التجميل بلا جراحة: تعرف إلى علاج البشرة ببلازما الفيبرين (PRF)
"الفيبرين" (Fibrin) الغني بالصفائح الدموية (PRF) هو الجيل الثاني من البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، والذي أثبت فعّالية عالية لتجديد خلايا البشرة، من خلال تكثيف إنتاج الكولاجين لإعادة النضارة إلى الجلد.
في الحلقة الثانية من سلسلة تقارير "التجميل بلا جراحة"، نتناول تقنية العلاج بـ"الفيبرين" أو (PRF)، وهو بلازما غنية بالفيبرين (نوع من البروتين) الذي يساعد في ترميم الجلد المترهّل، وهو علاج يتم عبر الحقن، كما أنه بديل طبيعي غير جراحي لمكافحة الشيخوخة، لتجديد شباب الجلد عن طريق استخدام دم الشخص نفسه.
تقول المتخصّصة في الطب التجميلي، الدكتورة رمزية العنان*، إنّ العلاج بالـ"PRF" يُعرف عادة باسم "العلاج بالدم الحقيقي"، عبر استخدام الفيبرين (البروتين) من الدم نفسه، والمخصّب لزيادة الصفائح الدموية وتكثيفها.
الفيبرين الغني بالصفائح الدموية (PRF) هو الجيل الثاني من البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) التي تحتوي على مكثّفات عالية جداً من الفيبرين وخلايا الدم البيضاء، التي أثبتت فعالية عالية في تجديد خلايا الجلد، وفق الدكتورة العنان، إذ تشير إلى أنّ بعض المرضى قد يختارون حقن "PRF" وحده أو مع حمض "الهيالورونيك أسيد".
وتشرح أنّ "الهيالورونيك أسيد" هو أساساً مادة لزجة ينتجها الجسم طبيعياً، ويقوم بتوزيعها على مختلف الأنسجة. توجد هذه المادة بين العظام والمفاصل، وفي طبقات الجلد، وضمن مادة الكولاجين التي تعتبر المكون الرئيسي للأنسجة في الجسم.
ووفق الدكتورة العنان، يمكن أن يعالج "PRF" المناطق التي تظهر عليها أولى علامات الشيخوخة في الوجه، مثل تجاويف أسفل العين والخدين المنكمشين، كذلك معالجة فروة الرأس لاستعادة نمو الشعر من جديد.
وتوضح أنّ السبب المهم الذي يجعل "PRF" أكثر فعالية من "PRP" هو أنه يمنح المرضى فوائد "PRP" نفسها، إضافة إلى أنه يحتوي على مزيد من عوامل النمو والتكاثر مع مرور الوقت، إذ يستمر بتحسين خلايا الجلد وتجديدها حتى بعد الانتهاء من عملية استخدامه.
كيف نحصل على "PRF"؟
تشرح الدكتورة العنان أننا نحصل على "PRF" من دم الشخص نفسه، إذ يتم سحب كمية من الدم بواسطة أنابيب خاصة. بعد ذلك، يتم وضعه داخل جهاز طرد مركزي مصمم لفصل "PRF" عن مكونات الدم الأخرى لمدة ما تتراوح بين 10 و5 دقيقة على الأقل، وعلى سرعة معينة، فتتحول الخلاصة إلى "PRP"، أي بلازما غنية بالصفائح الدموية.
وبعد إضافة مواد خاصة، تتحول المادة إلى جل (هلام) يُعرف بـ"PRF"، وهو يستخدم في علاج التئام الجروح والتشققات وإنتاج الكولاجين، لتحسين مرونة الجلد وتجديد شبابه ونضارته.
يحتوي "PRF" على تركيزٍ عالٍ جداً من خلايا الدم البيضاء والفيبرين، وعدد صغير من الخلايا الجذعية الموجودة في الدم. يتم حقنه فوراً في الوجه أو في فروة الرأس. تسمح هذه العملية باستخدامه في مستحضرات التجميل أيضاً، لاستعادة نمو الشعر.
يُضاف أحياناً إلى "PRF" حمض "الهيالورونيك أسيد"، ويوضع في حشوات الجلد لتعزيز حجم الوجه مثلاً. تؤكد الدكتورة العنان أنّ هذه العملية حقّقت نتائج ممتازة وملموسة، وخصوصاً عند حقنها في التجاويف الموجودة تحت العينين، لتفتيح اللون الأسود الذي يظهر تحت العين (بسبب التجاويف الفارغة من الدهن).
كذلك، يُستخدم "PRF" في علاج أمراض المفاصل والعظام وأوجاع أعصاب الرأس، إضافة إلى استخدامه أثناء زرع عظام الأسنان والأضراس. وهناك المزيد من الاختبارات والدراسات العلمية حالياً على الفيبرين للاستفادة منه في علاجات أخرى، وفق ما تؤكد الدكتورة العنان.
اقرأ أيضاً: العلاج بتقنية "Ultherapy" لمحاربة الشيخوخة
إلى متى تستمر نتائج الحقن بـ"PRF"؟
يتمّ استخدام الفيبرين أو "PRF" في علاجات عدة، كما ذكرنا سابقاً، في فترات متباعدة من 3 إلى 6 أسابيع، وتبدأ النتائج بالظهور عادةً بعد أسبوع إلى 3 أسابيع، ويُلاحظ بشكل ملموس تجدد الجلد ونضارته بشكل واضح.
وبعد تكرار العملية عدة مرات، يتراكم إنتاج الكولاجين الجديد، وتستمر نتائجه الإيجابية على المدى الطويل، ما يساعد على شدّ الجلد المترهل، وتحسين مظهره وليونته، بحسب الدكتورة رمزية العنان. وقد يحتاج الشخص بين 3 إلى 4 أشهر حتى يلاحظ التحسن المطلوب، والذي قد يستمر من 6 إلى 12 شهراً بعد العلاج.
إقرأ أيضاً: التجميل في العيادات.. شباب دائم بلا عمليات جراحية
* الدكتورة رمزية العنان:
دكتوراه في الصيدلة السريرية، مرخصة ومعتمدة من المجلس الأميركي، متخصصة في الطب التجميلي، ومحاضرة في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت.