الحمل العنقودي.. نمو غير طبيعي داخل الرحم
المعاينة الدورية للحامل عند الطبيب المختص والتقيد بتعليماته ضرورية وواجبة. إذ أن إهمال ذلك، قد يؤدي إلى تأخر اكتشاف بعض أنواع الحمل الخطيرة كالحمل العنقودي.
أنواع الحمل متعددة، منها ما هو خطير على الحامل كالحمل العنقودي، الذي لا ينتج عنه جنين. والحمل خارج الرحم. ومنها ما له تأثيرات نفسية وتستوجب علاجاً فورياً كالحمل الكاذب.
ما هي أنواع الحمل؟
الحمل العنقودي
يبدأ الحمل العنقودي بأعراض حمل عادية، لكن بعد عدة أسابيع تشعر الحامل بألم قوي، وأحياناً نزيف يصاحبه غثيان شديد، ليتبين أنه حمل عنقودي.
اقرأ أيضاً: هل تفوّق الجدول الصيني لمعرفة الجنين على الطرق الأخرى الحديثة؟
ما هو الحمل العنقودي؟
الحمل العنقودي هو ورم غير سرطاني، ونمو غير طبيعي داخل الرحم. تتطور المشيمة وتنقسم إلى مجموعة من الحويصلات أو cysts، ولا ينتج عنها جنين.
أنسجة المشيمة لا تكون سليمة في الحمل العنقودي الكامل، أما في الجزئي منه فتكون بعض أنسجة المشيمة سليمة، بينما تكون أنسجة الجنين غير سليمة، لذا لا يتكون جنين حي.
أسباب الحمل العنقودي:
بعد تلقيح الحيوان المنوي للبويضة، تتطور أنسجة جديدة تشكل عادة الجنين والمشيمة.
يحدث الحمل العنقودي، عندما ينمو النسيج الذي كان من المفترض أن يشكل المشيمة بشكل غير طبيعي، ويمكن أن يشكل ورماً قد ينتشر خارج الرحم أو في الرحم.
أنواع الحمل العنقودي
1-الحمل العنقودي الكامل
وهو النوع الكثر شيوعاً، إذ يقوم الحيوان المنوي بتلقيح بويضة فارغة من الكروموسومات الأنثوية. ويتم التلقيح بأن يقوم الحيوان المنوي بالانقسام ليصبح اثنين أو حيوانين يلقحان البويضة الفارغة، فجميع الكروموسومات في الحمل العنقودي مصدرها الرجل.
2-الحمل العنقودي الجزئي
يحدث عندما يقوم حيوانان منويان بتلقيح بويضة سليمة، أي فيها كروموسومات الأم. ويحدث الحمل بجنين غير طبيعي ومشيمة غير طبيعية. ويتكون عدد الكروموسومات في هذا الحمل 69 كروموسوماً 23 من الأم و23 من الأب من كل حيوان منوي، فيصبح المجموع 69 كروموسوماً .وهذا باختلاف الحمل الطبيعي 46 كروموسوماً.
غالباً ما يحدث هذا الحمل، بعد عمليات الإجهاض، خاصة عند النساء التي تتخطى سن الـ40 عاماً.
ما هي أعراض الحمل العنقودي؟
أعراض الحمل العنقودي متعددة، منها ما يمكن أن تلاحظه الحامل بشكل مباشر مثل:
1- تضحم سريع جداً في الرحم، يؤدي إلى تورم البطن، والذي يكبر بسرعة أكثر من المتوقع في الأشهر الـ3 الأولى من الحمل.
2- القيء المفرط أثناء الحمل والغثيان الشديد.
3- ضيق في التنفس أو سعال أو دم في إفرازات السعال، لأن سرطان المشيمة نادراً ما ينتشر إلى الرئتين قبل تشخيصه.
إقرأ أيضاً: ما هي أفضل طرق علاج الكحة على اختلاف أنواعها؟
4- نزيف مهبلي يظهر في الثلث الأول من الحمل، وغالباً ما يكون باللون البني الغامق إلى الأحمر الفاتح.
5- التعب، الذي يحدث غالباً بسبب فقر الدم الناجم عن النزيف الشديد.
6- آلام البطن الشديدة المفاجئة الناتجة عن النزيف الداخلي.
ومن تلك العوارض تُكتشف خلال الفحص السريري والتحاليل مثل:
1- مقدمة الارتعاج (Preeclampsia) أو ما قبل تسمم الحمل، هي حالة تحدث خلال الحمل، حين يحدث ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم مع تورم يظهر غالباً في الوجه واليدين والقدمين.
2- فرط الدَّرَقِيَّة (Hyperthyroidism).
3- تشنج الحوض أو الإفرازات المهبلية.
4- ضغط دم مرتفع.
5- فقر دم (Anemia).
6- تكيسات في المبايض، وخروج كيسة شكلها كالعنب.
اقرأ أيضاً: ما لا تعرفينه عن أسباب تأخر الدورة الشهرية!
ما هو علاج الحمل العنقودي؟
لا يتحول الحمل العنقودي إلى حمل سليم، لذلك يسارع الأطباء إلى إزالته من الرحم من خلال عملية جراحية. تستمر مدة العملية لنحو 15 دقيقة أو نصف ساعة.
تتم العملية عبر المهبل وليس بشق البطن. بعد ذلك يتابع الطبيب مستوى هرمونات الحمل، ليتأكد من إزالة الأنسجة العدارية كاملةً.
قد ينصح الطبيب بعدم الحمل فترة من 6 أشهر إلى 12 شهراً، للتأكد من أن أي ارتفاع في هرمون الحمل لن ينجم عن تطور الأنسجة العدارية من جديد.
اقرأ أيضاً: ما هي أعراض الحمل المبكر وكيف تجتازين حملك بأمان؟
قد تلجأ بعض النساء الأكبر سناً إلى إزالة الرحم بأكمله، منعاً لتكرار هذه الأورام.
أما إذا كان الورم سرطانياً، فيتم علاجه بالأشعة والعلاج الكيميائي وأدوية تستهدف هذه الأنسجة.
هل يتم الحمل طبيعياً بعد الحمل العنقودي؟
من الممكن للنساء اللواتي اختبرن الحمل العنقودي، أن يحملن بصورة طبيعية لاحقاً بعد استكمال العلاج. وفرصة حدوث حمل طبيعي بعد الحمل العنقودي،كبيرة جداً تصل إلى 80%.
أما احتمال تكرر الحمل العنقودي في الحمل التالي، لا يتجاوز نسبة الـ1% عند حدوث حمل عنقودي مرة واحدة. لكن هذه النسبة تصبح 33% تقريباً عندما يحدث في حملين متتالين.
من المهم للنساء المصابات بالحمل العنقودي أن تتم متابعتهن بشكل دوري بعد علاج المشكلة.
تُنصح النساء اللواتي اختبرن الحمل العنقودي بعدم محاولة الحمل لبعض الوقت، للتأكد من بقاء مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية عند الصفر، وبالتالي عدم الحاجة إلى مزيد من العلاج.