معلمون نازحون يفتتحون مدرسة من خيام النايلون لتعليم الطلاب في رفح

معلمون نازحون يفتتحون مدرسة من خيام النايلون في رفح للطلاب الذين نزحوا من قطاع غزة، وتتراوح أعمارهم ما بين 6 و15 عاماً، يدرسون يومياً داخل خيمة بأبسط الإمكانيات لتعويض خسارة 7 أشهر من العام الدراسي بسبب تواصل الحرب.

  • طلاب نازحون من قطاع غزة يدرسون في مدرسة من خيام النايلون في رفح (وكالات)
    طلاب نازحون من قطاع غزة يدرسون في مدرسة من خيام النايلون في رفح (وكالات)

وجد نحو 600 طالب وطالبة من النازحين في قطاع غزة أخيراً طريقهم إلى الفصول التعليمية المدرسية، واستأنفوا دراستهم بعد سبعة أشهر من الغياب، بسبب الحرب الدامية والمتواصلة على القطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر  2023، وفق ما ذكرت وكالة "شينخوا" الصينية.

ويتجمع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و15 عاماً يومياً داخل خيمة من النايلون المقوّى، وهي بمنزلة مدرستهم الجديدة، حيث يجلس المعلمون طلابهم على الأرض داخل الخيمة لتلقي دراساتهم اليومية.

وتعد مادة الرياضيات واللغة العربية والعلوم والقرآن الكريم والإنكليزية من المناهج الفلسطينية التي يقدمها للطلاب نحو 20 معلماً ومعلمة نزحوا من منازلهم إلى مدينة رفح الحدودية أقصى جنوبي القطاع.

  • معلمة تعطي درساً للطلاب داخل خيمة نايلون وهم يجلسون على الأرض في رفح
    معلمة تعطي درساً للطلاب داخل خيمة نايلون وهم يجلسون على الأرض في رفح

إحدى المعلمات النازحات، نهاد بدرية، التي تدرّس اللغة العربية، قالت في حديث لـ "شينخوا"، بينما انتهت للتو من إعطاء الطلاب حصتهم التعليمية "كان من الصعب على طلابنا أن يخسروا مدارسهم وحياتهم التعليمية بسبب الحرب وقد فقدوا أيضاً حقهم في مقابلة زملائهم في الفصل ما أثر سلباً على حالتهم النفسية".

وأضافت بدرية وهي تشير بيديها إلى حال الطلبة أنّ "الحرب لن تنتهي على ما يبدو في القريب وسيعاني أطفالنا من عواقبها، وأهمها حياتهم التعليمية وقد ينسون كل دراستهم بعد أشهر قليلة فقط".

وتعيش هذه المعلمة في مخيم الخيام الذي أقيم في الجزء الغربي من مدينة رفح (المواصي)، حيث تقيم فيه نحو 5000 أسرة تضم أكثر من 2000 طفل معظمهم من الطلاب.

في كثير من الأحيان، يقضي الأطفال أيامهم في اللعب في الشوارع من دون القيام بأي أنشطة إيجابية من شأنها تطوير شخصياتهم، بحسب المعلمة، مشيرةً إلى أنّ "ما زاد الأمر سوءاً تورط الأطفال في مشاجرات كثيرة وظهور علامات العنف والاعتداء الجسدي عليهم بسبب الضغوط النفسية التي تعرضوا لها طوال فترة الحرب". ولهذا قررت المعلمة مع مجموعة أخرى من زملائها في المخيم إقامة المدرسة من الخيام لتشجيع الطلاب على أخذ أماكنهم داخلها.

  • طلاب أثناء تلقيهم حصة للرياضة البدنية
    طلاب أثناء تلقيهم حصة للرياضة البدنية

وأشارت إلى أنّ مهمتهم لم تكن سهلة بسبب عدم توفر متطلبات المدرسة، وحتى الفصل الدراسي مثل المقاعد والألواح والكتب المدرسية والأقلام والدفاتر، وغيرها من اللوازم.

وفي محاولة لتحقيق الهدف، أطلقت المعلمة وزملاؤها حملة لجمع التبرعات لشراء دفاتر لطلابهم، وحصلوا على نسخ من الكتب والمناهج المدرسية من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في القطاع. وأوضحت: "بمجرد أن جهزنا مدرستنا ونسخ المناهج والدفاتر للطلاب، بدأنا مشروعنا لتعليم أطفالنا وأعدناهم إلى المدرسة".

ويتواصل العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي 2023، كما  يواصل مجازره، حيث يتعرض القطاع الساحلي المحاصر لحرب إسرائيلية واسعة النطاق أدّت إلى استشهاد نحو 35 ألف مواطن بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وأكثر من 77 ألف جريح، إضافة إلى آلاف المفقودين.

الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر في مختلف أنحاء قطاع غزة، ومدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح، صهيب الهمص، يحذر من وقوع كارثة صحية في محافظة رفح نتيجة عدوان الاحتلال المستمر.

وقالت وزارة التربية الفلسطينية إنّ من بين إجمالي الوفيات هناك 3700 طالب و200 معلم، وأنّ هناك نحو 352 مدرسة تضررت بسبب الهجمات الإسرائيلية، في حين تمّ تحويل المدارس المتبقية إلى ملاجئ للنازحين داخل القطاع.

وتجدر الإشارة إلى أنّ قوات الاحتلال اغتالت نحو 100 أكاديمي و500 طالب جامعي في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كما أنها تتعمّد استهداف المدارس وتدميرها ومن بينها مدارس لوكالة "الأونروا" التي تضم نازحين.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي  بأنّ الاحتلال الإسرائيلي دمّر جامعات "الأقصى" و"الإسراء" و"الأزهر" وجامعة "القدس المفتوحة"، وتعرضت "الجامعة الإسلامية" في مدينة غزة للتدمير الكلي.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.