دراسة مثيرة للجدل تربط مشاهدة الشاشات بالتوحد لدى الأطفال

باحثون يقولون إنّ الأولاد الذين تعرضوا لمدّة ساعتين على الأقل يومياً للشاشات خلال العام الأول من عمرهم كانوا أكثر عرضة بشكلٍ ملحوظ للإصابة بالتوحد عند بلوغهم 3 سنوات.

  • باحثون: مدى ارتباط مدة التعرض للشاشة في الطفولة بتشخيص التوحد لاحقاً لا يزال غير واضح
    باحثون: مدى ارتباط مدة التعرض للشاشة في الطفولة بتشخيص التوحد لاحقاً لا يزال غير واضح

وجد الباحثون، بناءً على بيانات أكثر من 80.000 طفل، أن الأولاد الذين تعرضوا لمدّة ساعتين على الأقل يومياً للشاشات خلال العام الأول من عمرهم كانوا أكثر عرضة بشكلٍ ملحوظ للإصابة بالتوحد "Autism" عند بلوغهم 3 سنوات.

وقال الباحثون إنّ "مدى ارتباط مدة التعرض للشاشة في الطفولة بتشخيص التوحد لاحقاً لا يزال غير واضح". وقد أدت جائحة كورونا إلى زيادة وقت التعرض للشاشات بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، مما يجعل فحص تأثير وقت الشاشة على صحة الأطفال قضية صحية عامة مهمة.

وفي دراسة نشرت في مجلة JAMA Pediatrics، قام باحثون من قبل مجموعة دراسة البيئة والأطفال اليابانية في 15 مركزاً إقليمياً في جميع أنحاء اليابان، بضم النساء الحوامل بين عامي 2011 و2014 إلى دراسة، وتم تحليل البيانات في كانون الأول/ديسمبر من العام 2020. وقد شمل مجموع المشاركين في الدراسة 84.030 زوجاً من الأمهات والأطفال.

وتمّ تقييم وقت التعرض للشاشة عند عمر سنة واحدة من خلال استبيان طلب فيه من الأمهات الإبلاغ عن عدد الساعات التي سمحن فيها لأطفالهن بمشاهدة التلفزيون أو أقراص DVD يومياً. وقد تم تصنيف الوقت كالتالي:

- لا يوجد وقت للشاشة.
- أقل من ساعة واحدة.
- ساعة واحدة أو أكثر ولكن أقل من ساعتين.
- ساعتين أو أكثر ولكن أقل من 4 ساعات.
- 4 ساعات أو أكثر.

وقد جاءت النتائج على النحو التالي: 

كانت الإجابة الأكثر شيوعاً، والتي أبلغت عنها 27707 أم، هي قضاء أقل من ساعة واحدة أمام الشاشات. تلقى 330 طفلاً تشخيص التوحد في سن 3 سنوات، 251 طفلاً من الذكور ، و79 من الإناث. وزادت نسبة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد في عمر 3 سنوات مع زيادة وقت الشاشة في العام الأول.

كانت النسبة المئوية للأطفال المصابين بالتوحد والذين قضوا 4 ساعات أو أكثر من وقت الشاشة اليومي 10%. وكان وقت الشاشة الأطول في عمر عام واحد مرتبطاً بشكل كبير باحتمالات أعلى للإصابة بالتوحد في سن 3 سنوات عند الأولاد، ولكن ليس عند الفتيات. وقد لاحظ الباحثون أن وقت الشاشة في سن 3 سنوات لم يكن مرتبطاً بتشخيص اضطراب طيف التوحد في سن 3 سنوات، ربما لأن الارتباط بالعوامل البيئية على نمو الدماغ يختلف مع تقدم العمر.

إقرأ أيضاً: التوحّد: اضطراب يرافق الطفل مدى الحياة أم أنّه قابل للعلاج؟

وأشار الباحثون إلى أنّ نتائج الدراسة كانت محدودة بعدة عوامل، بما في ذلك الاعتماد على كلام الوالدين فيما يتعلق بوقت الشاشة، بالإضافة إلى إمكانية عدم تشخيص حالات التوحد الخفيفة في سن 3 سنوات، وعدم النظر في المتغيرات مثل بيئة رعاية الأطفال، والظروف المعيشية، والأمراض، والوراثة، والإعاقات. ومع ذلك، فقد تعززت النتائج بوجود عدد كبير من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، وفحص وقت الشاشة في مرحلة الطفولة المبكرة.

وتوصي منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم قضاء الأطفال أي وقت أمام الشاشات حتى بلوغهم عاماً واحداً أو 18 شهراً من العمر.