غرق 40 مهاجراً على الأقل قبالة السواحل الإيطالية
40 مهاجراً على الأقل يقضون في غرق مركبهم قبالة سواحل مدينة كروتوني في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، وعمليات البحث لا تزال متواصلة.
قضى 40 مهاجراً على الأٌقل في غرق مركبهم، فجر اليوم الأحد، قبالة سواحل مدينة كروتوني في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا.
وقد تم انتشال 27 جثةً حتى الآن، وإنقاذ نحو 20 آخرين، فيما لا يزال عدد كبير من الأشخاص في عداد المفقودين.
وأشارت وكالة "أنسا" الإيطالية إلى أنّ عمليات البحث لا تزال متواصلة، إلا أنّ الأمواج العالية تعيق عمل فرق الإغاثة.
وقالت وكالة "إيه جي آي" إنّ المركب حمل أكثر من طاقته، فانشطر إلى جزئين بسبب الأمواج. ونقلت الوكالة عن مشارك في عمليات الإنقاذ أنّ بين الضحايا طفلاً رضيعاً عمره بضعة أشهر.
وكانت الحكومة الإيطالية قد بدأت، في كانون الثاني/يناير الماضي، العمل بـ"مدونة سلوك" تُعنى بوضع قواعد جديدة بشأن السفن الإنسانية. وبموجب هذه المدونة، يُمنع القارب الذي نقل للتو اللاجئين، من تحويل مساره نحو قارب آخر وقع بمشكلة مشابهة، ما لم يكن هناك طلب خاص من السلطات الإيطالية.
واستنكرت منظمات خيرية تشارك في جهود إنقاذ المهاجرين من البحر الإجراءات الصارمة الإيطالية المناهضة للهجرة، وقالت إنّ القواعد الجديدة "ستؤدي إلى وفاة مزيد من المهاجرين في البحر المتوسط".
وأصدرت مجموعة من 17 منظمة غير حكومية بياناً مشتركاً عبّرت فيه عن "مخاوفها البالغة" بشأن القرار الصادر عن الحكومة الائتلافية المحافظة بقيادة جورجيا ميلوني، التي وعدت خلال حملتها الانتخابية بإحياء فكرة الحصار البحري لإيقاف القوارب التي تتدخل في البحر لإنقاذ المهاجرين.
واتهمت المنظمات الخيرية إيطاليا بـ"السعي لتقليل الوقت الذي يمكن أن تقوم فيه السفن الخيرية بمهمات بحث وإنقاذ"، لافتةً إلى أنّه "بات يُطلب مؤخراً إلى السفن نقل المهاجرين الذين يتمّ انتشالهم من عرض البحر إلى موانئ بعيدة".
من جهتها، وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية خطوة حكومة ميلوني التي تستهدف المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين في البحر بأنّها "إجراء يشبه إعلان الحرب على هذه المنظمات"، وأكدت أنّ "اللائحة الجديدة لوزارة الداخلية الإيطالية تصدّق على تحوّلٍ يشكل تهديداً واضحاً لقانون البحار والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها إيطاليا".
وتعدّ إيطاليا إحدى البوابات الرئيسية للهجرة عن طريق البحر من أفريقيا إلى أوروبا، إذ تُظهر بيانات وزارة الداخلية الإيطالية أنّ نحو "105140 مهاجراً وصلوا إلى البلاد عام 2022، في مقابل 67477 في عام 2021، و34154 عام 2020".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ ما يقرب من 1400 مهاجر لقوا حتفهم في أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط عام 2022.