معرضان حرفيان شمالي لبنان

معرضان حرفيان في طرابلس عاصمة شمال لبنان، ضمن احتفالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، يعرضان حرفاً تراثية وأعمالاً يدوية بهدف دعم الأسر وترويج الانتاج والصناعات المحلية لمساعدة أصحابها على الاستمرار والتطور.

  • صالة المعرض
    صالة المعرض

رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبناني، محمد وسام مرتضى، افتتاح معرضين حرفيين استضافتهما صالات "الرابطة الثقافية" في مدينة طرابلس شمالي لبنان، ضمن احتفالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، الأول بعنوان "حرفيو الشمال"، والثاني "قمر المدينة". 

معرض "حرفيو الشمال"

أشرفت على إقامة معرض "حرفيو الشمال" لينا نجا، وضم مجموعة من الأعمال الفنية والحرفية والتراثية، المطعّمة بنكهة حرف ومهن أوروبية، والتي رفدت بها المعرض من أعمال المشاركين عبر التواصل معهم بصورة دائمة.

تصدّرت المعرض صناعة السجاد اليدوي من بلدة عيدمون العكارية أولى وأبرز مشاغله، وتمثلت فيه الحرفية عبير سكرية، التي قدمت عروضاً ميدانية للحياكة عبر نول صغير أحضرته معها إلى المعرض.

  • عبير سكرية تحوك السجاد اليدوي
    عبير سكرية تحوك السجاد اليدوي

وشاركت المعلمة المتقاعدة زينة مخلوف بباقة من أعمال التطريز اليدوي الذي أحبته، وتناقلته عن العائلة، لكنها احترفته بعد تقاعدها، وتصنع منه حالياً لوحات خطوطية، وآيات قرآنية، وعبارات جميلة معروفة.

  • التطريز اليدوي
    التطريز اليدوي

بدوره قدم فادي الحاج حسن، مجموعة من المصنوعات الخشبية التي تستخدم في المنازل، والأمكنة العامة لأغراض مختلفة. فيما عرض جمال طرطوسي، مجموعة من نحاسيات مبتكرة، وخشبيات متنوعة. كما عرضت دعاء الحسن، أعمالاً من البورسلان والزجاج الملون والمزركش.

وضمّنت هناء الحسن، جناحها أنواعاً من الأرتيزانا لعباءات، وألبسة جميلة.

وتميّز باسم عبد الفتاح، بمجموعة من العصي المُعقّدة من قضبان السنديان، بأشكال وأحجام مختلفة، مع أوعية لحفظ المياه مصنوعة من القرع المجفف. 

  • باسم عبد الفتاح قدم مجموعته من العصي المُعقّدة من قضبان السنديان
    باسم عبد الفتاح قدم مجموعته من العصي المُعقّدة من قضبان السنديان

آخر الأجنحة مع السيد عثمان تضمنت مجموعة واسعة من الفخاريات التي اشتهرت المدينة بها على يد آل "عرَيرو" في الميناء، وتراجع اهتمامهم بالحرفة التراثية مع رحيل العديد من معلميهم العاملين فيها.

  • مجموعة من الفخاريات
    مجموعة من الفخاريات

معرض "قمر المدينة"

في الطبقة الثانية من الرابطة الثقافية، أقيم معرض "قمر المدينة"، وبدايته مع صبيتين فتحتا جناحاً خاصاً بأعمالهما الفنية المتنوعة، تحت عنوان دامج لاسميهما "ريتانا" (ريتا وآنّا). تركز جناح ريتانا على رسوم وأشغال للأطفال، وبعض الأوعية المستخدمة للتجميل، وتشكيلة متنوعة من حاجيات مطلوبة للاستخدام اليومي.

  • ريتانا
    ريتانا

في جناح "وتعاونوا" التابع لجمعية التعاون الاجتماعي الخيرية، قدّمت الجمعية عدة خدمات تلبي حاجة الناس بصورة ملحة، وإرشادات صحية، خصوصاً ما يتعلق بأضرار الكومبيوتر، وأعمالاً أخرى من دورات أقامتها لذوي الحاجات الخاصة، ولربات البيوت، ومنها أعمال شك وجواهر مقلّدة وحرفيات متنوعة.

في جناح آخر قُدِّمت أنواعاً عديدة من المربيات، والأطعمة الريفية التي لا تعرفها المدن، ومنظفات تعتمد على وسائل طبيعية وتستند على زيت الزيتون، وزيوت محلية وأخرى كندية وأفريقية.

  • حضور مميز للتراث الفلسطيني وغزة
    حضور مميز للتراث الفلسطيني وغزة

وتميزت أجنحة التراث الفلسطيني بعدة أزياء من الفولكور الفلسطيني العريق، والكفافي (الكوفية)، وخارطة فلسطين، والمفتاح، وصور مشهدية من غزة.

كما قدمت "Luxiria" مجموعة من المصنوعات اليدوية والشموع حيث "البركة في كل شعلة"، وهي مهيأة لتحفيز المزاج الطبيعي، تحت شعار "دع شموع الأمل تضيء الظلام"، إضافةّ إلى مفاتيح المدينة كشعار فلسطيني.

  •  مجموعة شموع و
    مجموعة شموع و"البركة في كل شعلة"

وتضمنت مختلف الأجنحة أيضاً أعمالاً عديدة من حياكة الصوف على اليد، وشك الخرز، وخشبيات متنوعة، وزجاج وشموع وعطورات ومونة بيتية.

"مشروع زيتونة" قدم مشاريع متنوعة لزراعة الزيتون ( المؤسسة تُعنى بشراء عقارات نائية، وزراعتها بالزيتون لدعم المجالات التعليمية والطبية). وتهدف إلى تعميم زراعة الزيتون خصوصاً بعد تعرض الزيتون لآفات صعبة، وحرائق، مما أدى إلى تراجع الشجرة على نطاق واسع وطنياً. 

ويسعى المشروع إلى المساعدة في تلبية حاجات المحتاجين بتأمين النصوب وزرعها،  وفق الطرق الحديثة.                                                              

  • مصنوعات نحاسية وخشبية
    مصنوعات نحاسية وخشبية

وتحدّث رئيس الرابطة،  رامز فري، عن الهدف من حرص رابطته على إقامة حرف التموين، وسواها قائلاً إنّ "الهدف من تشجيع هذه المعارض تشجيع الحرفيين وأصحاب الانتاج والصناعات المحلية على الاستمرار والتطور، وتعريف الناس بهذه الحرف التي انقرض بعضها، وأعيد إحياؤها على يد أشخاص مهتمين".

وأضاف: "كما نتطلّع إلى توسيع المعرفة بهذه الحرف، وبذلك يتأمن سوق لها، ويمكن عبرها تصريف الانتاج والصناعات، وتشجيع الصناعيين والمهرة والعائلات المتواضعة على مواجهة أوضاعها الاجتماعية الصعبة في ظل الظروف الصعبة في البلاد حالياً".

طبيبة الأسنان السابقة، الدكتورة لينا نجا، تقول إنها بدأت الاهتمام بالحرف منذ 15 عاماً، ومثلت لبنان عام 2015 في معارض خارجية، مضيفةً: "كما نشأت عندنا فكرة تأسيس نقابة للحرفيين".

وأوضحت نجا: "هذا المعرض الثاني الذي نقيمه بعد جائحة كورونا، وهو يُعَرِّف الحرف الجميلة في الشمال، ويهدف لتطوير العمل التنموي انطلاقاً من الشمال نحو كل لبنان، لإظهار جمال هذه الأعمال، ومساعدة الاقتصاد، والانسان على حياة كريمة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نواجهها".

اهتمت نجا بالحرف والفنون، وفق ما تقول، وزارت ألمانيا وتعرفت فيها على المزيد من التقنيات، مما عزّز توجهات عملها على المستوى التقني، ونقلته إلى المناطق الشعبية لتعريف الناس به، وتوسيع خياراتهم الحرفية واليدوية.

اقرأ أيضاً: بعد إعلانها "عاصمة للثقافة العربية".. حركة ناشطة في طرابلس