علاج نفسي عبر 5 طرق قد يمنحك السعادة!
هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول العلاج النفسي تجعل بعض الأشخاص يشعرون بوصمة العار إذا لجأوا إلى معالج نفسي.. ولكن اتخاذ القرار للقيام بالعلاج يمكن أن يؤدي في النهاية إلى جعلك أكثر سعادة عبر خمسة طرق، وفق خبراء نفسيين.. ما هي؟
لا يتردّد غالبيتنا في الحصول على المساعدة، عندما يتعلق الأمر بالصحة البدنية. لكن غالباً ما يتم التغاضي عن حاجة الفرد إلى علاج صحتة النفسية، ما قد يؤدي إلى أزمة أكبر في الصحة العقلية.
تقول الطبيبة النفسية، لوري غوتليب، لكبير الأطباء في شبكة "سي أن أن" الدكتور سانجاي غوبتا، في البودكاست الخاص به Chasing Life: "لا يأتي الناس للعلاج، إلا بعد إصابتهم بما يُعادل نوبة قلبية عاطفية".
وقامت غوتليب بتأليف كتاب "ربما عليك التحدث إلى شخص ما"، وهي أحد مقدمي بودكاست "Dear Therapists"، وكاتبة عمود النصائح الأسبوعي "Dear Therapist" في مجلة "The Atlantic".
قد يكون السبب وراء التردّد في العلاج النفسي الشعور بوصمة العار، أو الشك في قيمة العلاج، أو التكلفة من حيث الوقت والمال، أو مجرد عدم اليقين بشأن كيفية سير العلاج ونتائجه.
وفقاً لاستطلاع أجراه "مركز بيو للأبحاث" في أيار/مايو، 31% من المشاركين يقولون إنهم يشعرون بالراحة إلى حد ما فقط عند التحدث إلى معالج حول صحتهم العقلية، فيما أعرب 18% منهم عن عدم ارتياحهم الكبير أو عدم ارتياحهم بالمطلق.
وتقول غوتليب "إنّ هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول العلاج، وأعتقد أنّ هذا ما يمنع الناس من زيارة (المعالج النفسي) على الأرجح"، موضحةّ أنّ "اتخاذ القرار للقيام بالعلاج النفسي، يمكن أن يؤدي في النهاية إلى جعلك أكثر سعادة".
كيف يمكن للعلاج النفسي أن يحفز شعورك بالسعادة؟
قدّمت غوتليب أهم 5 أسباب لإيجاد السعادة من خلال تلك الآلية:
1. العلاج يقدم وجهة نظر
وصفت غوتليب العلاج بأنّه "يشبه الحصول على رأي ثانٍ جيد حقاً في حياتك، من شخص ليس موجوداً حقيقة في حياتك. "عندما نحاول الحصول على نصيحة أو توجيه من الأشخاص المقرّبين منا، يصعب عليهم فصل العلاقة التي تربطهم بنا، والنظر إلى المشكلة بموضوعية".
وأشارت إلى أنّ الأصدقاء يقدمون لنا "تعاطفاً أحمقاً"، إذ يؤكدون صحة مشاعرنا بإخلاص في كثير من الأحيان من دون الإشارة إلى دورنا في أي صراعات، لافتةً إلى أنّ المعالجين يتمكنون من منحنا "التعاطف الحكيم".
وأوضحت: "نحن نرفع لك مرآة، ونساعدك على رؤية أمر ما يقف عائقاً أمامك، ربما لم ترغب برؤيته. نحن نساعدك على رؤية أمر يمكنك تغييره بشكل فعال. وأعتقد أنّ ثمة ما هو تمكيني للغاية في ذلك، وهو قابل للترجمة إلى العديد من العلاقات المختلفة".
2. العلاج عبارة عن مساحة آمنة
ووفق غوتليب فإنّ العلاج "يمكن أن يجعلك أكثر سعادة، لأنه يساعدك على أن تكون متعمّداً حقاً بشأن ما تريده في حياتك".
وتابعت: "في العلاج، لديك مساحة حيث يمكنك حقًا طرح تلك الأسئلة الصعبة، ولا أحد يحكم عليك، ولا أحد يحاول أن يقول لك: حسناً، لديك ما يكفي بالفعل".
3. العلاج يساعد على التواصل مع الآخرين
تفشى في العصر الحديث وباء الوحدة، وفاقمت الجائحة الأمر. لذا يمكن للعلاج أن يكون جسراً.
وقالت غوتليب: "أعتقد أن الكثير من الناس يريدون تواصل أعمق، وروابط ذات معنى أكبر، لكنهم لا يعرفون كيفية القيام بذلك"، مضيفةً: "أعتقد أننا جميعاً نشأنا مع أفكار معينة حول شكل العلاقات، وكيف تبدو الصداقات. (لكن) لسنا دوماً على دراية بالطرق التي يمكننا من خلالها منع أنفسنا من إقامة علاقات ذات معنى أكبر".
وأعربت عن اعتقادها أنه "من خلال العلاج، يتعلم الفرد كيفية خلق التواصل في حياته، وهو أحد العوامل الأكثر تأثيراً عندما يتعلق الأمر بالسعادة".
4. العلاج يساعدنا على رؤية الصورة الكبيرة
يساعد العلاج الأشخاص على رؤية أنفسهم كجزء من قوى أكبر، وليس مجرد أفراد تشكلوا من دون أي تأثيرات خارجية.
وأوضحت غوتليب: "نشعر أحياناً أنّ المشاكل موجودة نوعاً ما، ولا نعرف حقاً أننا جزء من تلك الديناميكية، جزء من تلك الرقصة. (العلاج) يساعدك على معالجة هذا العمل غير المكتمل".
وأشارت أيضاً إلى أنّ "(العلاج) هو المكان الذي يمكنك أن تقول فيه: "ما الأمور القديمة التي أحملها معي، والتي لا أدرك حتى أنني أحملها"؟، مؤكدةً "هذا يجعلك أكثر سعادة لأنك لا تتحمل عبء أمر حدث منذ وقت طويل".
5. العلاج يساعدنا على التحكم في قصتنا
حياة الفرد عبارة عن قصة، والعلاج يمكن أن يساعد في فهمها.
وختمت غوتليب مشيرةً إلى أنه "عندما تفكر في حياتك.. فهي في الحقيقة قصص. (العلاج) يساعدك على توضيح قصتك، والأخذ بزمام رواية قصتك"، كما أنه "يساعدك على تولي السلطة في حياتك الخاصة".