دواء يقي من جلطات القلب

العقار الطبي مانع لتجلط الدم، يعمل عن طريق تثبيط ثنائي فوسفات الأدينوزين اللازم لتراكم الصفائح الدموية وبالتالي يقلل فرصة الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، أو مشاكل أخرى خطيرة في القلب.

  •  انسداد الشرايين التاجية يؤدي إلى جلطات القلب
    انسداد الشرايين التاجية يؤدي إلى جلطات القلب (الصورة: الطبي)

عكف أطباء على وصف عقار معروف للمرضى المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية، أو المرضى الذين يتعافون من السكتة الدماغية. ويتم استخدامه لعلاج حالات مثل الذبحة الصدرية غير المستقرة، والسكتة الدماغية الصغيرة، ومرض الشرايين الطرفية، وما إلى ذلك.
فقد وجد باحثون في كوريا الجنوبية، وبحسب صحيفة "ميديكال أكسبرس"، أن تناول عقار شائع مضاد للتخثر بعد إجراء طبي مخصص لعلاج انسداد الشرايين التاجية، يساعد في تقليل معدلات حدوث الجلطات بشكلٍ أكبر مقارنة بالأسبرين.

إدخال دعامة في الشريان

يعد التدخّل التاجي عن طريق الجلد (PCI)، المعروف أيضاً برأب الأوعية التاجية، إجراءً طبياً يُستخدم لعلاج انسداد الشرايين التاجية. ويتضمن هذا العلاج عادة إدخال دعامة في الشريان لإبقاء الأوعية التاجية مفتوحة. وتعتبر هذه العملية ضرورية للمرضى الذين يعانون من تراكم اللويحات في الشرايين أو الذين عانوا من نوبة قلبية.

وفي بعض الحالات المعقدة، قد يتطلب الأمر زرع أكثر من 3 دعامات لتوفير تدفق الدم بشكل كاف.

وتتضمن الإرشادات الطبية الحالية ضرورة تقييم مخاطر حدوث جلطات الدم (خطر نقص التروية) وكذلك مخاطر النزيف عند اختيار الأدوية المضادة للصفيحات والتخثّر للمريض بعد إجراء PCI.

وعلى الرغم من أن الأسبرين كان الدواء التقليدي المضاد للصفيحات، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأدوية مثل "كلوبيدوجريل"، التي تنتمي إلى فئة مثبطات P2Y12، قد تكون أكثر فعالية في الوقاية من الجلطات على المدى الطويل.

والأسبرين) ينتمي إلى عائلة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، التي تعمل على تثبيط عمل إنزيم يسمى إنزيم الأكسدة الحلقي، المسؤول عن تصنيع مواد في الجسم تسبب الالتهاب والألم، ويمنع تراكم الصفائح الدموية في الدم مما يمنع عملية التجلط.

مقارنة مع "الأسبرين"

وفي الدراسة الجديدة، قارن الباحثون نتائج استخدام "كلوبيدوجريل" مقابل الأسبرين على المدى الطويل لدى المرضى الذين يعانون من مخاطر نزيف مختلفة وتعقيدات أثناء إجراء PCI.

وشملت الدراسة 3974 مريضا مستقرا في 37 مستشفى في كوريا الجنوبية، تم توزيعهم بشكل عشوائي لتناول إما "كلوبيدوغريل" (75 مغم يوميا) أو الأسبرين (100 مغم يومياً) لمدة 6 إلى 18 شهراً بعد إجراء PCI.

وكان الهدف الرئيسي من الدراسة هو تقييم الأحداث الخثارية المركبة، التي تشمل الوفاة القلبية الوعائية واحتشاء عضلة القلب غير المميت والسكتة الدماغية الإقفارية وتجلط الدم (مثل تخثّر الدعامة)، بالإضافة إلى الأحداث النزفية.

كما شملت الدراسة مجموعات من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم (HBR) وأولئك الذين خضعوا لإجراءات PCI معقدة، وهي مجموعات مرضى تتمتع بمخاطر عالية من الجلطات والنزيف.

وأظهرت النتائج أن "كلوبيدوغريل" كان أكثر فعالية في تقليل الأحداث الخثارية لدى جميع المجموعات، بما في ذلك المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وكذلك المرضى الذين خضعوا لإجراءات PCI معقدة.

وعلى سبيل المثال، كان خطر حدوث الجلطات أقل بنسبة 25% لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، وبنسبة 38% لدى المرضى الذين خضعوا لإجراءات PCI معقدة.

اقرأ أيضاً: أعراض الجلطة القلبية كثيرة و 3 علامات تُنذر بها!

وفيما يتعلّق بمخاطر النزيف، أظهرت الدراسة أن استخدام "كلوبيدوغريل" كان مصحوباً بتقليل خطر النزيف مقارنة بالأسبرين، خاصة لدى المرضى الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وهذه الدراسة تدعم استخدام "كلوبيدوغريل" كخيار أفضل من الأسبرين للمرضى المستقرين بعد PCI، ما يشير إلى أن العقار قد يقدّم فوائد كبيرة على المدى الطويل لجميع المرضى الذين خضعوا لهذه الإجراءات، بغضّ النظر عن تعقيد التدخل أو مخاطر النزيف.