المغرب يسجل أول إصابة بالسلالة الجديدة لجدري القرود في شمال أفريقيا
المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض يعلن تسجيل أول إصابة بالسلالة الجديدة من جدري القرود في مدينة مراكش، ووزارة الصحة المغربية تقول إنّ المريض يتلقّى الرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمراكش.
سجّل المغرب أول إصابة بالسلالة الجديدة من جدري القرود (إمبوكس) في مدينة مراكش السياحية، وهي الأولى في شمال أفريقيا منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ صحية عامة في آب/أغسطس الماضي، وفق ما أفاد المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وقال المركز في بيان أمس الجمعة إنه "يؤكد أول حالة إصابة بجدري القرود في شمال أفريقيا خلال عام 2024، سجّلتها وزارة الصحة المغربية في 12 أيلول/سبتمبر الجاري".
وأضاف البيان أنّ "المريض الذي ثبتت إصابته رجل يبلغ 32 عاماً من مراكش، وحالته مستقرة حالياً وهو في الحجر حيث يتلقّى العلاج".
وبحسب المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فعّلت السلطات المغربية إجراء الطوارئ وأرسلت فريقاً للتدخّل السريع وباشرت الاستقصاءات الوبائية وتتبّع المخالطين.
من جانبها، أوضحت وزارة الصحة المغربية في بيان أنّ "المريض يتلقّى الرعاية الصحية اللازمة في أحد المراكز الطبية المتخصصة بمدينة مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تستدعي القلق".
وزارة الصحة 🇲🇦 تعلن عن تسجيل حالة مؤكدة للإصابة بمرض #جدري_القردة بالمغرب، وتوضح أن المصاب يتلقى الرعاية الصحية اللازمة بمركز طبي متخصص بمدينة #مراكش، وهو في حالة صحية مستقرة لا تدعو للقلق. (بلاغ)👇 pic.twitter.com/KE2m3YeHtq
— Zouhair DAOUDI زهير داودي (@Zouhairouns) September 12, 2024
وأضافت أنه في "الوقت الحالي، لم تظهر أعراض على أي من الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالمريض"، بحسب الوزارة.
في المقابل، ذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ وزارة الصحة المغربية تضلّل منظمة الصحة العالمية بالإعلان عن حالة واحدة من جدري القرود، مشيرين إلى أنه تمّ تسجيل عشرات الإصابات في المغرب، والسلطة أعلنت عن حالة واحدة فقط.
وزارة الصحة المغربية تضلل منظمة الصحة العالمية
— Meriem Ben (@laraora393) September 13, 2024
تسجيل عشرات الحالات المؤكدة بمرض #جدري_القردة (إم-بوكس) في #المغرب. والسلطات تعلن عن حالة واحدة
حديث عن حجر صحي جزئي في #مراكش pic.twitter.com/PJ16IuBnOa
لكن تفاصيل قدّمها الدكتور معاذ المرابط، منسق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، في حوار مع موقع "DW عربية"، تؤكد أنّ هذه هي الحالة السادسة التي يتم رصدها في المملكة المغربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وليست الأولى، حيث يشرح المتحدث قائلاً: "إنه تمّ اكتشاف 6 حالات منذ عام 2022، بمعدل حالتين سنوياً".
وأضاف أنّ "ما يساعد منظومة الصحة المغربية على ذلك هو البرتوكول الوطني للرصد والاستجابة لجدري القرود الذي وضع عام 2022، وتمّ تفعيله بعد تسجيل الحالات الأولى عالمياً، وبعد ذلك بقي ساري المفعول إلى حدود عام 2024، ليتم تفعيله من جديد بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ الصحية العالمية التي أثارت قلقاً دولياً".
وكان جدري القرود دفع جمهورية الكونغو الديمقراطية مجدداً، وكذلك في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة في منتصف آب/أغسطس، وهو أعلى مستوى من التأهب. ووسط مخاوف من زيادة حالات الإصابة بسلالة جديدة منه، سُميت "كلايد 1 بي" رصد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي انتشرت إلى دول مجاورة.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر الجاري، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) طرح مناقصة عاجلة للحصول على لقاحات ضد مرض جدري القرود لمساعدة البلدان الأكثر تضرراً من تفشّي الوباء مؤخراً.
وقالت "اليونيسف" في بيان مشترك مع منظمة الصحة العالمية، وتحالف اللقاح غافي والمراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية، إنّ "المناقصة الطارئة تهدف لتأمين الوصول الفوري إلى لقاحات إمبكوس المتاحة وتوسيع الإنتاج".
وكانت نيجيريا أول دولة أفريقية تتلقّى الدفعة الأولى من لقاح جدري القرود تبرّعاً من الولايات المتحدة، بعد تفشّي المرض في عدة دول أفريقية، رغم تأكيدها وجود 40 حالة إصابة فقط، مع تباطؤ وصول اللقاح إلى باقي الدول الأكثر تضرراً.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنّ السلالة المسؤولة عن الوباء الحالي في أفريقيا قاتلة في 3,6% من الحالات، وهي خطيرة خصوصاً على الأطفال.
ويُشار إلى أنّ جدري القرود "إمبوكس" هو مرض فيروسي ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ولكنه ينتقل أيضاً بين البشر من خلال الاتصال الجسدي، ويسبّب الحمى وآلام العضلات وآفات جلدية.
ومن بين أعراض هذا المرض الطفح الجلدي والتقرّحات الجلدية، والحمى، والصداع، وآلام العضلات والمفاصل، والوهن، وتضخّم الغدد اللمفاوية.
وتتسبّب الـسلالة "2"، وهي متحور جديد من فيروس جدري القرود، في مخاوف عالمية لأنها تنتشر بسهولة في ما يبدو من خلال المخالطة الروتينية، حيث تأكّد وجود حالة إصابة بالمتحوّر الجديد الأسبوع الماضي في السويد، وجرى ربطها بتزايد الانتشار في أفريقيا، في أوّل علامة على تفشّي المرض في أوروبا.