للسرطان وجه نسائي في الولايات المتحدة

يعتبر السرطان السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة، لكنه السبب الأول بين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 85 عاماً.

  •  للسرطان وجه نسائي في الولايات المتحدة
    من بين جميع أنواع السرطان التي تزداد بعضها يزداد لدى الرجال، لكن التغير أكبر بكثير بين النساء

أفادت الجمعية الأميركية للسرطان بأن عدد الناجين من مرض السرطان في الولايات المتحدة يزداد، لكن المرض يصيب البالغين الشباب ومتوسطي العمر، وكذلك النساء، بوتيرة متزايدة، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ورغم التحسّن العام في معدلات البقاء على قيد الحياة، إلا أن الأميركيين من ذوي البشرة السمراء وسكان أميركا الأصليين يموتون بسبب بعض أنواع السرطان بمعدلات تصل إلى ضعفين أو 3 أضعاف تلك المسجلة بين الأميركيين البيض.

وتمثل هذه الاتجاهات تغيّراً كبيراً لمرض طالما اعتُبر مرتبطاً بالشيخوخة، وكان يصيب الرجال أكثر من النساء.

وتعكس هذه التحولات تراجع حالات السرطان المرتبطة بالتدخين وسرطان البروستاتا بين الرجال الأكبر سناً، وارتفاعاً مقلقاً في حالات السرطان بين الأشخاص المولودين منذ الخمسينات.

السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة

ويعتبر السرطان السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة، لكنه السبب الأول بين الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 85 عاماً. وتشير التوقعات الجديدة إلى أن حوالى 2,041,910 حالة إصابة جديدة ستُسجل هذا العام، وأن 618,120 أميركياً سيلقون حتفهم بسبب المرض.

وتشهد 6 من أكثر 10 أنواع شيوعاً من السرطان ارتفاعاً، بما في ذلك سرطان الثدي والرحم، كما ترتفع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً، وكذلك سرطان البروستاتا وسرطان الجلد وسرطان البنكرياس.

وقالت ريبيكا إل. سيغل، أخصائية علم الأوبئة في الجمعية الأميركية للسرطان والمؤلفة الأولى للتقرير: “هذه الاتجاهات غير المواتية تميل نحو النساء”، وأضافت: “من بين جميع أنواع السرطان التي تزداد، بعضها يزداد لدى الرجال، لكن التغير أكبر بكثير بين النساء”.

كما يتم تشخيص النساء في أعمار أصغر، وترتفع معدلات الإصابة بالسرطان بين النساء دون سن الخمسين (ما يعرف بالسرطان المبكر)، وكذلك بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 50 و64 عامًا.

ورغم الزيادة في بعض أنواع السرطان المبكر، مثل سرطان القولون والمستقيم وسرطان الخصية، قالت السيدة سيغل: “المعدلات الإجمالية ثابتة بين الرجال دون سن الخمسين وتنخفض بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً".

ويتناول التقرير عدة اتجاهات أخرى مثيرة للقلق. أحدها هو زيادة حالات سرطان عنق الرحم الجديدة بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و44 عامًا، وهو مرض يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه قابل للوقاية في الولايات المتحدة.

وشهد معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم انخفاضاً كبيراً منذ منتصف السبعينيات، عندما أصبحت فحوصات مسحة عنق الرحم (Pap smear) للكشف عن التغيرات ما قبل السرطانية متاحة على نطاق واسع، لكن استطلاعات حديثة أظهرت أن العديد من النساء يؤجلن زياراتهن لأطباء النساء.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة هاريس على أكثر من 1,100 امرأة أميركية العام الماضي أن 72% منهن قلن إنهن أرجأن زيارة طبيبهن التي تشمل فحوصات المسح، بينما قالت نصفهن إنهن لا يعرفن عدد المرات التي يجب أن يُجرى فيها الفحص للكشف عن سرطان عنق الرحم.

التوصية الحالية معقدة بعض الشيء: إجراء مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات بدءًا من سن 21 عاماً، أو الجمع بين مسحة عنق الرحم واختبار فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يمكن أن يسبب سرطان عنق الرحم، كل 5 سنوات.

اتجاه آخر مثير للقلق بدأ في عام 2021 عندما تجاوزت لأول مرة معدلات الإصابة بسرطان الرئة بين النساء دون سن 65 معدلات الإصابة بين الرجال: 15.7 حالة لكل 100,000 امرأة دون سن 65، مقارنة بـ15.4 لكل 100,000 رجل.

انخفضت معدلات سرطان الرئة على مدار العقد الماضي، لكن التراجع كان أسرع بين الرجال. يعود ذلك إلى أن النساء بدأن التدخين في وقت لاحق مقارنة بالرجال، واستغرقن وقتًا أطول للإقلاع عنه.

 التعرّض البيئي قد يسهم في زيادة حالات السرطان

وبدأ بعض الخبراء في الإقرار بأن التعرض البيئي قد يسهم في زيادة حالات السرطان المبكر، بالإضافة إلى العوامل المعتادة مثل نمط الحياة، والجينات، والتاريخ العائلي.

وقال الدكتور نيل إينغار، أخصائي الأورام في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان: “أعتقد أن الزيادة ليست فقط في نوع واحد، بل في مجموعة متنوعة من أنواع السرطان بين الشباب، خاصة بين النساء الشابات، تشير إلى وجود شيء أوسع من مجرد اختلافات في الجينات الفردية أو الوراثة السكانية”.

وأضاف: "يشير ذلك بقوة إلى احتمال أن التعرض البيئي ونمط حياتنا في الولايات المتحدة يسهمان في زيادة السرطانات بين الشباب".

وأشار إلى أن جهود الصحة العامة التي تهدف إلى تقليل السلوكيات الخطرة تركزت على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وكبار السن، الذين لا يزالون يتحملون العبء الأكبر من مرض السرطان.

لكن عوامل الخطر بين الشباب قد تكون مختلفة، وأشار بحث ناشئ إلى أن الحفاظ على نمط نوم منتظم، على سبيل المثال، قد يساعد أيضًا في الوقاية من السرطان.