علماء يقرصنون الجينات لعلاج الصلع
يمثّل اكتشاف جامعة كاليفورنيا تحوّلاً في علاج الصلع في ظلّ تنافس بين المختبرات الممولة من الشركات التجارية على إيجاد حلول أقل كلفة وتعقيداً.
ابتكر فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا آلية جديدة لعلاج الصلع عبر تحفيز الخلايا الجذعية على إنتاج بصيلات الشعر، في خطوة متقدّمة على صعيد مكافحة الحالة التي يعاني منها ثلثا الرجال الأميركيين بحلول عمر الـ 35.
وعمل الباحثون على تعديل تحديد مسار الإشارات الذي يدفع نمو الشعر لإيجاد طرق جديدة لمنع الخلايا الجذعية من التخلي عن إنتاج بصيلات الشعر.
وبحسب ورقة العمل المنشورة في مجلة "ديفولبمنتال سل"، تم اجراء تجارب على فئران خضعت لتعديل وراثي لتشغيل مسار إشارات نمو الشعر بشكل دائم، وكانت النتيجة التي أذهلت الجميع أن شعر الفئران نما بسرعة كبيرة، الأمر الذي اعتبره العلماء خطوة واعدة نحو التخلي عن الخيارات البديلة في مكافحة الصلع كزراعة الشعر والعقاقير المكلفة.
ووجد فريق الباحثين، باستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي، أن جزيئاً يسمى SCUBE3 يخترق البصيلات لإنتاج الشعر مرة أخرى لدى الفئران التي تم تعديل جيناتها. وقد نجحت التقنية نفسها في الفئران التي تم حقن جلودها ببصيلات شعر بشرية.
واعتبر كريستيان خواريز، أحد الباحثين المشاركين في الاكتشاف الثوري، ان هذه التجارب "تُثبت أن جزيئات SCUBE3 أو الجزيئات المشتقة منها، يمكن أن تكون علاجاً لتساقط الشعر".
أهمية هذه الخطوة
وعلى الرغم من أهمية الخطوة ونجاحها على الفئران، إلا أنه من المفترض أن يتم العمل بشكلٍ متواصل قبل أن يستخدم العلاج على البشر، بحسب ماكسيم بليكوس، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا، الذي أكد عدم وجود مانع في أن يكون SCUBE3 في المستقبل القريب، علاجاً بسيطاً يشبه حقن البوتوكس لمرضى الصلع، من خلال حقن الجزيء في فروة الرأس عند مستوى أقل من ملليمتر واحد في الجلد، في وقت لا يتجاوز 20 دقيقة.
وتكمن إحدى مشاكل التقنية الجديدة في عدم وجود بصيلات شعر أساساً لدى الأشخاص الذين يعانون من الصلع التام، ما يعني أنه سيكون على الأطباء زرع بصيلات جديدة أولًا قبل تطبيق التقنية المكتشفة.
ويمثّل اكتشاف جامعة كاليفورنيا تحوّلاً في علاج الصلع في ظلّ تنافس بين المختبرات الممولة من الشركات التجارية على إيجاد حلول أقل كلفة وتعقيداً.
وكانت مجموعة أخرى من العلماء قد نجحت مؤخراً في تطوير تقنية لعلاج الصلع عبر حقن الجلد بإبر مجهرية وجسيمات نانوية قابلة للذوبان ما يؤدي إلى وصول الأدوية اللازمة في الطبقات الداخلية للجد وتحفيز تجديد الشعر.
ولا تقتصر فعالية العلاج بتقنية الـ"نانو" على حالات الصلع فقط، بل تفتح الباب واسعًا أمام علاج العديد من الأمراض الجلدية الأخرى.