أكثر من 28 ألف مهاجر عبروا بحر "المانش" العام المنصرم في عدد قياسي
منذ تشديد السلطات الفرنسية إجراءات التفتيش في النفق الذي يربط بين ضفتي بحر المانش، أعداد المهاجرين الذي يحاولون مغادرة فرنسا للوصول إلى بريطانيا تزداد بقوة وتبلغ ذروتها عام 2021.
أفادت وكالة الأنباء البريطانية أمس الإثنين أنّ ما لا يقلّ عن 28,395 مهاجراً غير شرعي عبروا العام الماضي من فرنسا إلى إنكلترا على متن قوارب صغيرة أقلّتهم عبر بحر المانش في رحلة محفوفة بالمخاطر، في عدد قياسي يناهز ثلاثة أضعاف ذلك المسجّل في 2020.
وفي 2020 بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين عبروا القناة حوالي 8400 شخص.
وزادت بقوة أعداد المهاجرين الذي يحاولون مغادرة فرنسا للوصول إلى بريطانيا عبر البحر منذ شدّدت السلطات الفرنسية عام 2018 إجراءات التفتيش في كلّ من مرفأ كاليه و"يوروتانل"، النفق الذي يربط بين ضفتي المانش، وهما منشأتان كان المهاجرون يستخدمونهما للعبور مختبئين داخل مركبات.
ونقلت الوكالة عن بيانات صادرة عن وزارة الداخلية البريطانية أنّ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت سجّل لوحده وصول ما يقرب من 6900 مهاجر غير نظامي إلى الساحل الإنكليزي، بينهم 1185 شخصاً وصلوا في يوم واحد، في رقم قياسي.
وأصبح عبور القناة من قبل مهاجرين يحلمون بالسفر إلى إنكلترا معضلة سياسية لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الداخلية بريتي باتيل، لا سيّما وأنّ زعيم حزب المحافظين وعد مواطنيه بتشديد الخناق على الهجرة في أعقاب خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي.
كما فاقم الوصول الكثيف للمهاجرين العلاقات المتوتّرة مع فرنسا التي تتّهمها الحكومة البريطانية بعدم بذل ما يكفي من الجهود لمنع انطلاق الرحلات من أراضيها، على الرّغم من الأموال المخصّصة لهذا الغرض.
وزادت حدّة التوتر بين البلدين في تشرين الثاني/نوفمبر حين غرق في بحر المانش 27 مهاجراً كانوا على متن قارب مطاطي، في أسوأ مأساة هجرة يشهدها هذا الشريان المائي.