خاص الميادين نت: الخردة تمسي إبداعاً بأيادي عسكريين لبنانيين
أنامل ضباط وأفراد في الجيش اللبناني تنجز مقتنياتٍ وتحف جميلة ومفيدة بوسائل يدوية محدودة دون آلات حديثة أو متطورة.
الإبداع لا يعرف حدوداً، فهو ينبثق من لمساتٍ فردية قد تعمم فائدةً على الجميع، وهكذا كانت فكرة تحويل القطع الحديدية التالفة من "خردة" وغيرها إلى قطع فنية و أدوات مختلفة ذات منفعة.
كان ذلك في افتتاح الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، بالتعاون مع الجيش اللبناني، المعرض الأول للمنتجات الفنية المعدنية، في قاعة القرية الزراعية في سهل بعلبك شرق لبنان.
"الحاجة أمّ الاختراع"
"الميادين نت" واكب هذا المعرض وتواصل مع مصدر في الجيش اللبناني حوله فأوضح الفكرة التي انبثقت لإقامته قائلاً أن "هناك مثل شائع وهو: " الحاجة ام الاختراع"، من هنا كانت الحاجة لتامين الحماية وسلامة العسكريين عند تنفيذ المهمات العملانية حيث بدأت الفكرة بتصنيع نموذخ من الصفائح الحديدية لوضعها على جانبي الآليات، فتبين وجود قدرات لدى عناصر من اللواء لإنجاز هكذا عمل".
الجيش يقيم معرضاً للمنتوجات الفنية المعدنية بالتعاون مع الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، وذلك في القرية الزراعية- بعلبك- طريق بوداي الجديد.
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) March 24, 2022
تم إنجاز المعرض عبر تحوير قطع خردة إلى تحف وأدوات مختلفة، وهو يستمر لغاية الأحد ٢٧ آذار ٢٠٢٢ من الساعة ١٠ حتى الساعة ٥ بعد الظهر يومياً. pic.twitter.com/JxwfIHkagE
هذه التجربة كانت ناجحة ومن هنا تمّ السماح بتطوير المهارات وتصنيع ما يمكنه المساعدة "لمواجهة الوضع المعيشي تم تصنيع افران على الحطب لصناعة "المناقيش" والتي طُوّرت لتصبح على المازوت لتبرز مواهب اضافية لدى العسكريين، وكل ذلك نفذ من خلال الخردة المتوافرة في المراكز دون اي تكلفة تذكر".
وسائل يدوية محدودة...
ويضيف " إضافة لتصنيعهم بعض الطاولات والأثاث بلمسة فنية وجودة عالية لفت النظر لامكانية الاستفادة من تلك القدرات لتصنيع أشكال ونماذج مختلفة من الأثاث المعدني، وبعد فترة وجيزة تم تنفيذ عدد كبير منها بحيث أضحى عرضها ضرورياً".
وتجدر الإشارة إلى المهندسين والفنانين المشاركين في هذا العمل هم ضبّاط وعسكريون وعددهم 6 عناصر عملوا بإشراف ضباط جميعهم من عداد لواء المشاة السادس، وقد أنجزوا هذا العمل بالوسائل اليدوية المحدودة المتوفرة دون آلات حديثة أو متطورة.
الجيش قطاع منتج
"الرسالة من هذا المعرض هي إثبات بان الجيش قطاع منتج، فكما ينتج الأمن والاطمئنان والذود عن الوطن ويحمي الحدود هو أيضا قادر على المساهمة بالدورة الاقتصادية عبر الانتاج في مختلف الميادين"، يقول المصدر للميادين نت.
ويردف قائلاً "هذا المعرض نموذج عن ذلك لناحية الافكار الخلاقة وجودة المنتج الذي يضاهي المستورد، إضافة لتوجيه رسالة بان الجندي يحمل البندقية باليمنى، وباليد اليسرى يعمل جاهداَ لإنتاج اشياء يمكن للمواطنين الاستفادة منها في منازلهم ومكاتبهم".
وفي ظل الأوضاع التي يمرّ بها لبنان تبز أهمية هكذا جهود هامة ومثمرة، "لا شك أنه في ظل الغياب عن دعم الصناعة بشكلٍ عام وصغار الصناعيين والحرفيين بشكلٍ خاص، أتى هذا المعرض ليشكّل نافذة أمل ورافعة للشباب وطاقاتهم بامكانية استثمارها والاستفادة منها وعدم التردد لخوض تجارب مماثلة ولزيادة ثقتهم بذاتهم وامكانية تحقيق طموحاتهم" .
فائدة تنموية وبيئية
وحول اختيار المنطقة شرح "أن انتشار لواء المشاة السادس لمدة تزيد عن 12 عاماً في منطقة بعلبك هو الذي أعطى الفكرة لعرض النماذج تحديداً في بعلبك لتقريب المواطنين للجيش واعطائهم فكرة عن قدرة العسكريين بالتفاعل والتقارب والتعاون مع المحيط الذي يعملون فيه وبالتالي لتوجيه الشباب منهم على افكار واعمال صغيرة يمكن ان تسهم في تامين حياة كريمة لهم قابلة للتطور والنمو".
من هذا الرافد "يمكن أن يشكّل هذا المعرض نموذجاً للتنمية المستدامة والمتوازنة في المناطق اللبنانية ولتمكين المواطنين في قراهم بسبب حصر معظم الصناعات في المدن وتهميش الاطراف وغياب الرؤية الاقتصادية التي تعتمد على الانتاج والابتعاد عن الاقتصاد الريعي حيث اصبحت تلك القرى تفتقر لشتى انواع البنى التحتية لقيام استثمارات محلية أو تحفّز الاستثمار الخارجي".
ومن نافل القول، فإن "عرض هذه النماذج في منطقة معينة أولا يخفف عبْ التنقل إضافة إلى اعطاء نموذج يحثّ أي مواطن على الاستفادة من ما لدية من نفايات قابلة للتدوير أو خردة موجودة ومتوافرة يمكن استخدامها في صناعة منتوجات حرفية صغيرة تخفف عليه أو على المواطنين غلاء الاسعار للسلع المستوردة او المصنّعة من قبل شركات ومصانع كبرى في لبنان".
افتتاح المعرض تمّ في حضور العميد جوني عقل ممثلاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيسة دائرة البلديات هبة زعيتر، رئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية المقدم غياث زعيتر، رئيس قسم شعبة الاستقصاء والتحقيق في الدائرة المقدم علي مظلوم، رئيس مصلحة الزراعة في بعلبك الهرمل الدكتور محمود عبدالله، الملازم أول حسن عباس ممثلاً المدير العام للجمارك، ومؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، ورؤساء بلديات وفاعليات أمنية واقتصادية واجتماعية.