دراستان بريطانيتان: عدوى أوميكرون غير شديدة وحالات الاستشفاء قليلة نسبياً

وجد الباحثون أن فيروس أوميكرون ليس أقل خطورة بكثير من دلتا إذ قد تفوق السرعة المذهلة لانتشار المتحور شدته الأقل.

  • لندن تعلن حالة الطوارئ بعد تفشي
    لندن تعلن حالة الطوارئ بعد تفشي "أوميكرون"

أشار بحث بريطاني جديد إلى أن متحور أوميكرون غالباً ما يؤدي إلى مرض أكثر اعتدالاً مقارنة بالمتحورات السابقة. لكن لا يزال من الممكن أن يغرق تدفق المرضى المستشفيات لأن أوميكرون ينفجر بسرعة كبيرة، مما يمنح الأمل في أن الزيادة الحالية في الإصابات قد تكون أقل كارثية مما كان يُخشى.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"  الأميركية، وجد الباحثون في اسكتلندا أن عدوى أوميكرون هناك كانت مرتبطة بانخفاض بنسبة الثلثين في خطر الاستشفاء مقارنة بمتحور دلتا.

بشكل منفصل، قارن فريق من الباحثين في جامعة "إمبريال كولدج لندن" بين حالات أوميكرون ودلتا في الأسبوعين الأولين من شهر كانون الأول / ديسمبر الجاري ووجدوا أيضاً انخفاضاً في مخاطر زيارات المستشفى مع المتحور الأحدث، ولكن بكمية أقل: الأفراد الذين يعانون من متحور أوميكرون أقل بنسبة من 15 إلى 20 في المائة​​، من غير المرجح أن ينتهي بهم الأمر في المستشفيات واحتمال دخولهم المستشفى لعشية وضحاها أو لفترة أطول أقل بنسبة 40 إلى 45 في المائة.

وللمفارقة، وجد الباحثون أن فيروس أوميكرون ليس أقل خطورة بكثير من دلتا. فقد تفوق السرعة المذهلة لطفرة أوميكرون ومدى عدواه، شدته الأقل، مما يؤدي إلى إغراق المستشفيات وتسبب العديد من الوفيات.

ونظرت إحدى الدراسات في حالات الدخول إلى المستشفيات نتيجة الإصابة بمتحوري دلتا وأوميكرون في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي وكانون الأول / ديسمبر الجاري ووجدت انخفاضاً بمقدار الثلثين في مخاطر دخول المستشفى. 

ونظر تحليل منفصل في حالات دلتا وأوميكرون في الأسبوعين الأولين من شهر كانون الأول / ديسمبر ووجد انخفاضاً أقل في زيارات المستشفى.

وفحص تحليل الإصابات في أوائل كانون الأول / ديسمبر 56000 حالة من أوميكرون و269000 حالة دلتا، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

وقال الدكتور جيم مكمينامين، مدير حالات الإصابة بمرض كوفيد في هيئة الصحة العامة في اسكتلندا، عن نتائج الدراستين: "ما سمعته هو أخبار جيدة ". لكنه حذر من أن المستشفيات لا تزال ممتلئة بسبب معدل انتقال المرض.

وقد تجاوزت بريطانيا الـ100 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد يوم أمس الأربعاء للمرة الأولى. وخفضت حكومة إنكلترا فترة العزل للأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض كوفيد، إلى سبعة أيام من 10 أيام، مما قد يساعد في تخفيف النقص في الطاقم الطبي.

في جنوب إفريقيا، حيث تم ظهور أوميكرون لأول مرة، تباطأت الحالات، إذ انخفضت بأكثر من 20 بالمائة في الأسبوع الماضي.

وقال جوزيف فوفر، عالم الأوبئة الجينية في المركز الطبي بجامعة نبراسكا: "لا أزال لا أستطيع أن أفهم مدى سرعة تحرك هذا المتحور. أعتقد أنه سيكون حقاً سيئاً. لا أعرف كيف أصفها بطريقة أخرى".

يشير أحد الإسقاطات الجديدة المذهلة إلى أن نطاق عدوى أوميكرون يكاد لا يمكن تصوره: يتوقع ثلاثة مليارات إصابة جديدة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم في الشهرين المقبلين وهو عدد مماثل تقريباً في العامين الماضيين.

وتتنبأ توقعات معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن بحدوث ذروة في أواخر كانون الثاني / يناير أو أوائل شباط / فبراير لما يصل إلى 400000 حالة يتم الإبلاغ عنها يوميًا في الولايات المتحدة. وكان هناك نحو 250.000 حالة في ذروة زيادة الشتاء الماضي. وتتوقع المجموعة أن تكون معظم الإصابات خفيفة.

لكن خذوا هذا السيناريو بحذر: تتمتع نماذج المعهد بسجل متقطع، وقد تعرضت أساليبها لانتقادات بشكل روتيني من قبل خبراء خارجيين. وكثيراً ما استشهدت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بتنبؤاته الوردية بشكل مفرط في الأشهر الأولى من الوباء.

ولكن حتى لو تركت الإسقاط المخيف للمجموعة جانباً، فإن الإجماع بين علماء الأوبئة وغيرهم من الخبراء آخذ في الظهور: الإجراءات المضادة التي اقترحتها إدارة بايدن أول من أمس لن تكون كافية لمنع الارتفاع المتزايد للعدوى والاستشفاء خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.