عجلة الدوري اللبناني تنطلق رباعية الدفع

تعود عجلة الدوري اللبناني في نسخته الـ53 إلى الدوران يوم الجمعة في المباراة الإفتتاحية التي تجمع بطل لبنان الصفاء مع غريمه الأخاء الأهلي عاليه في دربي الجبل، في موسم من المنتظر أن يشهد منافسة رباعية بين الصفاء، العهد، الأنصار والنجمة.

رباعي القمة في الموسم الماضي على موعد جديد مع النافسة على اللقب

تختلف بطولة لبنان بكرة القدم هذا الموسم عن سابقاتها بعد النتائج الإيجابية التي حققها منتخب لبنان في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، ودخوله في المنافسة بشكل جدي على إحدى البطاقات المؤهلة إلى المونديال اللاتيني بعد الفوز على "النمر" الإيراني في مدينة كميل شمعون الرياضية.

نتائج منتخب الأرز أعادت الكرة اللبنانية إلى الخارطة العالمية وليس العربية أو الآسيوية فحسب، ما يضع كرة القدم في لبنان تحت المجهر، فهي أصبحت محط أنظار الإعلام العربي والدولي، وهنا تقع المسؤولية على عاتق الدولة ورؤوس الأموال لدعم الفرق والمنتخبات الوطنية إضافة إلى دور الإتحاد اللبناني لكرة القدم والأندية في التفاني بالعمل لإنتاج دوري قويّ وممتع يُؤكد فعالية الربيع الكروي الذي بدأه المنتخب اللبناني بالإنتفاضة على نفسه وعلى واقعه الأليم، وفاجىء من خلاله العدوّ قبل الصديق.

هناك مقولة شائعة مفادها أن الدوري القوي يُنتج منتخباً قوياً، لكن في لبنان العكس تماماً، حيث يمتلك أحفاد الفينيقيين منتخباً قوياً ودوري ضعيف، لذا فإن الدوري هذا الموسم سيكون بمثابة اختبار جدي للقيمين على كرة القدم في لبنان لإستثمار إنجازات المنتخب والإستفادة من التطور الهائل الذي أصاب منتخب الأرز.

أولى خطوات التغيير هذا الموسم جاءت فنية، إذ رُفع عدد اللاعبين الأجانب إلى ثلاثة، ما سمح لبعض الأندية بتدعيم صفوفها بلاعبين محترفين أصحاب سيرة ذاتية مميزة، والبعض الآخر اختار أجانبه حسب حجم ميزانية الفريق على حساب المستوى الفني، فيما قرر آخرون خوض غمار الدوري بصفوف محلّية بحتة كنادي السلام صور.

فنياً، يبرز أكثر من مرشح لإحراز اللقب، خصوصاً الرباعي الصفاء حامل اللقب وبطل كأس النخبة والعهد بطل لبنان 3 مرات في الأعوام الـ5 الماضية، والأنصار بطل لبنان 13 مرّة، والنجمة صاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر على الصعيد المحلي والعربي.

الدعم السياسي المعنوي لا يكفي من دون أي مساعدات مالية

الصفاء بطل الموسم الماضي

الصفاء وفرحة إحراز اللقب في الموسم الماضي

من السهل الوصول إلى القمة، لكن الصعوبة تكمن في الحفاظ عليها. لكن إدارة الفريق الأصفر، القادم من منطقة "وطى المصيطبة"، تبدو مدركة لهذا الأمر، فهي لم تنم على أمجاد ما حققته الموسم الماضي بإحراز بطولة الدوري للمرّة الأولى في تاريخ النادي العريق، فحافظت الإدارة على نجوم الفريق بما فيهم المحترفين وأضافت إليهم المهاجم السوري أحمد العمير إضافة لاستعادة لاعب الوسط القديم الجديد حمزه سلامي، وتبقى الصفقة الأهم التي أبرمها النادي الأصفر هي التعاقد مع مهاجم الاهلي صيدا الهابط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية علاء البابا أفضل لاعب صاعد في الموسم الماضي، إضافة إلى نجم الشباب العربي الواعد عمر الكردي، فضلاً عن منير ريشوني القادم من ألمانيا، وعلي اسماعيل من فرنسا.

وكسر الصفاء في الموسم الماضي نحساً لازمه طويلاً لإحرازه اللقب، وتحديداً منذ صعوده إلى الدرجة الأولى في الموسم 1962 ــ 1963، أي بعد نحو نصف قرن من الزمن، وهو ينتظر موسماً شاقاً، فبالإضافة إلى الدوري والكأس المحليين، يخوض الفريق منافسات كأس الإتحاد الآسيوي لموسم 2013، ساعياً لتكرار إنجازه التاريخي، حين بلغ المباراة النهائية للمسابقة عام 2008 وحل وصيفاً للمحرق البحريني.

الأنصار صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب

بدوره عزز الأنصار صفوفه بلاعبين من طراز رفيع، هما البرازيلي مارسيللو والمهاجم الغاني ويسدوم، ولاحت بشرى للفريق الأخضر، هذا الموسم، بإحرازه لقب كأس السوبر، على حساب الصفاء بطل الدوري 1 – 0، في المباراة التي جمعت الفريقين السبت الماضي على ملعب المدينة الرياضية.

وتزخر صفوف "الأخضر" بمزيج من لاعبي الخبرة وعنصر الشباب على رأسهم الحارس لاري مهنا وقلب الدفاع الدولي المعتز بالله الجنيدي والبرازيلي راموس ومحمد حمود وسامي الشوم وقاسم ليلا وربيع عطايا ومحمد عطوي ومحمود كجك ونصرات الجمل.

ويُمني جمهور الأنصار النفس باستعادة اللقب بعد غياب دام 6 سنوات عن خزينة النادي، وتحديداً منذ موسم 2006- 2007 حين أحرز أبناء المدرب جمال طه اللقب للمرة الأخيرة.

أبطال كأس لبنان والسوبر

النجمة صاحب القاعدة الجماهيرية الكبيرة

جماهير النجمة فاكهة كرة القدم اللبنانية

يسعى النجمة لتلافي أخطاء الموسم الماضي، حين فرط بلقبي الدوري والكأس في أسبوع واحد، فخسر الدوري لمصلحة الصفاء، وسقط في نهائي الكأس أمام الأنصار في مباراة دراماتيكية 1 – 2.

واستعاد النجمة، بقيادة المدرب اللاعب موسى حجيج، صانع ألعابه عباس عطوي ومهاجمه زكريا شرارة، بعد تجربتين احترافيتين في الإمارات وماليزيا على التوالي، وهو ما يشكل دعامة إضافية للفريق بالنظر إلى المستوى المميز للاعبين، مع العلم أن زكريا سيدافع عن ألوان الفريق النبيذي في مرحلة الذهاب فقط.

وعزز النجمة صفوفه بقلب الدفاع البرازيلي فابيو، الذي تألق في السابق في الملاعب اللبنانية مع الأنصار والعهد، كما ضم الليبي أسامة الفزاني والفلسطيني محمد قاسم، وذلك في إطار سعي النادي لاستعادة اللقب الذي فاز به للمرة الأخيرة موسم 2008-2009.

جماهير "النبيذي" تعيش حالة من القلق إزاء خروج الفريق من كأس الإتحاد العربي بعد الخسارة أمام شعب آب اليمني في بيروت بعد أن فاز الفريق اللبناني ذهاباً في صنعاء، ما أوقع جمهور النادي والمتابعين في حيرة إزاء تذبذب مستوى الفريق من مباراة لأخرى وغياب القدرة على الحسم في اللحظات الحاسمة على غرار الموسم الماضي.

العهد ظاهرة كرة القدم في المواسم الخمس الاخيرة

يتطلع العهد إلى استعادة اللقب الذي انتزعه منه الصفاء، في الموسم الماضي، بتعزيز صفوفه بنجمي المبرة حسن حمود والنفاثة طارق العلي، لينضما إلى كوكبة مميزة من اللاعبين، يتقدمها كتيبة المنتخب الوطني التي تضم الدوليين محمود العلي وهيثم فاعور وحسين دقيق وأحمد زريق وحسن شعيتو، إضافة إلى المُعتزل دولياً عباس عطوي "أونيكا"، واستعاد العهد حارسه محمد حمود، بعد أن شهدت العلاقة بين الطرفين بعض الفتور الذي أدى إلى ابتعاد اللاعب عن الفريق.

ويثير غياب الإستقرار الفني في الفريق قلق مدربه محمد الدقة، المطالب بإبراز الوجه الحقيقي لفريقه، إذ يرى كثير من المتابعين أن العهد قادر على تقديم نتائج وعروض أفضل، ولا سيما أنه يضم نخبة من اللاعبين المحليين، وينعم بالاستقرار الإداري.

يسعى نادي العهد لتعويق إخفاق الموسم الماضي

اخترنا لك