أَشْبَهتَ مِن عُمَرَ الفاروقِ سِيرَتَهُ
سَنَّ الفرائضَ وأْتَمَّتْ بهِ الأُمَمُ
أحيا بكَ اللهُ أقواماً فكُنتَ لهُمْ
نورَ البلادِ الذي تُجلَى بهِ الظُلَمُ
هذان البيتان هما للشاعر جرير من قصيدة يمدح بهما الخليفةَ الأُمَويّ الثامن عمر بن عبد العزيز الذي يُعَدُّ خامِسَ الخُلفاءِ الراشدين، ويُشبّهُه بالخليفة الراشدي الثاني عُمَر بن الخطاب لزهده وعدله. والفاروق لقبه لأنه لمّا أظهر إسلامه فرّقَ بين الحقِّ الذي هو الإسلام والباطل وهو الشرك.
وأشهر من حمل هذا الاسم من الشعراء عمر بن أبي ربيعة، الذي ولد بالمدينة في الليلة التي توفّي فيها عمر بن الخطاب فسُمّي باسمه. وهو شاعر الغزل الذي لم يمدح أحداً. ولما سأله بعض بني أُميّةَ لماذا لا يمدحهم وهم الحكام أجاب بأنه لا يمدح الرجال بل النساء.
وهو يروي في أشعاره مغامراته النسائية ومنها قصيدة يذكر فيها أن سرباً من الجميلات خرجن للنزهة وبينهن واحدة كانت تأمل أن يأتيهنّ فسألت بعضهنّ أن يتمنّينَ الأماني. وفي ذلك يقول:
قُلنَ يَسترضَينها: مُنْيَتُنا
لو أتانا اليومَ في سِرٍ عُمَرْ
بينما يذكرنني أبصرنني
دونَ قِيدِ المِيلِ يعدو بي الأغرّْ
قُلْنَ: تعرِفْنَ الفتى؟ قُلنَ: نَعمْ
قد عَرفناهُ ،وهل يخفى القَمَر؟
وتيمُّناً بعُمَر بن الخطاب يطلق اسم عمر على المولود وهو من أكثر الأسماء انتشاراً بعد الإسلام. كذلك الأمر مع اسم فاروق. وعمر اسم ممنوع من الصرف للعلمية والعدل، لأنه معدول عن عامر، وهو اسم الفاعل من قولهم: عَمَرَ الدارَ ،يَعمُرُها، عَمْراً: أي بناها، فهو عامر. وعَمّرَها فهو عمّار. وعامر وعمّار كلاهما اسم علم مذكر. وعامر أيضاً اسم الفاعل من: عَمَرَ المنزِلُ بأهله، فهو عامر.
وعليه قول أبي فراس الحمداني وهو في سجنه عند الروم معاتباً أمير حلب سيف الدولة الحمداني:
أبعدَ بَذْلِ النفسِ في ما تُريدُهُ
أُثابُ بِمُرِّ العَتْبِ حينَ أُثابُ؟
فليتَكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ
وليتَكَ ترضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الذي بيني وبينَكَ عامِرٌ
وبَيني وبَينَ العالمِينَ خَرابُ
وعمّارُ بنُ ياسِر صحابيٌّ جليل، أبوه ياسر وأُمُّه سُمَيّة أول شهيدَين في الإسلام. وتَيمُّناً بهم شاعت التسمية بعامر وعمّار للذكور وسُمَيّة للإناث.
وعَمْرو اسمُ علمٍ مذكر. تُلحق به الواو الزائدة التفرقة بينه وبين عُمَر. واشتقاقه من العَمْرِ، وهو العُمْرُ، أي مُدّة حياة الإنسان.
وسمّت العربُ الرجلَ: عُمارَة، واشتقاقُه من أحد شيئين: أن يكون على وزنِ فُعالة من العُمرِ، أو من قواهم: أعطيتُ الرجلَ عُمارتَه، أي اُجرة ما عمره.
ومن أسمائهم: عِمارة ،وعَمارة، وكلاهما يعني الحيَّ العظيمَ من العرب. وعِمران، وهو اسم والد السيدة مريم العذراء في القرآن، وآل عِمران اسم السورة.
وسمّوا: يعمُر ، بصيغة الفعل المضارع. ومُعَمَّر ،وهو اسمُ الفاعل من عَمَّرَهُ اللهُ، أي أمدّ بعُمره وعاش زمناً طويلاً.
وعَمْرةُ اسمُ علمٍ مؤنّث قديم مأخوذ من العَمْرةِ وهي الخرزة التي يُفصَّل بها نَظمُ العقدِ، وتُسمّى خَرَزَة الحُبّ.
وعَمْرَةُ اسمُ صاحبةِ الشاعرِ الجاهلي قَيْس بن الخطيم، وفيها يقول:
أَجَدَّ بِعَمْرَةَ غُنيانُها
فتَهجُرُ ،أم شأنُنا شانُها؟
وعَمْرَةُ مِن سَرَواتِ النِساءِ
تَنْفَحُ بالمِسكِ أرْدانُها