نصر الله حاسماً الجدل حول طائرة الإستطلاع: المقاومة أرسلتها
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يصف عملية الطائرة بالإنجاز النوعي في تاريخ المقاومة. ويتطرق في خطاب متلفز إلى إنفجار مخزن أسلحة المقاومة في البقاع وإتهام حزب الله بالقتال إلى جانب النظام في سورية.
حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الجدل الذي دار في الآونة الأخيرة حول جملة من الملفات المرتبطة بالمقاومة وحزب الله، بدءاً بالطائرة التي خرقت الأجواء الإسرائيلية معلناً مسؤولية حزب الله عن هذه العملية، وصولاً إلى الموضوع السوري والإتهامات التي وجهت إلى حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري حيث وصفها بـ"الكاذبة"، مروراً بتفجير مخزن الأسلحة التابع للمقاومة في منطقة البقاع مؤكداً أن انتشار مخازن السلاح هو من بديهيات عمل القوات الدفاعية سواء كانت جيشاً نظامياً أو مقاومة شعبية.
وفي موضوع الطائرة تبنى السيد نصر الله العملية التي أطلق عليها اسم الشهيد حسين أيوب وهو أحد المؤسسين لهذا السلاح، موضحاً أن الطائرة ليست روسية وإنما هي صناعة إيرانية وتجميع وإنتاج الكادر اللبناني التابع للمقاومة. وقال نصر الله "إن الإنجاز هو بتحليق الطائرة مئات الكيلومترات فوق منشآت ومواقع إسرائيلية حساسة قبل أن يتم إسقاطها بالقرب من مفاعل ديمونة" قائلاً إن "إسرائيل تكذب على شعبها وهي لم تكتشف الطائرة فوق البحر" مضيفاً أن "إمتلاك المقاومة لهذا النوع من الطائرات يمكنها الوصول إلى أهداف بعيدة منها جزر محتلة في البحر الأحمر". وأكد نصر الله "أن رحلة الطائرة ليست الأولى (سبقتها طائرة المرصاد) ولن تكون الأخيرة ومع هذا النوع من الطائرات نستطيع الوصول إلى أماكن كثيرة" قائلاً "فلندع للإسرائيليين أن يكتشفوا قدرات الطائرة التي حلقت فوق البحر وكلنا يعرف ماذا في البحر وفوق اليابسة وكلنا نعرف ماذا في اليابسة". وأكد نصر الله أن "تطوير قدرات المقاومة سيتواصل ليل نهار والمهمة الأولى هي مواجهة العدو الإسرائيلي".
وفي ملف آخر يتعلق بانفجار مخزن الأسلحة التابع للمقاومة في بلدة النبي شيت في البقاع أوضح الأمين العام لحزب الله أنه لا يوجد بالنسبة للمقاومة جبهات أمامية وخلفية مؤكداً أن "الجبهة الأمامية هي كامل مساحة عمل العدو والدفاع عن الوطن" معتبراً أن "مشكلة البعض في لبنان ليست مع مخازن السلاح بل مع أصل المقاومة" أيا كانت هويتها. ودعا نصر الله من وصفهم بـ"الخصوم السياسيين" إلى تقليد "العدو الذي تفهم الضرورات العسكرية التي تقتضي نشر المقاومة لمخازن أسلحتها" قائلاً "من المنطق والطبيعي أن قوات الدفاع سواء كانت جيشاً نظامياً أو مقاومة شعبية أن تكون منتشرة وان يكون سلاحها ومخازنها كذلك".
وجدد السيد نصر الله نفي مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري واصفاً الإتهامات التي سيقت ضد الحزب في هذا المجال بـ"الكاذبة وغير الصحيحة" قائلاً إن النظام السوري لم يطلب "أي مساعدة". وكشف نصر الله أن "ثلاثين ألف لبناني من مختلف الطوائف يقطنون في قرى سورية على الحدود مع لبنان وان هؤلاء تعرضوا لاعتداءات من قبل جماعات مسلحة نهبت وسرقت وإنتهكت الأعراض" موضحاً أن هؤلاء "إتخذوا قراراً بالدفاع عن النفس وأملاكهم في مواجهة هذه الجماعات" في ظل عدم قيام الدولة اللبنانية بأي خطوة تجاههم. وأوضح نصر الله "أن عدداً من أبناء تلك العائلات اللبنانية ينتمي إلى أحزاب لبنانية ومنها حزب الله" وأن هؤلاء يتبعون وفق هيكلية المقاومة "للشهيد أبو عباس مسؤول الهيكلية العسكرية في منطقة البقاع" نافياً ما قيل عن الأخير في وسائل الإعلام.
ونصح السيد نصر الله بعض المعارضة السورية بعدم التهديد والتخويف معتبراً أن شرط الإعتذار بموضوع المخطوفين اللبنانيين في سورية لا يقبله أحد خاتماً خطابه بالقول "دعونا خارج المعركة والصراع ولا يهددنا ويجربنا أحد".
من هو الشهيد حسين أيوب ؟
الشهيد حسين أنيس أيوب الذي أطلق السيد نصر الله إسمه على عملية طائرة الإستطلاع هو من كوادر المقاومة الإسلامية في لبنان، خاض العديد من العمليات الجهادية النوعية إبان الإحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وقد إستشهد بتاريخ الرابع من أذار/ مارس 1996 عن 24 عاماً.
ويعتبر الشهيد أيوب يعتبر أحد الأدمغة في "حزب الله" الذين عملوا على تطوير السلاح الجوي التابع للمقاومة، وكان يشغل منصب "القائد العام للقوات الجوية في المقاومة الإسلامية في لبنان".