ما العلاقة بين الخرف و"الفياغرا"؟ دراسة جديدة تجيب!
دراسة تظهر أنّ "الفياغرا" تعزز تدفق الدم في الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة في الدماغ لدى المرضى الذين يواجهون أخطاراً متزايدة للإصابة بالخرف.
أظهرت دراسة حديثة لباحثين من جامعة "أكسفورد" البريطانية أنّ "الفياغرا" يمكن أن تؤدي دوراً حاسماً في الوقاية من الخرف.
فقد تلقى 75 شخصاً من المشاركين في الدراسة عقار "الفياغرا" إلى جانب دواء وهمي، وعقار مماثل للفياغرا يسمى "سيلوستازول"، على مدار ثلاثة أسابيع وبترتيب عشوائي.
وأظهرت النتائج أنّ "الفياغرا" تعمل على تعزيز تدفق الدم في الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة في الدماغ، وتقلل كل من "الفياغرا" و"سيلوستازول" من مقاومة الأوعية الدموية في الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، تبين أنّ هناك آثار جانبية أقل لدى استخدام "الفياغرا" مقارنة بـ"سيلوستازول"، وخصوصاً في ما يتعلق بتقليل حدوث الإسهال.
كما أظهرت الدراسة أنّ عقار "سيلدينافيل" يعزز كذلك وظيفة الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة في الدماغ لدى المرضى الذين يواجهون أخطاراً متزايدة للإصابة بالخرف.
ورأى الخبراء أنّ هذا البحث قد يكون نقطة تحول في العلاج والوقاية من "الخرف الوعائي"، الناتج عن ضعف تدفق الدم إلى الدماغ الذي يفتقر حالياً إلى أدوية فعّالة.
وأوضح الدكتور ألاستير ويب - أستاذ مشارك في الدراسة من "مركز وولفسون للوقاية من السكتة الدماغية والخرف" Wolfson Centre for Prevention of Stroke and Dementia في جامعة أكسفورد، أنّ "هذه هي أول تجربة تظهر أنّ السيلدينافيل يصل إلى الأوعية الدموية في الدماغ لدى الأشخاص الذين يعانون هذه الحالة، مما يحسن تدفق الدم واستجابة هذه الأوعية الدموية".
وقال ويب: "يرتبط هذان العاملان الرئيسان بالضرر المزمن للأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ وهو السبب الأكثر شيوعاً للخرف الوعائي".
وأضاف: "هذا يدل على قدرة السيلدينافيل الذي لا يسبب آثاراً ضارة، وهو متوفر على نطاق واسع للوقاية من الخرف"، لكنه أشار إلى أنّ هذا الأمر "يحتاج إلى اختبار في تجارب أكبر".
الدراسة نُشرت في مجلة "سيركولايشن ريسيرتش" Circulation Research وتعرّض الأشخاص الـ75 خلال التجارب لسكتة دماغية بسيطة. كما أظهروا علامات على الإصابة بمرض الأوعية الدموية الصغيرة بدرجة خفيفة إلى متوسطة.
يقول الباحثون في هذه الدراسة "إنّ هناك حاجة إلى إجراء مزيد من التجارب لتأكيد هذه النتائج واكتشاف إمكانات السيلدينافيل في الوقاية من الخرف الوعائي على نطاق أوسع".
وتجدر الإشارة إلى أنه تمّ تمويل الدراسة والأبحاث من قبل مؤسسة "ويلكام ترست" The Wellcome Trust (مؤسسة خيرية عالمية في المملكة المتحدة تدعم العلماء والباحثين) وبدعم من "المعهد الوطني للبحوث الصحية"National Institute for Health and Care Research (NIHR).