ما هو التهاب البروستاتا؟ 

التهاب البروستاتا هو اضطراب يصيب غدة البروستاتا التي تقع أسفل المثانة عند الرجال، يسبّب ألمًا شديدًا عند التبول وآخر في الفخذ أو منطقة الحوض والأعضاء التناسلية. قد تؤدي بعض أنواع البكتيريا إلى التهابات البروستاتا ويوجد بشكل عام أربع أنواع منها: التهاب البروستات الجرثومي الحاد، التهاب البروستات الجرثومي المزمن، متلازمة آلام الحوض المزمنة، والتهاب البروستات الالتهابي من دون أعراض. يختلف علاج البروستاتا مع اختلاف نوع الالتهاب.

اقرأ أيضا: كيف يمكن علاج التهاب اللثة؟

علاج التهاب البروستاتا نهائيا 

يعتمد علاج البروستاتا على تشخيص نوع الالتهاب وأعراضه، ويوجد علاج لجميع الحالات. كما يمكن استخدام أكثر من واحد في الوقت نفسه. وبالرغم من فعالية العلاج إلّا أنّه من المحتمل عودة الالتهاب أحيانًا حتّى بعد الشفاء. تتمثّل أهم الطرق في:

علاج العدوى الجرثومية 

يجب تناول المضادات الحيوية  لعلاج التهاب البروستاتا الجرثومي الحاد أو المزمن. وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تناولها عن طريق الوريد (IV) في المستشفى. ويجب على المريض الالتزام بتناول جميع الأدوية الموصوفة له للقضاء على العدوى وتقليل خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا الجرثومي المزمن.

علاج الأعراض البولية

يمكن لبعض الأدوية، مثل حاصرات ألفا، أن تساعد في إرخاء عنق المثانة والألياف العضلية، باعتبار أنّ البروستاتا تلتقي بالمثانة. ويساعد هذا العلاج في التخفيف من الأعراض البولية، مثل صعوبة التبول والبول المؤلم . يتم وصف هذا العلاج للمصابين بالتهاب البروستاتا المزمن والتهابات البروستاتا البكتيرية.

علاج الألم 

تساعد بعض مسكنات الألم في تسكين الآلام المزعجة الناتجة عن التهاب البروستاتا. وقد تشمل الأسيتامينوفين كالتايلينول والبنادول أو الإيبوبروفين كالأدفيل والموترين آي بي. 

اقرأ أيضا: مُسكّن مُستخلص من الأعشاب ويُعالج الإدمان...ومُكتشفه صيدلي لبناني

علاج الأعراض النفسية 

في بعض الأحيان، يُنصح بالعلاج النفسي مع أخصائي للمساعدة في إدارة ومعالجة التوتر، الاكتئاب والقلق المرافق للألم المزمن.

علاج البروستاتا بالثوم 

استُخدم الثوم كعلاج طبيعي للعديد من الأمراض منذ آلاف السنين، وأهمها علاج البروستاتا بسبب تأثيره المضاد للالتهاب والأكسدة. أظهرت الدراسات التي أجريت على فئران المختبر، أنّه بعد أربعة أسابيع من تناولهم الثوم،  تقلَّص لديهم حجم البروستاتا والالتهاب الناجمين عن تغيّر هرمون التستوستيرون المسبّب لتضخم البروستاتا الحميد (BPH). كما أظهرت الدراسات الحديثة أنّ للثوم خصائص مضادة للسرطان تؤدي إلى تقليل الالتهاب، إيقاف نمو الخلايا السرطانية والحث على موتها. 

كم مدة علاج التهاب البروستاتا؟

يمكن أن تستمر فترة العلاج بالمضادات الحيوية لمدة أسبوعين إلى 4 أسابيع، وقد تصل إلى 6 أسابيع وأكثر في بعض الحالات المزمنة. لذا، يجب الالتزام بأخذ جميع الأدوية الموصوفة بانتظام للتخلص من الالتهاب في أسرع وقت ممكن وتجنب تفاقمه أو تجدده.

علاج تضخم البروستاتا

ينتُج تضخم البروستاتا الحميد (BPH) عن تكاثر خلايا غدة البروستاتا. إذ تتسبب هذه الخلايا الإضافية في تضخم غدة البروستاتا، الأمر الذي يضغط على مجرى البول ويحد من تدفقه. ينقسم علاج البروستاتا  المتضخمة إلى أربعة مراحل رئيسية، سنذكرها فيما يلي:

اقرأ أيضا: دراسة: نمط حياتك قد يتنبأ بعمرك الافتراضي

تغييرات في نمط الحياة 

يمكن تجنب أعراض البروستاتا وتخفيفها عن طريق القيام بتغييرات بسيطة في نمط حياتك، مثل:

- التخفيف من شرب المشروبات الغازية والكحولية، والكافيين والمحليات الصناعية، التي تهيج المثانة وتجعل أعراض المسالك البولية أسوأ.

-التخفيف من شرب السوائل وخاصة في المساء قبل النوم.

- الحرص على تفريغ المثانة والذهاب إلى المرحاض قبل الرحلات الطويلة.

- فحص الأدوية الخاصة بك والتأكد من عدم تأثيرها على الأعراض البولية لديك.

- تناول المزيد من الألياف الموجودة في الفاكهة والخضروات والحبوب يساهم في علاج البروستاتا المتضخمة. إذ يساعد على تجنب  الإمساك الذي يؤثر سلبا على تضخمها. 

-استخدام فوط صحية أو سراويل قطنية لامتصاص أي تسرب.

- تدريب المثانة على الاستمرار لفترة أطول دون التبول.

اقرأ أيضا: إلتهاب المسالك البولية

الأدوية

إذا لم تكن التغييرات في نمط الحياة كافية للتخفيف من تضخم البروستاتا، يُمكن الانتقال أو اللجوء إلى الدواء مثل:

- حاصرات ألفا (التامسولوسين والفوزوزين) التي تساعد عضلات غدة البروستاتا وقاعدة المثانة على الإرتخاء وتسهل التبول.

- مضادات مفعول الكولين الي تساعد عضلة المثانة على الإسترخاء، في حال كانت نشطة بشكل مفرط.

-  مثبطات اختزال 5-ألفا (فيناسترايد ودوتاستيريد) التي تقلص غدة البروستاتا عند تضخمها.

- مدرات البول التي تُسرع من إنتاج البول خلال النهار لتقلل من كميته أثناء الليل، واحد من طرق علاج البروستاتا المتضخمة. 

- ديزموبريسين الذي يبطئ من إنتاج البول ويقلل من كميته في الليل.

القسطرة البولية أو الميل 

القسطرة البولية عبارة عن أنبوب لين يستخدم لنقل بول المثانة إلى خارج الجسم. ففي حال استمرت مشكلة احتباس البول لفترة طويلة على بالرغم من استخدام الأدوية، فأنت تعاني من  احتباس البول المزمن وتحتاج إلى قسطرة بولية لتصريف المثانة. يمكن تمريرها عبر القضيب أو من خلال ثقب صغير في البطن فوق العانة. كما يُنصح بقسطرة قابلة للإزالة أو قسطرة تبقى في المثانة لفترة أطول من الوقت.

اقرأ أيضا: غزة: تحذير من توقف أقسام القسطرة القلبية في المستشفيات

الجراحة وإجراءات الأخرى 

قد تكون الجراحة الحل الأخير والأنسب لمعالجة أعراض المسالك البولية إذا لم تنجح العلاجات الأخرى. ومن أهم الجراحات:

- استئصال البروستات عبر الإحليل (TURP)، وهي عملية إزالة جزء من غدة البروستاتا باستخدام جهاز منظار القطع الذي يمر عبر الأنبوب . يسمح الأخير بخروج البول من خلاله إلى خارج الجسم. تناسب هذه العملية الرجال الذين لديهم تضخم في البروستاتا.

- استئصال البروستاتا المفتوح، حيث تُستأصل غدة البروستاتا من خلال جرح في جسمك. هذا نوع من علاج البروستاتا المناسب للرجال الذين لديهم تضخم في البروستاتا بحجم معين.

- رأب المثانة، وهو إجراء لزيادة حجم المثانة عبر خياطة قطعة من أنسجة الأمعاء في جدار المثانة. تساعد الرجال الذين يعانون من انقباض عضلات المثانة قبل الامتلاء.

-غرسات رفع الاحليل البروستاتي (PUL) ، حيث يتم إدخال غرسات تبقي البروستاتا المتضخمة بعيدًا عن مجرى البول وتمنع انسداده. يساعد هذا الإجراء في التخفيف من أعراض الألم والصعوبة عند التبول.

- انصمام شريان البروستاتا الذي يتضمن إدخال قسطرة في أحد شرايين الفخذ أو الرسغ وتمريره إلى الأوعية الدموية في غدة البروستاتا. يتم حقن جزيئات بلاستيكية صغيرة في هذه الأوعية من أجل علاج البروستاتا، حيث تقلّل إمداد غدة البروستاتا بالدم مما يؤدي إلى تقلصها.

- توكسين البوتولينيوم الذي يتضمن حقن توكسين البوتولينوم في جدران المثانة. يساعد هذا الإجراء الرجال الذين تنقبض عضلات المثانة لديهم قبل امتلاء المثانة.

- تحويل مجرى البول، وهو إجراء يتضمن ربط الأنابيب التي تربط الكليتان بالمثانة مباشرة إلى خارج الجسم، بحيث يُجمع البول دون أن يتدفق إلى المثانة. يناسب للرجال الذين لا يمكنهم  السيطرة على أعراضهم عن طريق الإدارة الذاتية والطب.

- تحفيز جذر العصب العجزي المزروع الذي يتضمن زرع جهاز كهربائي صغير تحت الجلد، ليرسل دفعات من الإشارات الكهربائية إلى المثانة ونظام البول لتحكم أفضل. يناسب الرجال الذين تنقبض لهم عضلات المثانة قبل امتلائها.

- الاستئصال بالماء، يتم خلاله استخدام ضغط الماء أو البخار لتدمير بعض أنسجة البروستاتا وتصغيرها.

اقرأ أيضا: تطوّر جديد في تقنية تفتيت حصى الكلى

علاج احتقان البروستاتا

احتقان البروستاتا  هو حالة مرضية شائعة ناتجة عن تجمع السوائل في غدة البروستاتا، والتي تؤدي إلى تورمها والالتهاب أحيانًا. يمكن علاج البروستاتا واحتقانها من خلال:

- إطلاق تراكم السوائل عن طريق ممارسة الجماع بشكل منتظم للتخفيف من التوتر والضغط على البروستاتا.

- التدليك الطبيعي للبروستاتا عن طريق  ممارسة الرياضة، بما في ذلك رياضة المشي السريع.  

- التدليك الفيزيائي يجريه طبيب المسالك البولية للبروستاتا من أجل التخفيف من احتقانها. 

- تناول بذور اليقطين التي تمنع احتقان البروستاتا لاحتوائها على الأحماض الأمينية والدهنية غير المشبعة والفيتامينات.

- تناول الأناناس والبطيخ كونهما يساعدان في تقليل التبول المتكرر.

- استخدام جرعة صغيرة من الزنك (25 ملغ) للتخفيف من إنتاج السوائل التي تسبب الاحتقان.

- استخدام مثبطات إنزيم المختزل 5-ألفا (فيناسترايد) عند الاحتقان الشديد لتقليل كمية إنتاج السائل الجنسي.

اقرأ أيضا: حقن للرجال ... لمنع الحمل

التهاب البروستاتا هو عارض مزعج يهدد الرجال إلّا أنه لا يعد من الحالات الخطيرة.  إذ يمكن علاج البروستاتا بعدة وسائل، منها الطبيعية مثل تغييرات في نمط الحياة، اللجوء إلى مأكولات مفيدة معينة والقيام بالرياضة المنتظمة. ومنها الطبية مثل تناول بعض الأدوية المخصصة والعمليات الجراحية.