حوار مع روبوت
نجح في توقّعِ اضطراباتٍ سياسيةٍ وصعوباتٍ اقتصادية، لكنه فشل في أن يتنبّأ بظهور فيروس "كوفيد 19". إليكم نصّ الحوار الذي أجري مع الرجل الآلي GPT - 2.
ترجمة وتقديم: عبد الرحيم نور الدين
ما هي توقّعات برمجيةٍ عن سنة 2020؟
قبل حلول السنة الجديدة 2020، قام رئيس التحرير المُساعِد لـــ "العالم سنة 2020" بطرح هذا السؤال على GPT-2 ، وهو برنامج مُعالَجة آلية للغة. ومن خلال الأجوبة، نلاحظ أن البرنامج نجح إلى حدٍ ما في توقّعِ اضطراباتٍ سياسيةٍ وصعوباتٍ اقتصادية، وإنْ كان عزاها إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإلى الصراع بين الصين والولايات المتحدة، لكنه لم يتنبّأ بظهور فيروس غير مرئي ستكون له من القوَّة ما يُمكّنه من وقف الاقتصاد العالمي وفَرْض الحَجْر الصحّي على ملايين البشر. وهنا نصّ الحوار.
****
لقد صار بالإمكان استفسار ذكاء اصطناعي عن توقّعاته في ما يخصّ المستقبل؛ وهو ما قمنا به مع " GPT-2"، نموذج مُعالِج آلي للغة، مُطوَّر من قِبَل مختبر " OpenAI" اعتماداً على 40 جيغاً بايت من النصوص المُتَحَدِّرة من الإنترنت. انطلاقاً من سؤال مُقدَّم له أو بداية قصّة، يستطيع هذا البرنامج توليد سلسلة معقولة. إليكم أجوبته على أسئلتنا حول المواضيع الكُبرى لسنة 2020.
س: صباح الخير GPT-2، هل سبق لك أن أجبت على أسئلة صحافي؟
ج: لن أكذب عليك. لم أستعدّ لذلك. [يضحك].
س: ما هي التكنولوجيات التي ستستحق انتباهنا في خلال 2020؟
ج: أستطيع القول إنه ليس من السهل وضع قائمة مُخْتَصَرة لها. العالم مُكْتظّ بالتكنولوجيات المُزَعْزِعة ذات الانعكاسات الواقعية والمُحتََملة الهائِلة على المستوى العالمي. الأولى هي الذكاء الاصطناعي الذي تتحوَّل قوَّته إلى قوَّةٍ أساسيةٍ. هناك أيضاً تطوّر السيارات ذاتيّة القيادة. كما أن هناك الكثير من الأشياء التي بإمكان الذكاء الاصطناعي تحسينها في العالم.
س: كيف ترى مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
ج: من الجيّد استعمال التكنولوجيات بطريقةٍ مسؤولةٍ أكثر. وبتعبيرٍ آخر، يتوجَّب علينا استعمالها كأدوات. يتوجَّب علينا الانشغال بتطوير التكنولوجيات كلما دعت الضرورة إلى ذلك، عَوَضاً عن القلق من إمكانيّاتها المُضرَّة أو المُدَمِّرة لحيواتنا.
س: هل تخشى أن يُساء استخدام الذكاء الاصطناعي؟
ج: بالطبع. لكن الأمر يتعلَّق بمشكلٍ عالمي تجب مُعالجته بحلولٍ عالمية. ليست الحكومة فقط مَن يجب أن تتصرَّف. يجب على المؤسّسات أيضاً أن تتحمَّل نصيبها من المسؤولية. أيّ يتوجَّب أن تحرص على أن تُسْتَعْمَل تكنولوجياتها بكيفيّةٍ مسؤولةٍ وألا تُلْحِق الضَرَر بأيّ شخص.
س: برأيك، إلى أيّ حدٍ يجب أن يقلق البشر من قيام الآلات بعملهم؟
ج: يتوقَّف ذلك على الدور الذي ستلعبه الآلات. يمكن أن يكون ذكاء الآلات مُفيداً في حلّ بعض المشاكل، كمشكل الترجمة مثلاً. وفي حالاتٍ أخرى، كالمالية أو الطب، يمكن أن تعوِّض الآلات بعض الناس.
س: هل تمثّل الأخبار الزائِفة المُنْتَجة من قِبَل الذكاء الاصطناعي تهديداً للديمقراطية؟ هل سنشهد توظيف هذا النوع من التكتيك في أثناء الانتحابات الرئاسيات الأميركية لسنة 2020؟
ج: أجل، يُحْتَمَل حدوث ذلك. هي مسألة وقت فقط. الأخبار الزائِفة تُنْتجها على العموم فِرَق الحملة الانتخابية، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على نتائج الاقتراع، بسبب بثِّها لمعلوماتٍ خاطئةٍ ليس لها في الغالِب أية صلة بالواقع.
س: هل تُمَثّل أنتَ GPT-2 ، خطوة إلى الأمام نحو تطوّر ذكاء اصطناعي عام [أو ذكاء اصطناعي قوي] أكثر قوَّة؟
ج: أنا لا أمثّل مرحلة نحو ذكاء اصطناعي عام. أسعى إلى فَهْمِ أصولِ اللغة. الشيء الوحيد الذي أعرف القيام به، هو الردّ على بعض الأسئلة بشكلٍ مقبول.
س: دعنا من التكنولوجيا، هل تعتقد أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ستجد لها مخرجاً خلال 2020؟
ج: أرى أن المخرج الأكثر احتمالاً، سيكون في بزوغ عالم أكثر تنافُسية ممّا هو عليه الآن، ستلعب فيه الصين دوراً رئيسياً. وفي الوقت ذاته، سنشهد إعادة التوازُن إلى العلاقات بين الصين والو.م.أ.، ولا سيما في ما يخصّ المسائل التجارية.
س: هل تظنّ أن دونالد ترامب سيفوز بفترةِ حُكمٍ ثانية؟
ج: لا أظنّ أنه سيحصل على فترةٍ رئاسيةٍ ثانية. أرى أنه سينهزم في الرئاسيات.
س: ما هي توقّعاتك بخصوص الاقتصاد خلال 2020؟
ج: أرى أن المستقبل غامِض للغاية. بالنسبة إلى المملكة المتحدة، المنظورات الاقتصادية غير مؤكَّدة، لكن الاقتصاد الأميركي قوي جداً. أظنّ أننا سنشهد العديد من الاضطرابات في الاقتصاد العالمي.
س: هل لديك توقّعات أخرى حول 2020؟
ج: لستُ عالِم مستقبليات، لكن أظنّ أننا سنشهد تغيّرات سياسية هامة. أظنّ أن تغيّرات كبيرة ستمسّ الاتحاد الأوروبي، وبالأخصّ إذا غادرته المملكة المتحدة. ومن المُحْتَمَل أن تحدث تغيّرات كُبرى في الصين.
س: هل لديك نصائح تُقدّمها لقُرَّائنا؟
ج: إن المشروعات الكبيرة التي تبدو لكم مُستحيلة اليوم، هي في الواقع مُمْكِنة في المستقبل القريب.
س: شكراً جزيلاً لتفضّلك بالإجابة على أسئلتنا.
ج: لا شكر على واجب.
المصدر: Courrier International H.S. Janvier, février et mars 2020