عملية زرع النخاع الشوكي تعيد الحركة لرجل مصاب بالشلل التام

مجموعة من الجراحين تتمكن من مساعدة أشخاص مصابين بالشلل التام في استعادة قدرتهم على الحركة بواسطة نبضات كهربائية تحاكي عمل الدماغ.

  • عملية زرع النخاع الشوكي تعيد الحركة لرجل مصابٍ بالشلل التام
    عملية زرع النخاع الشوكي

تعرض رجل يدعى ميشيل روكاتي لحادث دراجة نارية أدى إلى إصابة الجزء السفلي من جسده بالشلل التام، ليعود في عام 2020، إلى المشي مرة أخرى، بفضل عملية زرع الحبل الشوكي الجديدة المبتكرة.

حيث يرسل الزرع نبضات كهربائية إلى عضلاته، تحاكي عمل الدماغ، ويمكن أن تساعد يوماً ما الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة في العمود الفقري على الوقوف والمشي والتمرين.

وهذا يعتمد على بحث طويل الأمد في استخدام النبضات الكهربائية لتحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، بما في ذلك دراسة أجراها الفريق نفسه عام 2018 والتي ساعدت الأشخاص المصابين بالشلل الجزئي في الجزء السفلي من الجسم على المشي مرة أخرى.

غرسة بطول 6 سنتيمترات

وكان روكاتي أحد ثلاثة مرضى شاركوا في الدراسة، التي نُشرت يوم الإثنين في مجلة Nature Medicine، وجميعهم غير قادرين على تحريك الجزء السفلي من أجسامهم بعد الحوادث.

ولكن الثلاثة تمكنوا من اتخاذ خطوات بعد فترة وجيزة من إدخال الغرسة التي يبلغ طولها ستة سنتيمترات وضبط نبضاتها.

وقالت جوسلين بلوخ، جراحة الأعصاب في مستشفى جامعة لوزان والتي ساعدت في قيادة التجربة: "كانت هذه الأقطاب أطول وأكبر من تلك التي زرعناها سابقاً، ويمكننا الوصول إلى المزيد من العضلات بفضل هذه التكنولوجيا الجديدة".

وكانت تلك الخطوات الأولية، رغم أنها تحبس الأنفاس للباحثين ومرضاهم، صعبة وتتطلب قضبان دعم وقوة كبيرة للجزء العلوي من الجسم، ولكن يمكن للمرضى البدء في إعادة التأهيل أنفسهم على الفور.

وأصبح روكاتي الآن "قادراً على الوقوف لمدة ساعتين، والمشي لمسافة كيلومتر واحد تقريباً دون توقف".

النبضات عبر جهاز كمبيوتر يحمله المريض

وتعتمد التحسينات على التحفيز الكهربائي، الذي يتم تشغيله عبر جهاز كمبيوتر يحمله المريض وينشط نمطاً من النبضات، ويمكن الآن لاثنين من المرضى تنشيط عضلاتهم بشكل طفيف دون نبضات كهربائية، ولكن بشكل ضئيل فقط.

وحتى الآن، الغرسات مناسبة فقط لمن لديهم إصابة فوق الجزء السفلي من الحبل الشوكي الصدري، وهو الجزء الممتد من قاعدة العنق إلى البطن، لأن هناك حاجة إلى ستة سنتيمترات من الحبل الشوكي السليم.

وحذر الفريق من أنه لا يزال هناك عمل كبير قبل أن تصبح الغرسة متاحة للعلاج خارج الدراسات السريرية، حيث قالت بلوخ إنها وكورتين تتلقى حوالي خمس رسائل يومياً من المرضى المحتملين الذين يسعون للحصول على المساعدة.

ويخططون بعد ذلك لتصغير الكمبيوتر الذي ينشط النبضات بحيث يمكن زراعته أيضاً في المرضى والتحكم فيه باستخدام هاتف ذكي، ويتوقعون أن يكون هذا ممكناً هذا العام، ولديهم خطط لتجارب واسعة النطاق تشمل 50-100 مريض في الولايات المتحدة ثم أوروبا.