة وطنية شاملة تشارك فيها جميع فئات الشعب، مبديا قناعة بأن الابراهيمي استلم من أجل الوصول إلى تسوية توافقية تعددية، ولأن الجيش سيكون احد أعمدة الحل.

وخلص إلى أن الحل ليس على الأبواب، وعلى الابراهيمي الانتظار حتى نضوج ظروف التسوية.

اخترنا لك