عالم المساج

يُستخدم العلاج بالتدليك للمساعدة في إدارة حالة صحية معينة أو تحسين التعافي. ينطوي على التلاعب بالأنسجة الرخوة في الجسم. وتمّت ممارسة المساج في معظم الثقافات، الشرقية والغربية على حد سواء، إذ إن تاريخ المساج امتدّ عبر تاريخ البشرية، وكان من أوائل الأدوات التي استخدمها الناس لمحاولة تخفيف الألم.

أنواع المساج 

المساج التايلندي 

نشأ المساج التايلندي أو اليوغا المُساعدة، في الهند. يساعد هذا التدليك على تخفيف التوتر وتعزيز الإسترخاء وتحسين المرونة والدورة الدموية. على عكس التدليك التقليدي، فإنه لا يتضمن الإستلقاء على سرير، بل تستلقي بكامل ملابسك على بساط على الأرض، ويستخدم المُعالج تقنيات الشد والسحب والتأرجح. عادةً ما يستمر من 60 إلى 90 دقيقة.

يساعد المساج التايلندي على تخفيف الصداع، التقليل من آلام الظهر، التخفيف من آلام وتيبّس المفاصل، زيادة المرونة ومدى الحركة، تخفيف القلق، زيادة وإنعاش الطاقة.

يعتمد على فكرة أن الطاقة تنتقل عبر جسمك على طول خطوط أو مسارات يمكن التنبؤ بها تُعرف باسم الحواس. ولزيادة تدفق الطاقة على طول الحواس، سيقوم المُعالج بتحريك الجسم إلى أوضاع تشبه اليوغا بالإضافة إلى شده وهزه بطرق مختلفة.

يستخدم المُعالجون أيديهم وإبهامهم ومرفقيهم وساعديهم وأحياناً أقدامهم. لكن ما يميّز هذا النوع من المساج، هو الجمع بين التمدد والحركة والضغط. ويُعتبر خياراً جيداً إذا كنت تريد نوعاً أكثر نشاطاً من التدليك، حيث تتحرك وتشارك بدلاً من الإستلقاء طوال الجلسة.

المساج الصيني 

يُعتقد أن المساج الصيني من أقدم النظم لأعمال الجسم. إنه مشابه للوخز بالإبر في الطريقة التي يستهدف بها نقاط وخز محددة، لكن المعالجون يستخدمون الأصابع بدلاً من الإبر لممارسة الضغط لتحفيز هذه النقاط. عادةّ ما يستمر من 60 إلى 90 دقيقة.

تستند فلسفته على مبادئ الطب الصيني التقليدي، الذي يركز على المكونات العاطفية والجسدية لرفاهية الشخص. وأنّ الصحة الحقيقية تتحقق عندما يجد المرء الإنسجام والتوازن داخل نفسه وبيئته.

إقرأ أيضاً: ما هي فوائد الحجامة.. العلاج المعروف منذ عشرات آلاف السنين؟

يساعد المساج الصيني على علاج مشاكل صحية معينة في الجسم، تقليل التوتر، الإسترخاء وتعميق النوم. وغالباً ما يتم استخدامه للحالات والإصابات المتعلقة بالجهاز العضلي الهيكلي والجهاز العصبي.

خلال الجلسة، يستخدم المُعالجون تقنيات التذبذب والضغط التي تختلف في القوة والسرعة. بالإضافة إلى تدليك العضلات والأوتار، واستخدام تقنيات المعالجة لإعادة تنظيم الجسم. تُستخدم أيضاً حركات المفاصل السلبية لاستعادة وظيفة العضلات والمفاصل.

المساج الياباني 

المساج الياباني Watsu أو العلاج المائي، هو نوع من التدليك الياباني التقليدي الذي يساعد على الإسترخاء. يتم إجراء العلاج بالواتسو في حوض السباحة أو حوض الإستحمام الساخن، على درجة 95 فهرنهايت أي 35 درجة مئوية. عادةً ما يستمر من 60 إلى 90 دقيقة.

يُستخدم لتخفيف الألم والإنزعاج الناجم عن مجموعة من الأمراض، وخصوصاً ألم المفاصل، كما يساعد على تقليل القلق وتحسين المزاج خاصةً لدى النساء الحوامل. إذ إنّ في هذا المساج، مقاومة الماء تلطف التوتر الجسدي وتشجع على الإسترخاء، مما يدعم الصحة العامة.

أثناء الجلسة، يقوم المُعالج بتحريك جسمك برفق في الماء في مكانٍ هادئ مع موسيقى هادئة. 

المساج السويدي

هو نوع لطيف من مساج الجسم الكامل وهو مثالي للأشخاص الذين لديهم الكثير من التوتر وحساسين للمس.

يساعد المساج السويدي في تحرير عقد العضلات، ويُعتبر خياراً جيداً لمن يريدون  الإسترخاء التام أثناء التدليك. عادةً ما تستمر الجلسة من 60 إلى 90 دقيقة.

في الجلسة، سيستخدم المُعالج مزيجاً من ضربات طويلة تتدفق في اتجاه القلب وحركات دائرية عميقة.

المساج بالحجر الساخن

هو الأفضل للأشخاص الذين يعانون من آلام العضلات والتوتر أو الذين يرغبون ببساطة في الإسترخاء. يشبه هذا النوع المساج السويدي، حيث يستخدم المُعالج بالتدليك، الأحجار الساخنة بدلاً من اليدين أو بالإضافة إليها. عادةّ ما تستمر الجلسة لمدة 90 دقيقة.

يساعد المساج بالحجر الساخن على التخفيف من توتر العضلات، تحسين تدفق الدم وتخفيف الآلام. أثناء التدليك، يتم وضع أحجار ساخنة في مناطق مختلفة حول الجسم بالكامل. وقد يُستخدم في بعض الأحيان أحجار باردة.

المساج بالروائح

هو الأفضل للأشخاص الذين يرغبون في الحصول على عنصر شفاء عاطفي في التدليك. يمكن أن يساعد هذا النوع من التدليك على تعزيز المزاج، تقليل التوتر والقلق، تقليل أعراض الإكتئاب وتخفيف توتر العضلات. عادةّ ما يستمر من 60 إلى 90 دقيقة.

يجمع المساج بالروائح بين الضغط الناعم واللطيف مع استخدام الزيوت. سيقرر المُعالج عادةً الزيوت العطرية التي يجب استخدامها، ولكن يمكنك اختيار ماهو مفضّل لديك. ودائماً ما يتم تخفيف الزيوت العطرية قبل وضعها على الجلد.

ستحصل على تدليك لكامل الجسم أثناء استنشاق الزيوت العطرية من خلال ناشر الهواء وامتصاصها من خلال بشرتك. وفي بعض الأحيان، سيركز المساج على الظهر والكتفين والرأس فقط. 

مساج الأنسجة العميقة

يستخدم هذا النوع ضغطاً أكثر من المساج السويدي. إنه خيار جيد لمن يعانون من مشاكل عضلية مزمنة، مثل الألم أو الإصابة أو عدم التوازن. كما يساعد في تخفيف آلام العضلات المزمنة والقلق. عادةً ما يستمر من 60 إلى 90 دقيقة.

أثناء التدليك، سيستخدم المُعالج ضربات بطيئة وضغط إصبع عميق لتخفيف التوتر من الطبقات العميقة للعضلات والأنسجة الضامة.

المساج الرياضي

يُعتبر تطبيق للتدليك وليس تقنية تدليك معينة. يعتمد العلاج المُطبق على طبيعة مرحلة التدريب أو الإصابة أو الحالة الرياضية، وتقييم المعالج بالتدليك العلاجي. المساج الرياضي هو مزيج من التقنيات التي تهدف إلى تحسين الأداء ومساعدة العضلات المرهقة على التعافي بسرعة. عادةً ما يستمر من 60 إلى 90 دقيقة.

يُعد خياراً جيداً لمن يعانون من إصابة عضلية متكررة، مثل تلك التي تحصل من ممارسة الرياضة. وخياراً جيداً لمن هم عرضة للإصابات، لأنه يمكن استخدامه للمساعدة في منع الإصابات الرياضية. 

يمكن أيضاً استخدام المساج الرياضي لزيادة المرونة والأداء. بالإضافة إلى تخفيف الألم والقلق وتوتر العضلات. يمكن إجراءه للجسم بالكامل أو قد يركز المُعالج على الأجزاء التي تحتاج إلى أكبر قدر من الإهتمام. قد يتناوب الضغط العميق مع ضربات مهدئة حسب احتياجاتك.

مساج التفكير

استناداً إلى مبدأ أن أجزاءً معينة من الجسم تعكس الكل. يمكن العثور على نقاط الإنعكاس التي تتعلق بجميع أجزاء الجسم في القدمين واليدين والوجه والأذنين. تستجيب هذه النقاط للضغط وتحفز عملية الشفاء الطبيعية للجسم. وعادةً ما يستمر من 30 إلى 60 دقيقة.

هو الأفضل للأشخاص الذين يتطلعون إلى الإسترخاء أو استعادة مستويات طاقتهم الطبيعية. إنه أيضاً خيار جيد إذا لم تكن مرتاحاً لملامسة جسدك بالكامل. 

مساج ما قبل الولادة

يساعد هذا النوع من المساج في تقليل آلام الجسم أثناء الحمل وتقليل التوتر وتخفيف توتر العضلات. يمكن الحصول على التدليك في أي وقت خلال فترة الحمل، إلا في الأشهر الأولى الثلاث بسبب خطر الإجهاض خلال هذا الوقت. وعادةً ما يستمر من 45 إلى 60 دقيقة.

يستخدم التدليك ضغطاً خفيفاً مشابهاً للمساج السويدي. سيركز المُعالج على مناطق مثل أسفل الظهر والوركين والساقين. أثناء الجلسة، ستستلقي المرأة على جانبها أو على طاولة مصممة خصيصاً بفتحة للبطن. 

فوائد المساج

من فوائد المساج الفورية الشعور بالإسترخاء العميق والهدوء. يحدث هذا لأن التدليك يحفّز إطلاق الإندورفين، أي المواد الكيميائية في الدماغ (الناقلات العصبية) التي تنتج الشعور بالراحة.

بالإضافة إلى ذلك، تنخفض مستويات هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول والنوربينفرين.

فوائد المساج الجسدية 

تتضمن بعض الفوائد الجسدية والعلاج العضلي ما يلي: انخفاض توتر العضلات، تحسين الدورة الدموية، تحفيز الجهاز اللمفاوي، الحد من هرمونات التوتر، الإسترخاء، زيادة حركة المفاصل والمرونة، تحسين لون البشرة، تحسين الشفاء من إصابات الأنسجة الرخوة، زيادة اليقظة العقلية، تقليل القلق والإكتئاب.

زيت المساج 

زيت اللوز

يُعتبر من أشهر الزيوت المُستخدمة في المساج. قليل اللزوجة لذا وضعه على الجسم سهل، يخفف آلام العضلات، سهل امتصاصه داخل الجلد ويساعد على تهدئة البشرة.

زيت الجوجوبا العضوي

يُستخدم زيت الجوجوبا كثيراً في مراكز المساج لأنه يشبه إلى حد كبير الزيوت الطبيعية في بشرة الإنسان. وهو زيت لطيف على البشرة ولا يسبب الإلتهابات.

زيت بذور العنب الطبيعي

بديل رائع لأولئك الذين لديهم حساسية شديدة للروائح ومزيج الزيوت. زيت خفيف وسهل الإستخدام في المساج ولا رائحة له. لا يحتوي هذا الزيت على رائحة طاغية ويهدئ البشرة الحساسة، مما يجعله جيداً لجلسات المساج.

زيت جوز الهند 

يُستخدم  هذا الزيت للتدليك لأنه لزج أكثر من الزيوت الأخرى. فوائد زيت جوز الهند  عديدة على البشرة: يغذي ويرطب البشرة بفضل احتواءه على مضادات الأكسدة ونسبة من الأحماض الدهنية.

زيت الزيتون

يمكن استخدام زيت الزيتون في جلسات المساج لأنه مفيد للبشرة نظراً لاحتواءه على الزنك والماغنزيوم.

المساج ليس فقط طريقة جيدة لتنغمس أو تدلّل نفسك، على العكس من ذلك، يمكن أن يكون أداة قوية لمساعدتك على تحمّل مسؤولية صحتك ورفاهيتك، سواء كنت تعاني من حالة صحية معينة أو كنت تبحث فقط عن مسكّن آخر للتوتر.