ماذا نعرف عن فائدة الصيام المتقطع؟
من وجهة نظر فسيولوجية، الشعور بالجوع هو الشعور بحاجة الجسم إلى العناصر المغذية، ويجب أن يكون التبديل بين الصيام وتناول الطعام وفق جدول منتظم.
قام الباحثون بمراجعة منهجية للدراسات البشرية التجريبية والرصدية التي أجريت في الفترة من كانون الثاني/يناير 2000 إلى كانون الأول/ديسمبر 2023 ونشرت في قواعد البيانات الرئيسية.
وتشير المراجعة إلى أن الصيام المتقطّع "له تأثيرات متفاوتة على مستويات عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ والوظائف المعرفية لدى الأفراد الأصحاء الذين يعانون من زيادة الوزن/السمنة، والمرضى الذين يعانون من حالات التمثيل الغذائي".
ويجد المؤلفون أن العلاقة بين الصيام المتقطّع وعامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ لها أهمية قصوى مع لجوء المزيد من الناس إلى الصيام كممارسة صحية.
وتأتي هذه الدراسة في الوقت الذي يستعد فيه أكثر من ملياري مسلم حول العالم لصيام شهر رمضان.
وكشفت الدكتورة يكاتيرينا نيسفيت، الخبيرة في القسم العلمي بالمعهد الدولي للتغذية التكاملية، أن هدف الصيام المتقطّع هو تحويل الجسم إلى استهلاك موارده الخاصة.
اقرأ أيضاً: الصيام المتقطّع وأفضل النصائح الطبية لممارسته
وتشير في حديث لـ Gazeta.Ru، إلى أنه من وجهة نظر فسيولوجية، الشعور بالجوع هو الشعور بحاجة الجسم إلى العناصر المغذية. ويحتوي جسم الإنسان على هرمونين خاصين مسؤولين عن تنظيم الجوع: الغريلين والليبتين. ينتج الغريلين في المعدة ويسبّب الجوع، واللبتين في الأنسجة الدهنية ويكبح الشهية.
وتقول: "بفضل وجود مرحلتين للجوع- جوع حسيّ (يحدث بسبب تهيّج المستقبلات الميكانيكية للمعدة الفارغة والاثني عشر) والتمثيل الغذائي (يبدأ من لحظة انخفاض مستوى العناصر الغذائية في الدم والكبد والعضلات المخططة والألياف الدهنية "تنغلق" لمنع استهلاك العناصر الغذائية) - يمكن بسهولة أن يحدّد الشخص إذا كان جائعاً أم لا ، حيث تنتقل النبضات من المعدة إلى مركز الجوع في الدماغ، ونشعر بأحاسيس على شكل حرقة في المعدة، غثيان، شعور بالضعف العام، والدوخة".
ووفقاً لها، كقاعدة عامة، لكي تختفي الأعراض، يجب تناول الطعام، لاستعادة الصحة والأداء الجيد بشكلٍ طبيعي. ولكن البعض لا يتحمّلون الجوع وقد يعانون من "ارتعاش الأيدي" أو "التعرّق". قد يكون هذا أحد أعراض نقص السكر في الدم، وهو مظهر من مظاهر مقاومة الأنسولين. في هذه الحالة، من الضروري استشارة طبيب متخصص.
وأوضحت أنه يجب أن يكون التبديل بين الصيام وتناول الطعام وفق جدول منتظم.
وتقول: "عند تناول الشخص الكربوهيدرات بانتظام، يعتمد جسمه عليها، وبالتالي، يعيش باستمرار مع الشعور بنقص الطاقة. وأثناء الصيام المتقطع، يحصل الجسم على فرصة "تطهير" البيئة الداخلية - حرق الدهون الزائدة، وتنشيط الاستجابة المناعية.
وتزداد حساسية الخلية للأنسولين، ويقوم الجسم، بعد التعافي من الجوع، بإنتاج الطاقة بشكل أفضل من المواد الغذائية المتاحة. كما أن الصيام المتقطّع يساعد على تجديد الميتوكوندريا - محطات الطاقة داخل الخلايا في الجسم. ولكن عند الإكثار من تناول الطعام، تتهالك وتتراكم الطفرات الجينية".