"الخيام لا تحمينا".. نازحو غزة في مواجهة البرد والأمطار

مكتب الأمم المتحدة يقول إنه يقوم مع شركائه بزيارات ميدانية إلى عدة مناطق لتقييم آثار الأمطار، ويُقدر الشركاء عدد المقيمين في أماكن إيواء مؤقتة بأنحاء غزة بمليون و600000 شخص.

0:00
  • مخيم مؤقت للنازحين بالقرب من الشاطئ في دير البلح  (UN News)
    مخيم مؤقت للنازحين بالقرب من الشاطئ في دير البلح (الصورة: UN News)

تواصل قوات الاحتلال ارتكاب جرائمها في قطاع غزة، لليوم الـ 417 توالياً، عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.

ويجاهد النازحون في منطقة مواصي خان يونس بقطاع غزة مثل العديد من مناطق غزة،  بما لديهم من مواد بسيطة من أجل تحصين خيامهم القماشية من الأمطار التي بدأت في الهطول مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، ولسان حالهم أن تلك الخيام ليست آمنة في مواجهة الشتاء والأمطار.

 من هؤلاء النازحين آية التي تبلغ من العمر 18 عاما ًوالتي أصبحت نازحة مع أسرتها منذ أكثر من عام.، قالت "أصبحنا نخشى من أي قطرة مطر فهي تؤثر علينا. أحياناً عندما نكون نائمين في تلك الخيمة التي أصبحت مسكناً لنا الآن، نستيقظ في منتصف الليل والفزع يتملكنا خشية أن تغرق مياه الأمطار خيمتنا وملابسنا".

 البحث عن ملاذ بعيداً عن الأمطار

آية أوضحت أنهم في تلك الحالة لا ينامون، بل يحاولون البحث عن ملاذ بعيداً عن الأمطار، وكل ما يشعرون به هو "الخوف"، وخصوصا أن خيام الإيواء هذه مصنوعة من أقمشة وبطانيات لا تقي من برد الشتاء أو مياه الأمطار.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن الأمطار الغزيرة في غزة، تسببت في فيضانات في عدة مواقع يقيم بها النازحون في خان يونس جنوباً ومدينة غزة شمالاً. وأتلفت الأمطار خيام الناس ومتعلقاتهم.

ويقيم أكثر من 450 ألف شخص في 100 منطقة معرضة للفيضانات في خان يونس ودير البلح ورفح.

الأقمشة لا تحمينا من أمطار أو برد

 ويخشى محمد فرج عودة الحداد الذي نزح مع أسرته المكونة من 8 أفراد من تل الهوى في مدينة غزة ما تحمله تلك الأمطار والفيضانات لعائلته، فالخيمة التي تؤويه وأسرته منذ أن نزح إلى منطقة مواصي خان يونس قبل 7 أشهر، أصبحت بالية.

وقال "تلك الأقمشة لا تحمينا من أمطار أو برد، أو من أي شيء. وعندما سقطت بعض الأمطار أصبحت أهرول لحماية أبنائي، ولا أعرف أين أذهب بهم. لا يوجد مكان يحمينا من الأمطار". تلك المنطقة التي نزح إليها محمد مع أسرته سبقها مرات نزوح أخرى بلغت نحو 12 مرة.

وقال محمد لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة عن وضعه الحالي: "نحن الآن كما يقولون نفترش الأرض ونلتحف بالسماء".

إنقاذ ما يمكن إنقاذه 

وأوضح أن مقومات الحياة الأساسية غير متوفرة، كما لا يوجد صرف صحي لائق في المخيم، "وملابسنا وملابس أطفالنا لا تقي من برد الشتاء".الأمطار وأمواج البحر ومده بسبب موجات الطقس السيء كان لها تأثير أكثر وطأة على خيام النزوح المتاخمة للشاطئ في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة. فمياه البحر غمرت أجزاء من تلك الخيام وابتلت متعلقات النازحين الذين لم يعد هناك مكان آخر يهجعون إليه، كما قال محمد يونس لمراسلنا في غزة.

كان محمد يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل خيمته التي أصبح كل شيء فيها مبتلا، "فالبحر هاج بشكلٍ مفاجئ وأغرق خيمتنا".

وتساءل محمد عن كيف سيكون الحال عندما ينقضي فصل الخريف ويحل الشتاء بشكل رسمي، مضيفاً والغضب والحزن يملآن صوته "لا نعرف أين ننام ولا كيف نجد غطاءً يقينا من البرد. أولادنا الآن خارج الخيام. كيف نعيش في ظروف مثل هذه، ومن أين لنا أن نأتي بقوت يومنا. لم يتبق أي شيء الآن سوى أن يبتلعنا البحر. لقد انتهينا. ليس لدينا الآن مكان ننام فيه. لم يعد أمامنا سوى أن نذهب إلى البحر كي ننام".

واشتكى من أن أحدا لا يهتم بهم منذ أن نزحوا إلى هذا المكان قبل عام تقريباً، "فلا طعام ولا شراب ولا عمل".

اقرأ أيضاً: حماس تجدد رفضها لأية تفاهمات مع "إسرائيل" لا تؤدي إلى إنهاء معاناة أهالي غزة

 مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال إنه يقوم مع شركائه بزيارات ميدانية إلى عدة مناطق لتقييم آثار الأمطار وحشد جهود الاستجابة. ويُقدر الشركاء عدد المقيمين في أماكن إيواء مؤقتة بأنحاء غزة بمليون و600000 شخص.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,235 مواطناً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,638 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.