كلمات طبيب شهيد من غزة هزم الموت 5 مرات
عبارات وشهادات موثّقة كتبها الطبيب مصطفى عن نجاته للمرة الأولى من الاستهداف والموت، وثم نجا منه 3 مرات أخرى، لكنه استشهد في المرة الخامسة.
كلمات معبّرة صادقة سطّرها الطبيب الفلسطيني الشهيد الشاب مصطفى النجار، ستبقى خالدة ويرويها في سجل الشهداء الخالدين الأحياء.
كان النجار – رحمه الله – يروي حكاية نجاته من القصف الإسرائيلي 4 مراتٍ متتاليةٍ، لكنّه لم يعلم أنّ الخامسة ستكون طريقه إلى عليّين حيث يرتقي الشهداء الأبرار.
وروى الطبيب مصطفى النجار شهادة موثّقة عن نجاته للمرة الأولى من الاستهداف والموت، وثم نجا منه 3 مرات أخرى، لكنه استشهد في المرة الخامسة بتاريخ 6 شباط/فبراير 2024.
الطبيب مصطفى النجار نجى أكثر من مرة من قصف ولكنه استشهد اليوم بجريمة اسرائيلية أخرى! pic.twitter.com/9A1rHSvtdy
— هدى نعيم Huda Naim (@HuDa_NaIm92) February 6, 2024
يقول الشهيد في كلماته "كانت المرة الأولى للاستهداف عندما كنا في طريق عودتنا إلى المدرسة التي نزحنا إليها في بداية الحرب أنا وأمي وبرفقتنا زوجة أخي وأطفالها الصغار، بعدما قضينا يوماً طويلاً في منزل أختي التي لاقت ربها شهيدة هي وعائلتها الصغيرة في استهداف آخر لمنزلهم، حيث كانت أمي وزوجة أخي تسبقاني بمسافة صغيرة لا تتعدى الخمسة أمتار، وكان ابن أخي محمد يركض أمامنا، وفجأةً وللمرة الأولى إذ بشيء قوي يدفعنا للخلف بقوة، وكان هذا الشيء عبارة عن هواءٍ قوي يصحبه غبار كثيف، ومن ثم رأيت ألسنة من اللهب والنيران تنتشر في المحيط، ورأيت حجارة تتساقط علينا لكنني لم أشعر بها، ومن ثم سمعت صفيراً في أذنيّ، كلّ هذا الشيء حدث في ثوانٍ قليلة لا تتعدى الـ 3 ثوانٍ، أدركت أننا استهدفنا، وأنني ما زلت على قيد الحياة".
الشهيد الجميل مصطفى النجار https://t.co/tBFA9bjwMe
— براء نزار ريان (@BaraaNezarRayan) February 6, 2024
ويتابع النجار بالقول: "حين فتحت عينيّ لم أرَ أمي، كل شيء رأيته كان عبارة عن غبار ودخان خانق، حاولت أن أقف على قدمي، لكنني لم أستطع في بداية الأمر، أعدت المحاولة ونجحت في ذلك، لكنني كنت في حالة من عدم التوازن والسبب كان هو إصابتي في رأسي".
لا يجتمع غبارٌ في سبيلِ الله ودخان جهنّم في جوف عبدٍ أبدًا .
— مُ (@mstfyalnjar162) February 6, 2024
محمّد ﷺ
النجار ترك إرثاً من الحب والتضحية كطبيب عاش قضية شعبه وواصل المقاومة في إنقاذ الجرحى والمصابين وتطبيبهم حتى آخر لحظة وآخر نفس قبل أن يرتقي شهيداً.
وكان الطبيب الشاب تحدث عن نجاته أربع مرات من الموت المحقّق، بفعل الغارات الإسرائيلية، علماً أن إحدى شقيقاته استشهدت في العدوان الذي خلّف أكثر من 27 ألف شهيد حتى الآن.
وثّق ألمه وجرح غزة بتدويناته
وكتب الراحل مصطفى النجار كلمات مؤثّرة حول الوضع المأساوي في قطاع غزة، إذ قال: "هل من ميتة غير التي تقسم وجهك كتلة إسمنتية ضخمة؟ أو أن تموت ببطء عالقاً بين الركام تسمعهم يحاولون الوصول إليك ويعجزون؟ يموت الناس عادة يا الله في أسرّتهم دافئين، أو كهولاً ملّوا من الحياة ونعيمها، أما نحن فنموت قبل أن نحيا، نموت أطفالاً لا نذكر من الدنيا سوى الجوع والحصار والهلع !".
اقرأ أيضاً: عشرات الشهداء والجرحى في عدوان للاحتلال على منازل دير البلح ورفح
وتابع: "نموت جوعى في عالم تفيض قمامته بالطعام، تصعد أرواحنا إليك وقلوبنا ترفّ خوفاً على ذوينا وأصدقائنا لا أنفسنا".
كما نعى النجار قبل ساعات من استشهاده، صديقه المسعف فؤاد أبو خماش، الذي استشهد بالغارات على قطاع غزة رفقة مسعفين آخرين.
دائماً ما كنت فخور بصديقي فؤاد وبأعماله وانجازاته ، حبيبي فؤاد مش مصدق انك استشهدت بدون ما اودعك ، انت اكيد بمكان احسن ، دائماً كنت تتذمر من قلة التقدير على شغلك وكنت بدك تترك غزة لأجل هالسبب ، بس ربنا ما ضيعك وكرمك بأفضل تكريم واصطفاك شهيد ، حبيبي فؤاد رح اشتاقلك https://t.co/jR3CEFl6uo
— مُ (@mstfyalnjar162) February 6, 2024
ناشطون يعبّرون بحزن
وعبّر ناشطون فلسطينيون عن حزنهم الشديد إزاء استشهاد النجار، متداولين آخر التدوينات التي كتبها في صفحته عبر منصة "إكس".
دائماً ما كنت فخور بصديقي فؤاد وبأعماله وانجازاته ، حبيبي فؤاد مش مصدق انك استشهدت بدون ما اودعك ، انت اكيد بمكان احسن ، دائماً كنت تتذمر من قلة التقدير على شغلك وكنت بدك تترك غزة لأجل هالسبب ، بس ربنا ما ضيعك وكرمك بأفضل تكريم واصطفاك شهيد ، حبيبي فؤاد رح اشتاقلك https://t.co/jR3CEFl6uo
— مُ (@mstfyalnjar162) February 6, 2024
هذه شهادة الدكتور الشهيد مصطفى النجار @mstfyalnjar162 عن نجاته من الموت للمرة الأولى، أرسلها لفريق موقع "حكايا غزة" قبل أيام من استشهاده، وتنشر اليوم للمرة الأولى. https://t.co/2BxGSRuhV7
— حكايا غزة Gaza Stories (@GazaStories23) February 6, 2024
و ارتفع عدد الشهداء المُسجّلين بحسب وزارة الصحة في القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 27708 وعدد الجرحى إلى 67147. وكذلك، لفتت الوزارة إلى أنّ 11 ألف جريح ومريض بحاجة ماسّة وعاجلة إلى مغادرة قطاع غزّة لإنقاذ حياتهم.