دراسة: اختبار دم يتنبأ بمخاطر الإصابة بالقلب لدى النساء على مدى ثلاثين عاماً
دراسة حديثة في الولايات المتحدة تظهر أنّ تحليلاً بسيطاً للدم يمكن أن يمنح النساء نظرة مستقبلية على مدى ثلاثين عاماً حول احتمالية تعرّضهن لأمراض القلب عبر ثلاثة مؤشرات.. فما هو هذا الاختبار؟ وهل يمكن أن يقي النساء من أمراض القلب؟
تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية أحد أخطر التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم، إذ تحتل المرتبة الأولى كأسباب الوفاة في العديد من الدول.
على مرّ العقود، اجتهد العلماء والباحثون في تطوير أدوات وتقنيات لتحسين الكشف المبكر والوقاية من هذه الأمراض الفتّاكة. وكشفت دراسة أميركية حديثة أخيراً عن اختبار دم جديد يمكن من خلاله تحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء خصوصاً لمدة تصل إلى 30 عاماً.
الدراسة أجراها فريق من الباحثين في "المعهد الوطني للقلب والرئة والدم" في ماريلاند "National Heart, Lung, and Blood Institute" ونشرت نتائجها في مجلة "New England Journal of Medicine"، أكّدت أنّ مستويات ثلاثة مؤشرات في الدم يمكن أن تكون مفتاحاً للتنبؤ بمستقبل صحة القلب، فما هي هذه المؤشرات؟
الاختبار الثوري
يركّز الاختبار الثوري على ثلاثة مؤشرات رئيسية: الكولسترول الضار (LDL)، البروتين الدهني (Lp -a)، والبروتين التفاعلي (CRP). وتمّ جمع بيانات من نحو 28 ألف امرأة من العاملات في المجال الصحي في الولايات المتحدة، حيث تمّ تتبعهن على مدار 30 عاماً. وجاءت النتائج مذهلة، حيث أظهرت أنّ النساء اللاتي لديهن مستويات عالية من هذه المؤشرات كنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أولاً، وجد الباحثون أنّ النساء اللاتي لديهن أعلى مستويات من الكولسترول الضار (LDL) يواجهن خطراً أعلى بنسبة 36% للإصابة بأمراض القلب مقارنةً بمن لديهن مستويات أقل. أمّا النساء اللاتي لديهن مستويات مرتفعة من البروتين الدهني (Lp- a)، فكانت نسبة الخطر لديهن 33% أعلى. وعندما يتعلق الأمر بالبروتين التفاعلي (CRP)، الذي يعدّ مؤشراً على وجود التهابات في الجسم، فقد زادت نسبة الخطر بنسبة مذهلة وصلت إلى 70%.
ماذا تعني هذه النتائج
تكمن أهمية هذه الدراسة في قدرتها على تقديم أدوات جديدة للأطباء لمساعدتهم في تحديد النساء الأكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب في وقت مبكر جداً. وهذا يعني أنه يمكن اتخاذ خطوات وقائية قبل أن تصبح هذه المخاطر واقعاً. على سبيل المثال، يمكن أن تشمل هذه الخطوات تغيير نمط الحياة من خلال تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني، إلى جانب إدارة الإجهاد وتجنّب التدخين.
هذه النتائج تدقّ ناقوس الخطر، وتؤكّد أهمية الفحوصات المبكرة والدورية كوسيلة لا غنى عنها للحفاظ على صحة القلب. فعندما يتعلق الأمر بالقلب، يصبح المستقبل بين أيدينا بشكل أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، وكل ما يتطلّبه الأمر هو بضع قطرات من الدم لتغيير هذا المستقبل للأفضل.