كورونا إلى المجهول!

نتوقع أن نرى موجة مرضية مدفوعة بالموسمية في الخريف والشتاء المقبلين ، ولكن من المحتمل أن تبلغ ذروتها في المستشفى بطريقة أقل بكثير من مستوى الموجة التي عشناها فيما لو "بقي أوميكرون هو المتحوّر المُسيطر".

  • كورونا إلى المجهول!
     تم تصنيف أكثر من 12 سلالة مؤتلفة من SARS-CoV-2.

في وقتٍ تتابع فيه منظمة الصحة العالمية السلالات الفرعية لمتحوّر أوميكرون و متحوراته الشقيقة - BA.4، BA.5، BA.2.12.1 ، بدأ يطفو على المشهد صورة ضبابية لما قد يحدث خلال الأشهر القادمة في ظل سرعة انتشار أعلى للأنساب.

وهذا هو ما دفع رئيس المنظمة للتحذير و حثّ الدول إلى مواصلة مراقبة العدوى قائلاً "إن العالم بات أعمى" في كيفية انتشار فيروس كورونا بسبب انخفاض معدلات الاختبار.

إن استمرار الفيروس بالتحوّر و تسلله بصمت عالمياً ، يضعنا أمام سيناريو خطير للغاية قد تكون له تداعيات و تأثيرات رهيبة على البيئة والبشر. وتحديداً إذا ما تم استخدام أسلحة غير تقليدية (بيولوجية) عند اتساع رقعة الصراع  الغربي - الروسي.

حتى الآن منذ بدء الجائحة ، تم تصنيف أكثر من 12 سلالة مؤتلفة من SARS-CoV-2.

ويشهد العالم اليوم انتشاراً لمتحور XE أو ما يُطلق عليه "Omicron XE" (شكل ١) الناجم عن اندماج سلالتين من سلالات Omicron BA.1 و BA.2 معاً (Hybrid) في مضيف واحد.

في الإطار العلمي ، يختلف Omicron XE في كيفية نشأته عن متحورات Delta و Omicron ، التي ظهرت عن طريق الطفرة. تبلغ سرعة انتقاله بنحو 30% عنBA.1 و BA.2 ، كما أنه يسبب عوارض مشابهة كونه مؤلف من ذات الأنساب.  

مدة الحصانة المُكتسبة

مع انتشار أوميكرون عالمياً أواخر العام المنصرم والمراهنة على توطّن الفيروس، بدأت التوقعات على مدى 6 أشهر أكثر إشراقاً مما كانت عليه في أي وقت من العامين الماضيين.

لكن مع ظهور متحور Omicron XE و طفراته ، فإن العديد من أوجه عدم اليقين بدأت تخفف من حدة التفاؤل، بدءاً بمدة الحصانة المُكتسبة.

تشير الدلائل إلى أن كُلاً من المناعة الطبيعية والتي يسببها اللقاح تتضاءل بمرور الوقت ، وخاصة ضد العدوى . في حين أننا لا نعرف حتى الآن المدى الكامل لتضاؤل ​​مناعة أوميكرون ، إذّ تشير الأدلة العلمية إلى أن أولئك الذين تلقوا 3 جرعات من اللقاح قد يستفيدون من الحماية على المدى المتوسط.

في الوقت ذاته ، كان الامتصاص المعزز أقل بكثير من تغطية الجرعتين الأولى والثانية في العديد من البلدان.

مما لا شك فيه أن العالم سيكون أمام موجة وبائية جديدة. يشير تحليل السيناريو (شكل ٢) إلى أنه من المُرجح أن تستمر حالات الإستشفاء المرتبطة بأوميكرون في الانخفاض وأن تظل عند مستويات منخفضة نسبياً خلال فصلي الربيع والصيف

 موجة مرضية مدفوعة بالموسمية

بعد ذلك نتوقع أن نرى موجة مرضية مدفوعة بالموسمية في الخريف والشتاء المقبلين ، ولكن من المحتمل أن تبلغ ذروتها في المستشفى أقل بكثير من مستوى الموجة التي عشناها فيما لو "بقي أوميكرون هو المتحوّر المُسيطر".

لكن مع ظهور متحوّر أكثر خطورة مع تراجع المناعة المُكتسبة ، ستكون الأمور بمكان أخر. 

إنّ وجود متحورات جديدة مثيرة للقلق (VOC) ، مع تراجع المناعة المُكتسبة في ظل التفلّت من قيود إجراءات السلامة الصحية ، سيأخذ البشرية إلى مواجهة بيولوجية جديدة. 

في هذه المواجهة سيكون للمتحوّر الجديد الكلمة العُليا، فهو من يحدد طبيعة العوارض بمنأى عن مستوى الحصانة.  لذا ، كلما كان التحذير مُبكراً كلما كان العالم لديه القدرة على النجاة و المواجهة. 

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.