سبب محتمل للصداع النصفي؟

باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا يستخدمون التصوير بالرنين المغناطيسي فائق الدقة ليجدوا أنه عند الإصابة بالصداع النصفي تتضخم المساحات بين الأوعية الدموية في الدماغ بشكلٍ غير عادي وتمتلئ بالسوائل.

  • دراسة: الصداع النصفي يضخم المساحات بين الأوعية الدموية في الدماغ
    دراسة: الصداع النصفي يضخّم المساحات بين الأوعية الدموية في الدماغ

وجد باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي فائق الدقة أنه عند الإصابة بالصداع النصفي تتضخّم المساحات بين الأوعية الدموية في الدماغ بشكلٍ غير عادي وتمتلئ بالسوائل.

وقدّم الباحثون النتائج في الاجتماع السنوي لجمعية الطب الإشعاعي لأميركا الشمالية "RSN".

ووفقاً لتقرير  "لانسيت" العالمي حول المرض والإصابة 1990-2010، يصيب الصداع النصفي المزمن أكثر من 10% من سكان العالم، أي نحو مليار شخص.

في الوقت نفسه، فإنّ العمليات التي تولّده غير معروفة تماماً، ولا توجد له أدوية فعالة. ليس من قبيل المصادفة أنّ هناك مزحة في الأوساط الطبية تقول إنّ من يكتشف السبب الجذري لهذا المرض فسيمنح جائزة نوبل على الفور.

واتضح وفقاً لنتائج التصوير المغناطيسي أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن تتضخم المساحات المحيطة بالأوعية الدموية "PVP" حول أوعية الدماغ، والتي تعمل كقنوات للسائل خارج الخلية ونقل المواد المذابة فيه بشكل كبير.

وفي أغلب الأحيان، يتم توطينهم في العقد القاعدية، المناطق التي تتصل فيها الألياف العصبية والمادة البيضاء في الدماغ، وكذلك على طول السبيل البصري.

وشملت الدراسة 10 أشخاص يعانون من الصداع النصفي المزمن تتراوح أعمارهم بين 25 و 60 عاماً، و10 آخرين يعانون من الصداع النصفي العرضي، و5 أشخاص أصحاء.

وأدى التحليل الإحصائي لصور التصوير بالرنين المغناطيسي إلى استنتاج مفاده أن المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم عدد أكبر بكثير من توسع "PVPs" في المركز شبه البيضاوي، المنطقة المركزية لتوطين المادة البيضاء تحت القشرة الدماغية.

وأوضح كبير الأطباء في عيادة طب الأعصاب التصالحية، البروفيسور رينات غيمرانوف، "غالباً ما تتم ملاحظة التوسع في المساحات المحيطة بالأوعية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية، لكن آلية هذه العملية لا تزال غير واضحة".

ويستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي على نطاق واسع في تصوير الدماغ. ومع ذلك، لا يتم وصفه للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي إلا عند الاشتباه في وجود أمراض أكثر خطورة كالورم أو النزيف أو تمدد الأوعية الدموية أو التهاب الدماغ.

وتتمتع هذه الأجهزة بقوة 1.5 أو ثلاثة تسلا بدقة منخفضة، ربما يعتقد العلماء أن التغييرات المرتبطة بالصداع النصفي لا تظهر عليها ببساطة.

 توسع المساحات المحيطة بالأوعية الدموية

وأكد طبيب الأعصاب في مستشفى "فينوغرادوف" بيتر سوكوف، لوكالة "سبوتنيك" أن " لا يختلف دماغ مريض الصداع النصفي عن دماغ الشخص السليم. هناك حاجة إلى مزيد من البحث التفصيلي. كثير من الناس يعانون من الصداع النصفي".

وفي وقتٍ سابق، كانت قد أشارت منشورات إلى وجود ارتباط بين زيادة في "PVP" والأمراض الدماغية مثل الخرف ومرض الزهايمر والسكتة الدماغية والتصلب المتعدد. وأكد العلماء أن هناك  دليلاً على أن الخلايا الالتهابية التي تدمر غلاف المايلين في الخلايا العصبية تهاجم أيضاً المساحات المحيطة بالأوعية الدموية.

ويقترح العلماء أن توسع المساحات المحيطة بالأوعية الدموية قد يشير إلى حدوث خلل في الجهاز اللمفاوي للدماغ، والذي يستخدم قنوات حول الأوعية الدموية لإزالة بروتينات النفايات والأيضات من الجهاز العصبي المركزي.

وقال رئيس قسم الأعصاب في المركز الطبي الأوروبي، فيتالي أكيموف، إنّ "المساحات حول الأوعية الدموية هي جزء من نظام النقل و"تنظيف" السائل بين الخلايا في الدماغ".

وأوضح أكيموف أنه "في أثناء نوبة الصداع النصفي، نتيجة لإشارة عصبية مرضية، يتم إطلاق مادة البروتينات والدم وتدخل المكونات الأخرى إلى السائل بين الخلايا وتنتفخ الأنسجة حول الأوعية، ما يعطل  المساحات بين الخلايا، ويؤدي إلى توسيعها تدريجياً".