تقرير أميركي: فائض "الفلورايد" في الماء قد يضعف ذكاء الأطفال
تقرير حكومي أميركي يخلص إلى احتمال وجود علاقة بين "الفلورايد" في مياه الشرب وانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال، ويدعو إلى إعادة النظر بالمستويات الموصى بها في المياه.
خلص تقرير حكومي أميركي إلى أنّ "وجود مادة الفلورايد في مياه الشرب بنسبة ضعف الحد الموصى به، مرتبط بانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال".
ويعد التقرير الذي استند إلى تحليلات لأبحاث منشورة سابقاً، هو الأول الذي تحدد فيه وكالة فيدرالية أميركية و"بدرجة متوسطة من الثقة" "وجود صلة بين ارتفاع مستويات التعرض للفلورايد وانخفاض معدل الذكاء لدى الأطفال".
وعلى رغم أنّ التقرير لم يكن مصمّماً لتقييم التأثيرات الصحية لـ"الفلورايد" في مياه الشرب وحدها، فإنه يشكل اعترافاً لافتاً بالأخطار المحتملة على الجهاز العصبي نتيجة التركيزات العالية من "الفلورايد".
المعروف أنّ "الفلورايد" على تقوية الأسنان ويقي من التسوّس من طريق استبدال المعادن المفقودة أثناء التآكل الطبيعي، وذلك وفقاً لـ"مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركي Centers for Disease Control and Prevention (CDC). وكثيراً ما اعتبرت إضافة مستويات منخفضة من "الفلورايد" إلى مياه الشرب أحد أعظم إنجازات الصحة العامة في القرن الماضي.
من جانبها، أشادت آشلي مالين، الباحثة في جامعة فلوريدا والمتخصصة في تأثير "الفلورايد" على الحوامل وأطفالهن، بالتقرير واعتبرته "خطوة حاسمة" لفهم هذا الخطر، ووصفته بـ"أكثر الدراسات دقة في مجاله".
وصدر هذا التقرير الذي طال انتظاره ونشر الأسبوع الماضي، عن البرنامج الوطني لعلم السموم National Toxicology Program، أحد أقسام وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية في أميركا.
وعلى رغم أنّ التقرير لم يحدد بدقة عدد نقاط الذكاء (بحسب معيار نسبة الذكاء) أو (آي كيو - IQ) التي قد تفقد بسبب مستويات مختلفة من "الفلورايد"، إلّا أنّ بعض الدراسات التي شملها التقرير أظهرت أنّ الأطفال الذين تعرضوا لمستويات أعلى من الفلورايد قد يكون ذكاؤهم أقل بمقدار اثنين إلى خمس نقاط.
ومنذ عام 2015، أوصى المسؤولون الفيدراليون الأميركيون بتركيز مادة الفلورليد قدره 0.7 ملغ لكل ليتر من المياه، بعد أن كان الحد الأعلى الموصى به في العقود الخمسة السابقة 1.2 ملغ. أمّا منظمة الصحة العالمية فقد حددت الحد الآمن للفلورايد في مياه الشرب عند 1.5 ملغ.
ولم يحدد التقرير المكون من 324 صفحة أخطار مستويات الفلورايد المنخفضة، مشيراً إلى ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث. كما لم يتطرق إلى تأثيرات الفلورايد العالية على البالغين.