حرب فضاء مستعرة بين بكين وواشنطن

بكين ترد على الاتهامات الأميركية لها، معتبرةّ أن أميركا تنظر إلى الصين "على أنها عدوٌّ وهمي"، رافضةً المزاعم عن خطة صينية للاستيلاء على القمر.

  • حرب فضاء مستعرة بين بكين وواشنطن
    حرب فضاء مستعرة بين بكين وواشنطن

أثارت الصين اهتمام العلماء حول العالم بإعلانها قبل أيام قليلة اكتشاف رحلتها الفضائية معدناً غير معروف يمكن أن يشكّل  مصدراً للطاقة خلال السنوات المقبلة.‏

ويُعدّ الاكتشاف الصيني محطة في سباق الفضاء مع الولايات المتحدة، بعد أن اختار البلدان مواقع متداخلة على القمر لهبوط مهمتيهما.

ففي مطلع شهر آب/ أغسطس الفائت، كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن 13 موقعاً مرشحاً لهبوط مهمتها المقبلة. يقع كل من هذه المواقع في القطب الجنوبي للقمر. بالتوازي، تخطط الصين لنقل طموحاتها القمرية قبل عام من الموعد الأقصى للمهمة الأميركية المقبلة، أي في عام 2024، في 10 مواقع مختلفة تتداخل مع تلك التي اختارها الأميركيون.

وكشف تقرير صادر عن موقع "أخبار الفضاء" Space News أن خبير الفضاء الصيني "زهانغ هي"، وهو أيضًا قائد مهمة "تشانغ أي 4" إلى القمر، كتب ورقة اقترح فيها 10 مواقع مرشحة لمهمة "تشانغ إي 7" الصينية المقررة بحلول العام 2024 والتي تتضمن مركبة هبوط ومركبة جوّالة جنباً إلى جنب مع مركبة مدارية وقمر صناعي للترحيل وكاشف طيران صغير.

وليس مضموناً أن تهبط هذه المكوّنات الفضائية جميعها في المواقع المستهدفة، علمًا أن المواقع التي اختارتها الصين وكذلك 3 مواقع إضافية اختارتها الولايات المتحدة لهبوط مكونات مهمتها توفر العديد من المزايا، مثل الإضاءة المناسبة وظروف الهبوط المناسبة وإمكانية وجود جليد مائي في فوهات المناطق المظللة بشكل دائم، كما درجة حرارة وتضاريس ملائمين.

وكان مدير وكالة "ناسا" بيل نيلسون قد أعلن، في شهر تموز/ يوليو الفائت، أن سباق الفضاء مع الصين قد بدأ بالفعل، محذراً من أن بكين "تخطط للاستيلاء على القمر وموارده بعد أن تكمل بناء محطتها الفضائية القمرية بحلول عام 2035".

وأعرب نيلسون عن "قلقٍ واسع" لدى الولايات المتحدة بشأن طموحات الصين التي اتهمها بأنها تمتلك أجندة "لاختطاف سطح القمر".

ولا يرتبط القلق الأميركي من قدرات الصين في مجال استكشاف الفضاء بما يمكنها أن تكتشفه فقط بل يرتبط التنافس بين الطرفين بمساعي تطوير المحركات الصاروخية، خاصة وأن الصين أعلنت أخيراً أن محركاتها الصاروخية أقوى بضعفين من المحركات الصاروخية التي تستخدمها وكالة "ناسا".

وردّت بكين على الاتهامات الأميركية لها عبر خبير الفضاء الصيني سونغ تشونغ بينغ الذي اعتبر أن الولايات المتحدة تنظر إلى الصين "على أنها عدوٌّ وهمي"، ورفض المزاعم الأميركية عن خطة بكين للاستيلاء على القمر. واتهم بينغ الولايات المتحدة بأنها تروّج لـ"استعمار الفضاء» وتفتقر إلى الثقة بالنفس.