اتجاهات إيجابية للوباء في الهند
إن الخوف من مدى لعب موسم المهرجانات وموسم الحملات الانتخابية دوراً في خلق موجة أخرى من التفشي في الهند.
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إنه بعد الموجة الثانية الوحشية لفيروس كورونا هذا الربيع، تبلغ الهند الآن عن أدنى عدد من الحالات ومن إجمالي الوفيات في نحو ستة أشهر. وفي حين تم التقليل من إحصائيات الفيروس في البلاد بشكل كبير خلال الوباء، تشير الأرقام الجديدة إلى اتجاه إيجابي.
وقال مراسل الصحيفة مجيب مشعل، الذي يغطي جنوب آسيا، عن أسباب انخفاض حالات الإصابة والوفيات في الهند، إن ثمة سببين: الأول هو أن الفيروس كان يعمل بكفاءة ملحوظة في الموجتين الأوليين. وأجرت الحكومة الهندية بعض الدراسات التي أظهرت أن ثلثي السكان أظهروا أجسامًا مضادة. كانت أحجام العينة صغيرة، وقد شكك البعض في الاستطلاع، ولكن حتى لو لم يكن دليلاً قوياً، فهو مؤشر مدعوم بما قاله الخبراء، إلى أن الأرقام الرسمية كانت أقل من عدد الإصابات. لذلك إذا أخذت نتائج المسح الحكومي في ظاهرها، فإن الموجتين الأولى والثانية قللت من السكان المعرضين للإصابة. السبب الثاني هو الدفعة المثيرة للإعجاب في اللقاحات بعد البداية التي تمت إدارتها بشكل سيء للغاية، إذ تم إعطاء نحو 900 مليون جرعة حتى الآن، أدى إلى الاتجاه التنازلي للحالات اليومية.
كيف يشعر الهنود؟
لكن الهنود لا يزالون يشعرون بالحذر. فقد كانت الموجة الثانية سيئة للغاية. كان الأمر أشبه بأسوأ شيء رأته الهند منذ فترة طويلة - نفاد الأكسجين، وموت الناس في مواقف السيارات، والناس يموتون في الشوارع. لذلك عندما بدأ فتح البلاد، كان هناك خوف من موجة ثالثة. ولكن نظراً لأن الناس تبنوا التطعيم بشكل لائق ولأن أعداد الحالات لم تعد مرتفعة كما في السابق، فهناك حديث أقل وأقل عن موجة ثالثة الآن، على الأقل في المراكز السكانية الرئيسية مثل العاصمة دلهي.
لكن رسالة الحكومة لا تزال تحذيرية. لا يزال يتم وضع التحذيرات بشأن عدم إقامة المهرجانات.
ما هي المخاطر المحتملة في المستقبل؟
بالنظر إلى المستقبل، هناك أمران يشغلان الهنود: أحدهما يراقب المتغيرات الجديدة ويدرس الطبيعة المتغيرة للفيروس، لأنه لم يتم مراقبة ذلك عن كثب قبل الموجة الثانية. والثاني هو الرضا السياسي. الهند بلد المهرجانات والسياسة. يقترب عيد ديوالي في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل، وهناك حدثان انتخابيان كبيران قريبان، وستكون هناك تحضيرات لتلك الانتخابات بحملات وتجمعات كبيرة. إذا نظرنا إلى المستقبل، فإن الخوف هو مقدار دور موسم المهرجانات وموسم الحملات في خلق موجة أخرى من التفشي، لأنها كانت بالتأكيد عاملاً في قيادة الموجة الثانية.
نقله إلى العربية: الميادين نت