العلماء يقتربون خطوة إضافية من تأخير الشيخوخة

فريق علمي دولي يكتشف آلية جديدة تبطئ وربما تمنع الشيخوخة الطبيعية للخلايا المناعية، إحدى أهم عوامل الشيخوخة لدى البشر.

  • العلماء يقتربون خطوة إضافية من تأخير الشيخوخة
    استطاع العلماء التحقق من آلية إبطاء شيخوخة خلايا مناعية لدى فئران كبيرة

اكتشف فريق علمي دولي آلية جديدة تبطئ وربما تمنع الشيخوخة الطبيعية للخلايا المناعية؛ إحدى أهم عوامل الشيخوخة لدى البشر.

ووفقًا لبحث نُشر في دورية "بيولوجيا الخلايا الطبيعية"، استطاع العلماء التحقق من آلية إبطاء شيخوخة خلايا مناعية لدى فئران كبيرة، حيث تبين أنه باستخدام آلية جديدة "قد يعيش الجهاز المناعي لفترة أطول ويكون أكثر فعالية ضد أمراض مثل السرطان والخرف".

وانكبّ الباحثون في المختبر على فهم الآليات التي تمنح العمر الافتراضي لخلايا الجهاز المناعي، المعروفة باسم الخلايا التائية، في بداية الاستجابة المناعية ضد المستضد، وهي مادة غريبة معترف بها من قبل آليات المراقبة المناعية لدفاع الجسم.

وأشار الدكتور أليسيو لانا، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ الفخري في قسم الطب بجامعة كاليفورنيا، إلى أن الخلايا المناعية "في حالة تأهب قصوى ومستعدة باستمرار لمكافحة الغزاة. لكي يكونوا فعالين، يجب عليهم أيضاً البقاء في الجسم لفترة طويلة. ومع ذلك، فإن الأساليب المستخدمة لتنفيذ هذه الحماية مدى الحياة غير معروفة بشكل أساسي".

ولفهم أهمية الاكتشاف، لا بد من تفسير سبب ضعف الجهاز المناعي مع التقدم في العمر.

يحتوي كل كروموسوم في الخلية على غطاء واقي يسمى التيلومير، و هو يتكون من تسلسل معين من الحمض النووي يتكرر آلاف المرات. التسلسل له وظيفتان: 

أولاً، يحمي أقسام ترميز الكروموسومات ويحافظ عليها في مأمن من الأذى؛ 

ثانياً، تعمل كساعة بيولوجية تنظم عدد عمليات التكرار (المعروفة أيضاً باسم الانقسامات) التي يمكن للخلية القيام بها.

في الخلايا التائية (نوع من الخلايا المناعية) وغالبية الخلايا الأخرى، تصبح التيلوميرات أقصر مع كل انقسام للخلية (استنزاف التيلومير). و عندما تصبح التيلوميرات قصيرة بشكل خطير، تتوقف الخلية عن الانقسام وتدخل في الشيخوخة، فيتخلص منها الجهاز المناعي أو تستمر في الوجود في حالة متغيرة وضعيفة.

تحدث العدوى المزمنة والسرطان والوفيات نتيجة لعدم عمل الجهاز المناعي بشكل صحيح. لذا يُعتبر استنزاف التيلومير إحدى العوامل الهامة المسببة للشيخوخة.

ما الذي فعله العلماء في تجربتهم؟ 

استخدم العلماء الخلايا التائية لبدء استجابة مناعية ضد البكتيريا في المختبر (عدوى غريبة)، وقاموا بتمديد بعض التليوميرات نحو 30 مرة كي تصبح الخلايا التائية طويلة العمر وتمتلك ذاكرة وخصائص الخلايا الجذعية، ما يسمح لها بتوفير حماية طويلة الأمد ضد عدوى مميتة.

"تفاعل نقل التيلومير"، كما أوضح البروفيسور لانا، بين الخلايا المناعية يضيف إلى الاكتشاف الحائز على جائزة نوبل للتيلوميراز ويظهر أن الخلايا قادرة على تبادل التيلوميرات كوسيلة لتنظيم طول الكروموسوم قبل بدء عمل التيلوميراز. من الممكن أن تتباطأ الشيخوخة أو تعالج ببساطة عن طريق نقل التيلوميرات ".

بعد اكتشاف آلية «مكافحة الشيخوخة» الجديدة، أظهر نفس فريق البحث أن حويصلات التيلومير خارج الخلية يمكن عزلها عن الدم، وعند دمجها مع الخلايا التائية، تظهر خصائص مضادة للشيخوخة في كل من الفئران وجهاز المناعة البشري.

ووجد الباحثون أنه يمكن توفير مستحضرات الحويصلة خارج الخلية بمفردها أو بالاقتران مع لقاح، وقد تلغي هذه الدفاعات المناعية الدائمة المطولة، من الناحية النظرية، الحاجة إلى إعادة التطعيم.

يدعي الخبراء أنه على الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث، إلا أن هذا يظهر إمكانية العلاج الوقائي الجديد للشيخوخة المناعية والشيخوخة عموماً.