مبادرة جميلة لنازحين من جنوب لبنان إلى الشوف
في تعبيرٍ حضاري عن طيبة الوافدين من الجنوب اللبناني ونقاء معدنهم، بادر بعضهم إلى طرح فكرة دهان وتزيين جدران مدرسة مزرعة الشوف الخارجية، لا بل أصرّوا على ذلك، كنوع من التعاون والامتنان للمكان الذي استضافهم، حتى أنهم رسموا شعار المدرسة بألوانه المتعددة.
أظهر الشعب اللبناني باعاً عالياً بماهية النخوة العربية في المحن والملمّات، وهذا ما تعوّدنا عليه في أي زمان ووقت.
وكما في عدوان 2006، هبّ اللبنانيون لاحتضان أهلهم الوافدين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وباستثناء بعض الحالات الشاذة، واحتكار أصحاب النفوس الدنئية، فإن الغالب من كل المناطق والطوائف كان على قدرٍ كبير من المسؤولية.
وإذا كانت المرحلة المقبلة تستوجب المزيد من تضافر الجهود الرسمية والمناطقية والشخصية، خاصة مع أزوف فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة خاصة في المناطق الجبلية، فإن اللافت والذي أضاء الميادين نت عليه في تقارير سابقة هي حالات الوئام والتعامل كأهل بين الوافدين وأهل المنطقة نفسها.
عرس رمزي
في منطقة قضاء الشوف التابع لمحافظة جبل لبنان على سبيل المثال، استطعنا تسجيل مبادرات لافتة يقوم بها الوافدون الموجدون في مراكز الإيواء من مدارس وغيرها.
فمثلاً، بعد طبخ "المغلي" وتوزيعه على الأهالي، عند ولادة طفل في بلدة برجا، قام الأهالي في ثانوية المختارة الرسمية بتحضير زفاف رمزي لإحدى الشابات التي ستسافر للقاء عريسها.
مبادرة للوافدين: رسم على الجدران
وفي مدرسة مزرعة الشوف الرسمية، التي شهدت خلية نحل بإشراف مديرتها كرما البعيني والهيئة التعليمية، وبدعم رئيس البلدية يحيى أبو كروم و مجلسها البلدي والأهالي، كان الاستقبال نموذجياً ولافتاً، وتم الاهتمام بكبار السن والأطفال وتأمين الدواء اللازم لهم، وسرعان ما أمسى الوافدون إليها من "أهل البيت".
اقرأ أيضاً: بالمغلي والزينة.. عندما احتفى لبنانيون بولادة طفل من الجنوب
وفي تعبيرٍ حضاري عن محبة أهلنا الوافدين من الجنوب اللبناني وطيبتهم ونقاء معدنهم، بادر الوافدون إلى طرح فكرة دهان وتزيين جدران المدرسة الخارجية، لا بل أصرّوا على ذلك، كنوع من التعاون والامتنان للمكان الذي استضافهم، حتى أنهم رسموا شعار المدرسة بألوانه المتعددة.
اقرأ أيضاً: "هنا الضاحية"... من المقاهي الشعبية: لا يأس رغم العدوان
صاحب المبادرة هو جمال خليل حمزه نازح مقيم في البلدة وهو مدير مدرسة الناقورة سابقاً، كما ساعد الأهالي من نازحين ومقيمين في تنفيذ ذلك، بالتوازي، عمل محمود أحمد قعفراني من بلدة بدياس في قضاء صور على إصلاح أي عطل، وأبدى استعداده لمعالجة كل الأعطال.
"هم بهذه الطريقة الحضارية يملأون وقت فراغهم ويعبّرون عن امتنانهم ويتركون بصمتهم ونحن خجلون تجاه مبادراتهم"، تقول البعيني، مديرة المدرسة للميادين نت، وبالطبع فإن هذه الخطوة ستعزز من خطوات التواصل وتوثّق عرى العلاقات بعد انتهاء العدوان.
وبالفعل، كتبت إدارة المدرسة على الفيديو المرفق بأغنية فيروز "الكرامة غضب والمحبة غضب والغضب الأحلى بلدي" عبارة: " لأن الخير بيرجع عطول، لفتة كريمة من أهل الجنوب في مدرسة مزرعة الشوف الرسمية لتحسين مدخلها".
وتناول ناشطون عبر وسائل التواصل المبادرة بكثير من الترحاب والمشاعر الإنسانية الوطنية الصادقة، لجهة التعويل على اللبناني الذي يحب الحياة، مهما كانت الظروف.
فكتبت الناشطة نسرين خطار بو حمدان على صفحتها : "نعم نحن مع كل ومضة خير!
نحن مع كل مبادرة إيجابية!
نحن مع أهل بلادنا وين ما كانو!
نحن معهم بضعفهم وقوتهم!
نحن الخير والسنابل والفرح الجايي....
نحن نقاوم بالخير والصح الموجود في نفوس أهل بلادنا!
أهلنا من الجنوب يقومون بمبادرة لتجميل مدخل مدرسة مزرعة الشوف
يا أحباءنا وأهلنا الكرام
با رب ترجعوا على قراكم وبيوتكم مرفوعي الهامات مثلما كنتم دائماً ...أهل خيرٍ وعطاءٍ وعز".
وردّت إحدى الناشطات "وين ما بيدعسوا أهل الجنوب المناضلين، المكان بيصير أجمل".