نبات أفريقي لمعالجة الإدمان والاكتئاب.. ما هو؟
علماء أميركيون يطوّرون مركبين طبيّين لمحاكاة تأثير مادة "الإيبوجين"، التي تتسبّب بهلوسات عميقة، بهدف ابتكار أدوية جديدة لعلاج الإدمان والاكتئاب.
طوّر علماء أميركيون مركبين طبيّين لمحاكاة تأثير مادة "الإيبوجين"، المستخرجة من نبات "الإيبوجا"، التي تنتج عن تعاطيها "هلوسات عميقة"، وذلك بهدف ابتكار أدوية جديدة تساعد في علاج الإدمان والاكتئاب.
ونبات "الإيبوجا" شائع الاستخدام في أفريقيا، وتستخدمه طائفة "بويتي" في الغابون كجزء من ممارساتها الدينية والشفائية، وتقول إنّه "قادر على إحداث هلوسات عميقة، وتجارب روحية فريدة بفضل مادة الإيبوجين المُشتقّة من جذوره".
وفي السنوات الأخيرة، جذبت هذه المادة انتباه العلماء، كعلاج محتمل لإدمان المخدرات، إذ يقول بعض المدافعين عنها إنّها تعمل على تخليص المرضى من أعراض الانسحاب النفسي والبيولوجي للمواد الأفيونية.
وقال الأستاذ في جامعة كاليفورنيا براين شويشت إنّ "المركبين الجديدين غير مرتبطين كيميائياً بمادة الإيبوجين، رغم أنهما يرتبطان عن طريق موقع الناقل العصبي "SERT"، ويمنحان بعض التأثيرات نفسها، لكن بصورة أفضل".
وتابع: "قد تكون الجزيئات نشطة ضد اضطراب الاكتئاب الشديد والأمراض ذات الصلة"، مشيراً إلى أنّه "من المحتمل أن تكون المركبات قادرة على علاج أشياء مثل الانسحاب من المخدرات بشكل أكثر فعالية، لكنّ هذا حالياً مجرد احتمال، إذ لم يُختبر الدواء على البشر بعد".
وتؤدي النواقل العصبية دوراً مهماً في العمليات الفسيولوجية المختلفة، بما في ذلك امتصاص وإطلاق المواد في الدماغ.
ويُعدُّ استخدام "الإيبوجين" لعلاج الإدمان أمراً مثيراً للجدل، وهو لا يزال غير قانوني في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، إذ تم تصنيف المادة كدواء من أدوية الجدول الأول، ما يعني أنّ ثمة احتمالات لسوء استخدامها.
وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، جرّب الأطباء في أوروبا والولايات المتحدة استخدامه في علاج مجموعة متنوّعة من الأمراض، لكن الدواء لم يلق قبولاً على نطاق واسع، وأصبح في النهاية غير قانوني في بلدان عديدة.