"الصحة العالمية" توصي بإطلاق خطط تطعيم في مناطق تفشي جدري القرود
بُعيد تفشي فيروس جدري القرود في أفريقيا وبعض الدول الأوروبية منظمة الصحة العالمية توصي البلدان المتضررة بإنشاء آليات لتنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ، ومراقبة المرض ورصد متحوراته.
أوصت منظمة الصحة العالمية، أمس الإثنين، الدول التي سجلت إصابات بسلالة جديدة من جدري القرود ظهرت أخيراً في أفريقيا، بإطلاق خطط تطعيم في المناطق التي تمّ فيها رصد المرض.
ودفع تزايد عدد الإصابات بجدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدفوعاً بالسلالة "1 بي" التي سُجلت كذلك في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، بمنظمة الصحة العالمية إلى إعلان المرض "طارئة صحية عامة" تسبب قلقاً دولياً في الـ14 من آب/أغسطس، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.
Today I issued the following temporary recommendations for controlling the upsurge in #mpox cases. Please have a look at the steps countries and communities are advised to take. My thanks to the members of the Emergency Committee for their report. https://t.co/Vtce83O6jV
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) August 19, 2024
وكانت المنظمة قد أعلنت حالة الطوارئ الصحية العامة في عام 2022 عندما تفشى الوباء عبر السلالة "2 بي" في جميع أنحاء العالم.
وتمّ رفع أعلى مستوى من التأهب في أيار/مايو 2023، لكن منظمة الصحة العالمية أوصت جميع الدول بإعداد خطط مكافحة وطنية أو الحفاظ على قدرات المراقبة.
وقالت المنظمة إنّ هذه التوصيات لا تزال سارية لكنها أضافت، أمس الإثنين، توصيات تستهدف "الدول التي تشهد تفشياً للوباء، بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا".
كما أصدرت المنظمة توصيات من بينها "إطلاق خطط للنهوض بأنشطة التطعيم ضد الجدري في المناطق التي تمّ فيها رصد إصابات، واستهداف الأفراد المعرضين للعدوى بصورة كبيرة (مخالطو المرضى والمتصلون جنسياً والأطفال والعاملون في مجال الرعاية الصحية).
وفي ما يتعلق بالنقل الدولي، أوصت المنظمة "بإنشاء أو تعزيز اتفاقات التعاون عبر الحدود حول مراقبة ومعالجة الإصابات المشتبه فيها بجدري القرود، ونقل المعلومات إلى المسافرين وشركات النقل".
وأشارت إلى ضرورة تطبيق ذلك "من دون اللجوء إلى القيود العامة على السفر والأنشطة التجارية التي من شأنها أن تؤثر بلا جدوى على الاقتصادات المحلية أو الإقليمية أو الوطنية".
كما دعت البلدان المتضررة إلى إنشاء أو تعزيز آليات لتنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ على المستويين الوطني والمحلي، وتعزيز مراقبة الأمراض ورصدها، والتمييز بين السلالات وإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن الإصابات "في الوقت المناسب وبصورة أسبوعية".
كما حثّت منظمة الصحة العالمية على تحسين الأبحاث ومكافحة الوصمة المرتبطة بالمرض وتحسين مهارات العاملين الصحيين في مجال مكافحة جدري القرود مع تزويدهم معدات الحماية الشخصية.
وبالنسبة للسلالة الفرعية الجديدة التي اكتشفت حديثاً ويمكن أن تكون قائمة بحد ذاتها وليست فقط متطورة عن وسط أفريقيا، حيث يعتقد أنها أكثر انتشاراً وأكثر فتكاً، وتشير بيانات عام 2024 إلى أكثر من 560 حالة وفاة بهذه السلالة من جدري القرود، وهو رقم كبير جداً وربما يتجاوز مجموع عدد ضحايا "جدري القرود" منذ ظهوره، وفق منظمة الصحة العالمية.
وفي هذا السياق، أعرب وزير الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية سامويل-روجيه كامبا عن أمله في تلقي الجرعات الأولى من اللقاحات ضد وباء الجدري الأسبوع المقبل.
وأودى المرض في الكونغو الديمقراطية بما لا يقل عن 570 شخصاً.
وقال مسؤول في وحدة الاستجابة بالكونغو فضّل عدم الكشف عن هويته إنّ بلاده التي تعد نحو 100 مليون نسمة، "تعتزم تطعيم 4 ملايين شخص، من بينهم 3.5 مليون طفل".
وكانت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأفريقي، أعلنت السبت الماضي، أنه تمّ تسجيل إجمالي 18737 إصابة محتملة أو مؤكدة بجدري القرود منذ مطلع العام في أفريقيا.
وأشار التعداد الصادر عن المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنه تمّ تحديد الكثير من متحوّرات الفيروس، إلّا أنّ ثمة 3101 حالة مؤكدة و15636 حالة محتملة و541 حالة وفاة تمّ الإبلاغ عنها في 12 دولة في القارة.
ووفق الوكالة الأفريقية، فقد تمّ تسجيل عدد أكبر من الحالات منذ بداية العام 2024 مقارنة بالعام 2023 بأكمله (14838).
كذلك، تمّ تسجيل أول حالات جدري القردة خارج أفريقيا الأسبوع الماضي، في السويد وباكستان.
ورفع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها قبل أيام درجة التأهب من جدري القرود من "منخفض" إلى "معتدل"، وذلك بعد يوم من تأكيد مسؤولي الصحة العالمية وجود حالة إصابة بسلالة جديدة من الفيروس في السويد، وهي أول إصابة خارج أفريقيا.
وذكرت مديرة هيئة الصحة العامة في الاتحاد الأوروبي أنّ أوروبا ستشهد مزيداً من الإصابات الوافدة بالسلالة الجديدة من جدري القرود خلال الأسابيع المقبلة، إلّا أنّ خطر استمرار انتقال المرض يظل منخفضاً.
وطلب المركز الأوروبي من الدول الحفاظ على أعلى مستويات التوعية بين المسافرين الزائرين من مناطق ظهر فيها المرض.
وقالت مديرة المركز باميلا ريندي فاغنر "بسبب الصلات الوثيقة بين أوروبا وأفريقيا لا بدّ أن نكون مستعدين لمزيد من حالات الإصابة الوافدة (بالسلالة) كليد آي".
وأكّدت باكستان أيضاً اليوم وجود حالة إصابة بفيروس جدري القرود لدى شخص عائد من دولة الإمارات، إلّا أنه لم يتضح ما إذا كانت الإصابة بالمتحور الجديد أم بالسلالة المتفشية عالمياً منذ عام 2022. فيما أعلنت السلطات الصحية الإقليمية عن اكتشاف ثلاث حالات في الأقل.