الجري في الماء يساعد على زيادة اللياقة البدنية
تفيد الدّراسات الحديثة بأهميّة الجري في الماء من أجل تعزيز اللياقة البدنيّة عند الإنسان، فهو يبني القوة والقدرة على التحمل، يحسن اللياقة العضلية ولياقة القلب والأوعية الدموية، ويمكن استخدامه لإعادة التأهيل وبناء نواة قويّة.
تشير الدراسات إلى أهمية ممارسة الرياضة المائية والسباحة لدورهما في دعم لياقة الجسم وتقوية العضلات وحرق الدهون.
نشر موقع لايف ساينس نصائح يشرح فيها الخبراء فوائد وآلية الجري في الماء، مع بداية فصل الصيف وتوجه العديد من الأشخاص إلى حمامت السباحة، ويعتبر الركض المائي أو الجري في المياه العميقة، تدريبا متقاطعا فعالا لأي شخص يسعى للهروب من رتابة روتين التمرين المعتاد.
ولطالما تم استخدام الجري في الماء لإعادة التأهيل بعد الإصابات، ولكنه أيضا طريقة ممتازة لتحسين لياقة القلب والأوعية الدموية، وبناء القوة.
ما هي فوائد الجري في الماء؟
وفقاً لدراسة نشرت في Journal of Sport and Health Science ، يصاب ما يقرب من نصف العدائين العاديين كل عام بشكل رئيسي من خلال الإفراط زيادة التمرين أو التمرين الخاطئ في بعض الاحيان ويبدل هؤلاء الرياضيون طرق التديب من الجري على الارض إلى الجري المائي الذي يساهم في تحريك نفس العضلات ولكن دون إجهاد.
وذكر تقرير صدر عام 2017 في Share America ، أن أكثر من 47 مليون عداء الركض يختارون جهاز المشي على أساس منتظم. الأخبار السيئة هي أن تأثير الجري المنتظم يمكن أن يؤدي إلى العديد من الإصابات الناتجة عن الاهتراء والتمزق، مثل التهاب اللفافة الأخمصية ، والالتواء، وكسور الإجهاد، وجبائر قصبة الساق، والتهاب وتر العرقوب، وركبة العداء.
يعمل الماء كموازنة للجاذبية مما يولد المقاومة بشكل طبيعي دون التأثير الكامل لضربة قدمك ويوفر هذا الدعم الذي تمس الحاجة إليه للوركين والركبتين والكاحلين، ووجدت دراسة نُشرت في Journal of Human Kinetics في عام 2014 أن الغمر (حتى ارتفاع الكتفين) في الماء يؤدي إلى تحميل ما يصل إلى 85٪ من وزن جسمك.
بناء القوة والقدرة على التحمل
يقول المدرب كريستيان ألين: "عند غمر نفسك في الماء، ستلاحظ مقاومة متزايدة من جميع الجوانب، هذا تمرين العضلات التي تستخدمها عند الجري على الأرض، ولكن بشكل مختلف، ومثالي لبناء القوة والحفاظ على لياقة القلب والأوعية الدموية".
ويضيف عالم الحركة الحيوية سيمون ماسكيل: "المقاومة المائية (السحب الطبيعي للماء) تمارس ضغطاً على جسمك ويمكن أن تساهم في تقوية العضلات وتحسين مستويات التحمل"، كما يقول "إنه خيار تدريب قوة رائع لأي شخص ، ولكن بشكل خاص لإعادة تأهيل الإصابة".
وأظهر تقرير نشرته مجلة Medicine and Science in Sport and Exercise أن التدريبات البليومترية (الحركة المتفجرة مثل سباقات السرعة والقفزات) التي يتم إجراؤها في الماء أدت إلى تحسين ارتفاع القفز للاعبات الكرة الطائرة على مدار ستة أسابيع من فترة التدريب.
يحسن لياقة القلب والأوعية الدموية
ويقول ماسكيل: "يساعد الضغط الذي يمارسه الماء على الجسم في إعادة تدفق الدم المحيطي إلى القلب، وتدفق الدم المتزايد يضع ضغطاً أقل على القلب لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم".
وتقلل ممارسة الرياضة في الماء ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتحسن الدورة الدموية، "مما يعني أن جسمك يمكنه استخدام الأكسجين بكفاءة أكبر، ستلاحظ أيضاً أن معدل إجهادك المتصور (مدى شعورك بالتعب أثناء التمرين) ينخفض حيث يصبح قلبك ورئتيك أكثر كفاءة".
وتشير الأبحاث إلى أن الجري في المياه العميقة يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على قدرتك على التحمل، ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية، تم العثور على الجري في المياه العميقة لمساعدة الرياضيين المدربين على التحمل في الحفاظ على أدائهم الهوائي لمدة تصل إلى ستة أسابيع وتحسين القدرة الهوائية للأشخاص غير المدربين.
يعزز لياقتك العصبية والعضلية
ويقول ماسكيل إن التدريب على الماء يمكن أن يحسن من كفاءة نظامك العصبي العضلي، ويضيف: "يمكن للجري في الماء أن يحسن أداء مساراتك العصبية والرسائل العصبية لعضلاتك العاملة مما يمكن أن يحسن أداء الجري".
وبحسب ماسكيل عندما تزيد سرعة وشدة الجري المائي يزداد نشاطك العصبي العضلي وتكلفة التمثيل الغذائي.
يمكن استخدامه لإعادة التأهيل
ويوضح: "يوفر الماء تدريباً فريداً وبيئة إعادة تأهيل للتمارين الرياضية، يمكننا جميعاً جني ثمار جريان المياه، لكن أي شخص يعاني من الآلام المزمنة، أو هشاشة العظام، أو التهاب المفاصل، أو السمنة، أو السكري، أو الإصابة، أو ارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يحسن صحته بشكل كبير".
ويمكن أن يوفر طفو الماء في البداية تخفيفاً للألم بسبب انخفاض الحمل على مفاصلك، لكن الضغط المنخفض على العمود الفقري، وفتح عالم التمارين للأشخاص الذين يعانون من إصابات العمود الفقري أو الظهر السيئة أو الانحرافات الوضعية.
ويضيف ماسكيل: "يسمح الماء للرياضيين والعدائين باستئناف برامج التدريب في وقت مبكر عند التعافي من الإصابة أو الجراحة وبكثافة أعلى".
ويقلل الماء من التورم وبالتالي يحسن نطاق الحركة حول مفاصلك، ويقلل من وجع العضلات، ويحسن الحركة، يحدث هذا جزئيا عن طريق تقليل ما يسمى "تجمع الدم" في العضلات، عندما يكون الدم غير قادر على العودة إلى القلب ويتراكم في الأطراف السفلية بدلاً من ذلك.
يبني نواة قوية
ويتابع ماسكيل: "بسبب الاضطرابات الناجمة عن التيارات في الماء، يحتاج جسمك إلى مزيد من التوازن والتنسيق والوعي لأداء الحركة بفعالية"، ويضيف: "مطلوب المزيد من قلبك لإبقائك مستقراً ومستقيماً، مما يحسن القوة الأساسية الكلية، يمكن أن تساعد النواة القوية في حمايتك من احتمالية الإصابة في المستقبل أيضاً".
يحسن أسلوب الجري على الأرض
إذا كنت جديداً في الجري أو كنت تبحث فقط عن التحسين، فإن تحليل المشي الذي يقوم به أحد المحترفين يمكن أن يساعدك في تحسين مستواك، لكن بدء رحلتك في الماء يمكن أن يكون أيضاً وسيلة جذابة وفعالة لتعلم التقنية المناسبة.
يقول ماسكيل: "يمكن استخدام الجري في الماء لتعريف غير العدائين بمتطلبات المشي والحركة الصحيحة للجري، قبل البدء في التلامس مع الأرض"، ويضيف: "يمكن أن يساعد الجري المائي أيضاً العدائين الراسخين في إعادة التدريب على المشي ويمكن أن يحسن الأداء الرياضي العام، بالإضافة إلى تقليل مخاطر الإصابة".